معرفش ليه بيقولوا عليا إن لساني فالت.. مع إن الجميع يحكي لي أدق تفاصيل حياته، ومكامن أسراره، وأنتم تعلمون أن معظم كبراء البلد أصدقائي وأحبابي .. فلو كان لساني فالتًا بالفعل ما كانوا ليأتمنونني على أسرارهم .. يعني مثلًا الرئيس «محمد مرسي» في لقائي معه أمس أقسم لي بالأيمان الغليظة والرفيعة أنه قال «لا للدستور» وحلفني 100 يمين إنى ما قولش لحد الكلام ده؛ لأنه ببساطة -كما قال لي- لم يقتنع بالدستور أصلًا، لكنه كان مغلوبًا على أمره من المرشد والشاطر والذي منه .. هو أنا قلت لحد على السر ده مثلًا، ولا كنت قلت لحد علشان يقولوا إن لساني فالت ؟! .. وأنا لن أبوح بهذا السر أبدًا، وسأظل عند وعدي للرئيس «مرسي»؛ لأنه كان يفضفض معي، كما شكى لي من تدخلات مكتب الإرشاد في كل كبيرة وصغيرة بديوان الرئاسة لدرجة أن المرشد هاتفه أول أمس؛ ليقول له: "أنت أكلتك ضعيفة يا مرسي رغم أن ميزانية الأكل للقصر الرئاسي ضخمة وتقشفك هذا يضعنا نحن في مأزق؛ لأننا نأكل من نفس الوجبة التي تطلبها" .. وقال له: "فك الحزام يا مرسي خلينا نهبر معاك" .. وهذا مثلًا ضمن الأسرار التي حكاها لي الرئيس «محمد مرسي» .. فهل جئتكم وقصصت لكم هذا الكلام حتى يقولون إننى فتانة .. أنا هتجنن وارفض هذا الاتهام .. المهم إننى تعجبت أن يصوت مرسي ب«لا» على دستور أقره بنفسه أمام العالم أجمع، ووصفه بالتاريخي، وقال للشعب: "إن هذا الدستور فيه نجاة لهم من الفقر، والانفلات الأمني، وغير ذلك من المزايا التي تحيط بالدستور"، إلا أنه قال لي -بعد أن طلب مني أن يكون هذا الكلام في طي الكتمان ووعدته بذلك-: إن ضميره غير مرتاح من هذا الدستور الذي سيجعله فرعونًا جديدًا يحكم ويتحكم في مصير شعب مصر .. ولما قلت له: وماذا في ذلك فأي حاكم يتمنى أن يمنحه الشعب هذه المميزات، قال لي: هذا إن كان هو الحاكم الحقيقي ياسطوطة لكن مكتب الإرشاد هو الحاكم الحقيقي، وأنا مجرد واجهة لهم .. أنا ماضي شيكات على نفسي ياسطوطة للمرشد، وسوف يطالبني بها في حال مخالفة الجماعة!! .. فقلت له: طب إيه رأيك ممكن تأمر بالقبض عليهم والزج بهم في السجون، وساعتها سوف يدعمك الشعب كله؛ لأنك ستريحنا منهم وترتاح يا أبو أحمد!! .. قال: مقدرش ياسطوطة مقدرش .. فأنا لا أضمن الشعب؛ لأنه ببساطة ممكن عمنا حمدين وأخينا البرادعي يصفونني بالظالم والمنقلب على جماعته كي يشككوا الشعب في صواب قراراتي؛ لأنهم ببساطة ليس لهم مشكلة مع الدستور كما يظن البعض، ولا مع العيش ولا الحرية، ولا حتى العدالة .. هم فقط يريدون الوصول لهذا المقعد -مقعد الرئاسة- .. ثم قال لي: أنا الآن أحدث نفسي ياسطوطة فحافظي على هذه الأسرار وأنا وعدته بذلك .. فهل جئت وقصصت لكم ما دار بيني وبين الرئيس كي يتهمونني بأنني فتانة، وأن لساني فالت والعياذ بالله!! .. أنا هتجنن...