على طريقة "أنصار بيت المقدس"، قررت مجموعة من فتيات "الإخوان" السير على خطى الجماعة المسلحة، وأنشأت إخوانيات حركة أطلقت عليها "حركة طالبات ضد الانقلاب بأبو حماد". وفي أحد الفيديوهات المنتشرة عبر موقع "يوتيوب"، ظهرت مجموعة من الفتيات الملثمات، وأعلن رفضهن التام لكل ما حدث مما وصفنه ب"اعتقال وترهيب والتعدي بالضرب على زميلاتهن وأخواتهن"، وفي الفيديو بدت الفتيات وكأنهن عضوات يلقين بيانا لحركة طالبان أو أنصار بيت المقدس، ومن خلال هذا البيان كشفت العضوات بالحركة نية ألتراس طالبات النزول إلى الميادين قريبًا حتى يتم القصاص لزميلاتهن وإسقاط ما أسمينه ب"الانقلاب". وتعد جامعة القاهرة أول شاهد على حركة فتيات الجماعة "الملثمات"، فأثناء محاولاتهن تعطيل الدراسة بالجامعات، حاولت طالبات الإخوان "الملثمات" بالجامعة اقتحام كلية الدراسات الإسلامية بنات فرع مدينة نصر، احتجاجًا على تحويل زميلاتهن إلى مجالس تأديب. وفي إحدى المحاضرات أثناء إلقاء الدكتورة منى صبري المدرس بكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر إحدى المحاضرات في الجامعة، اقتحمت مجموعة من الطالبات الملثمات مبنى الكلية وقاعات المحاضرات وحاولت إحدى طالبات الكلية، الدفاع عن نفسها وصديقاتها، وذلك باستخدام مادة "سيلف ديفنس" التي تستخدمها الفتيات للدفاع عن نفسها، مما أدى إلى حالة من الهرج والمرج داخل الجامعة. وهذه ليست المرة الأولى لظهور الطالبات الملثمات بالجامعات، ففي شهر نوفمبر الماضي بجامعة المنصورة، ظهر عدد من طالبات الجامعة المنتميات لحركة طلاب ضد الانقلاب وأنصار المعزول لأول مرة في تظاهرات أطلقن عليها "يوم الغضب"، وارتدت فيه الفتيات الملثمات "شال رابعة الأصفر على وجوههن"، بالإضافة إلى زي موحد باللون الأسود، ورددن هتافات: "خافي منا يا حكومة"، وحملن بأيديهن "طبلة وباليد الأخرى أكياس بلاستيك غير معلوم محتوياتها". وترددت أنباء عن تورط إحدى "الإخوانيات" في ذبح سائق تاكسي المنصورة، مما يؤكد أن "حرائر الإخوان" بدأن المعركة بين الدولة والجماعة، وسرعان ما تصاعد دورهن خلال الفعاليات المختلفة، وبدأن تنفيذ مهام مختلفة أبرزها محاولات منع الدراسة بالجامعات، والظهور ملثمات، مما آثار مخاوف الكثيرين من تطور دور الفتيات إلى الاشتراك في أعمال انتحارية، أو قيامهن بمحاولات اغتيالات، أسوة بالوضع الموجود في الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" المعروفة باسم "كتائب القسام"، والتي تضم خلية من الأخوات، ويتم تدريبهن على استخدام القنابل اليدوية وزرع العبوات الناسفة وإطلاق القذائف والصواريخ، وهو النموذج الذي من الممكن نقله إلى مصر. وفي هذا الإطار، أكدت الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن ظهور فتيات الجماعة ملثمات أمر طبيعي طبقا للمثل المعروف "من عاشر القوم"، والآن هن يسرن على خطى آبائهن وأمهاتهن، ومعظمهم ظلوا بالسجون كما أنجبوهم وهم "مساجين" مما يؤكد أن ذرية هؤلاء تعاني التشوه والمرض النفسى والعصبية والانفعال وعدم التحكم في الذات. وأشارت إلى أن فكرة "التلثم" للفتيات من وجهة نظرهن وسيلة للتخويف أو رسالة محتواها "خافوا"، لكن على العكس من ذلك ففتيات ونساء الجماعة ملثمات لسيطرة الخوف عليهن ولوعيهن من داخلهن أنهن يدافعن عن باطل ويجرمن، كما أنهن أردن التخفي وراء هذا الشال من أجل الهروب من العدالة لارتكابهن جرائم العنف والتخريب والقتل، فالخوف يسيطر عليهن ولكنهن يحاولن بكل الطرق استفزاز الأجهزة الأمنية حتى يتم الاحتكاك بهن وهو مخططهن من التظاهرات.