عدل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عن قراره السابق بسحب قوات الجيش من عدة مدن في محافظة الأنبار، التي تشهد اشتباكات لليوم الثالث على التوالي بين الجيش ومسلحين، وسط تواصل أعمال العنف وإحراق مراكز الشرطة. تراجع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الأربعاء، عن قرار سحب الجيش من مدن محافظة الأنبار، معلنًا عن إرسال قوات إضافية إلى هذه المحافظة، التي تشهد مدينتاها الرئيسيتان مواجهات متواصلة شملت إحراق مراكز للشرطة وتهريب سجناء. وقال المالكي، حسب ما جاء في خبر عاجل على قناة "العراقية" التليفزيونية الحكومية: "لن نسحب الجيش، بل سندفع بقوات إضافية"، وذلك استجابة "لمناشدات أهالي الأنبار وحكومتها". وكان المالكي، في محاولة لنزع فتيل التوتر الأمني في الأنبار بعيد فض الاعتصام المناهض له أول أمس الإثنين، والذي استمر لعام فيها، دعا الجيش أمس الثلاثاء إلى الانسحاب من المدن، في إشارة إلى مدينتي الرمادي والفلوجة. وكان مسلحون في الرمادي أحرقوا الأربعاء أربعة مراكز للشرطة وسط تواصل الاشتباكات مع الجيش، الذي انسحب نحو غرب المدينة، وقال ضابط برتبة نقيب في شرطة الرمادي: "قام المسلحون بإحراق أربعة مراكز شرطة في وسط مدينة الرمادي، هي مركز شرطة الملعب، والنصر والحميرة والضباط". من جانب آخر أفاد بيان لوزارة الدفاع العراقية الأربعاء، أن الشيخ أحمد أبو ريشة، رئيس مؤتمر صحوة العراق، دعا أهالي الأنبار إلى عدم التهاون مع عناصر تنظيم القاعدة وداعش، وذكر البيان، أن أبو ريشة "وجه بيانًا إلى أهالي وشيوخ عشائر محافظة الأنبار دعاهم فيه إلى عدم التهاون مع عناصر تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين اللذين تركا الصحراء وتوجها إلى الأنبار والفلوجة ليعيثوا بأهلها قتلًا وفسادًا". وأضاف: "إن محافظة الأنبار تمر اليوم بمفترق طرق مهم اما أن تكون بوابة خير للعراق أو العكس". وفي مدينة الفلوجة القريبة، تمكن مسلحون من اقتحام مبنى مديرية الشرطة بعدما أخلاه عناصر الأمن إثر تهديدهم بالقتل، واستولوا على أسلحة فيه وأطلقوا سراح نحو مئة سجين، وفقًا لنقيب في شرطة المدينة. وتشهد مدينة الرمادي لليوم الثالث على التوالي اشتباكات متقطعة في غربها بين مسلحين سنة والجيش، وذلك منذ فض الاعتصام المناهض للحكومة، على الطريق السريع قرب الرمادي يوم الإثنين الماضي. وكان المالكي، الذي يحكم البلاد منذ 2006، اعتبر قبل أكثر من أسبوع أن ساحة الاعتصام السني تحولت إلى مقر لتنظيم القاعدة، مانحًا المعتصمين فيها "فترة قليلة جدًا" للانسحاب قبل أن تتحرك القوات المسلحة لفضها. وجاءت هذه التحذيرات غداة مقتل قائد الفرقة السابعة في الجيش مع أربعة ضباط آخرين وعشرة جنود أثناء اقتحامهم معسكرًا لتنظيم القاعدة في غرب محافظة الأنبار، التي تشهد منذ ذلك الحين عمليات عسكرية تستهدف معسكرات للقاعدة على طول الحدود مع سوريا. وفي أعمال عنف أخرى، قتل ثلاثة ضباط في الجيش وجندي ومدني وأصيب أربعة عسكريين وسبعة مدنيين بجروح في انفجار سيارة مفخخة الأربعاء قرب نقطة تفتيش للجيش في شرق الموصل، وفقًا لمصادر أمنية. ي.أ/ ع.غ (د ب أ، أ ف ب، رويترز) هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل