أحلام الأحزاب في الاستحواذ على الأغلبية البرلمانية تجعل كل شيء مباحًا في عالم السياسة، فالتحالف مع المعارض قبل الصديق لا بأس به طالما يساعد في تحقيق المأمول، لذلك لم تجد الأحزاب الليبرالية ومنافستها اليسارية حرجًا في إجراء تحالفات انتخابية في سبيل الحصول على أكبر عدد ممكن من مقاعد البرلمان المقبل. ولأن المصالح تتصالح، تدور في الوقت الراهن مناقشات سرية بين حزب المصريين الأحرار -ذي التوجه الليبرالي- وحزب التجمع -اليساري- لعقد تحالف انتخابي بينهما على غرار تحالفهم في الكتلة المصرية عقب ثورة 25 يناير والتي كانت كونت جبهة سياسية مدنية لخوض الانتخابات البرلمانية من خلال قائمة موحدة ورمز وشعار موحد، وفي حالة نجاح التحالف سينضم إليها الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي. وفي الوقت الذي يسعى فيه حزب "المصريين الأحرار" إلى تفعيل العديد من الاندماجات، لتكوين كتلة كبيرة للفوز بنصيب الأسد داخل تحالف جبهة الإنقاذ في الانتخابات البرلمانية إذا جرت بنظام القائمة، والانتهاء من الخطوات النهائية لاندماجه مع حزب الجبهة، ومحاولة تحقيق نفس الخطوة مع حزبي الدستور والمؤتمر، تسعى أيضًا أحزاب اليسار لعمل تحالف انتخابي مع الأحزاب الناصرية، بل تحاول ضم كل اليساريين والناصريين المستقلين لتفوز هي الأخرى، ما يجعل الحديث عن قائمتين داخل جبهة الإنقاذ واحدة لليسار وأخرى لليبراليين أمرًا مطروحًا بقوة. وقد نجح اليسار الممثل في التحالف الديمقراطي الثوري الذي يضم عدة أحزاب في العمل تحت إطار جبهة الإنقاذ، إلا أن آمال وطموحات اليساريين كانت أكبر من ذلك وخاصة مع خسارة الجبهة رصيدها في الشارع، إذ دفع هذا الطموح اليساريين إلى إدارة العديد من المناقشات والحوارات لتشكيل "جبهة الاشتراكيين" والتي تتكون من أحزاب اليسار والناصرية والتيار الشعبي وحركتي تمرد وكفاية لتكون ندًا لجبهة الإنقاذ التي سيتبقى بها حينئذ الليبراليون فقط، إلا أن حزب "التجمع" رفض تلك المناقشات مفضلًا البقاء داخل جبهة الإنقاذ التي برز نجم "المصريين الأحرار" فيها، وهو ما يؤكد سير مفاوضات التحالف الانتخابى بين الحزبين حسبما هو مخطط له. مصادر "فيتو" كشفت عن أن حزب "التجمع" سيطرح أسماء مرشحيه من خلال لجنته الانتخابية، ثم تتم المفاضلة بين تلك الأسماء التي سيكون أغلبها نواب سابقين للتجمع، وتأتي بعدها المفاضلة بينها وبين الأسماء التي ستطرحها جبهة الإنقاذ، حيث تشمل قائمة مرشحى الحزب 183 اسمًا، من أبرز هذه الأسماء النائب البورسعيدى البدري فرغلي، وعاطف مغاوري، النائب السابق عن محافظة الشرقية، ورأفت سيف، النائب السابق بالدقهلية، إلى جانب عبدالحميد كمال، من السويس، وبلال الدندراوي، من أسوان، وأحمد شعبان، من الإسكندرية. المصادر المطلعة لفتت إلى أن جبهة الإنقاذ معرضة للتفتيت حال إقرار النظام الفردي للانتخابات البرلمانية، وهو ما استعدت له الأحزاب أيضًا بتمهيدها لخوض الانتخابات تحت أي شكل. ومن ناحية أخرى توصلت الأحزاب الاشتراكية المتمثلة في الاشتراكي المصري والتحالف الشعبي الاشتراكي والشيوعي المصري والتجمع بتوقيع وثيقة" سياسية "بينهم وبين الأحزاب الناصرية والتيار الشعبي وحركتي تمرد وكفاية، وأهم مباديء تلك الوثيقة العدالة الاجتماعية. ورشح الحزب الشيوعي المصري عددا من الأسماء بشكل مبدئي ليتم عرضها على القائمة الانتخابية التي تسعي قوي اليسار لإقامتها وتجهيزها حيث يعرض كل حزب أعضاءه في المحافظات ليتم المفاضلة بينهم واختيار الأفضل والأكفأ فمن الأسماء التي رشحها الشيوعي المصري المهندس معتز الحفناوي، وأيمن البيلي، وحمدي حسين القيادي العمالي بالمحلة ومحمود فيروز مسئول حركة تمرد بالدقهلية بالإضافة إلى مرشحين وعدد من الشباب في المحافظات.