صحف ألمانية: مسار التغيير في العالم العربي قد يستغرق عقودا

بعد مرور نحو ثلاثة أعوام على اندلاع ثورات الربيع العربي اهتمت صحف ألمانية بالأسباب التي حالت دون تحقيق آمال البلدان العربية في ترسيخ الحرية وإقامة دولة القانون فيها. كما تناولت التفجيرات في روسيا والأزمة في تركيا.
صحيفة فرانكفورتر ألغماينه كتبت في مقالها الافتتاحي:
"خيبة الأمل كبيرة في نهاية السنة الثالثة من الثورات العربية: ففي مصر يقوم الجيش بترميم الأوضاع القديمة بعد ما عمل الإسلاميون على أسلمة كامل البلاد. وفي سوريا تدور رحى حرب وحشية لا مثيل لها، وشعوب المنطقة كلها تعاني منها الآن.
أما في ليبيا فالميليشيات أصبحت لها الكلمة العليا، وأصبحت البلاد مهددة بالانقسام إلى أقاليم متعددة.
ومن خلال هذا الوضع المؤلم هناك إدراك متزايد بأن إقامة نظام يقوم على قواعد الحرية وسيادة القانون، في السياق الثقافي والديني للعالم العربي أمر لا يحتاج لبضعة شهور وإنما لسنوات عديدة، وربما لعقود".
أما صحيفة زود دويتشه تسايتونغ فقد تناولت في تعليقها موضوع جماعة الإخوان الإرهابية في مصر وقالت: "سياسيا كانوا غير أكفاء، وعقائديا كانوا عميانا.
وقد يكون لبعض قادتهم فعلا اتصالات مع الإرهابيين، وهي مسألة يجب على المحاكم البت فيها.
ورغم ذلك فإن الأمر أكثر استهجانا في حكم الإسلاميين، هو أنهم قسموا المجتمع عمدا، ولذلك فإن الترحيب الذي وجده الانقلابيون لدى الجزء الأكبر من الشعب لم يكن من قبيل الصدفة، خصوصا بسبب خيبة أمل.
ولكن لا يمكن للدولة القيام بتجريم جزء من المواطنين بهذه البساطة. فالآف من المصريين ينتمون إلى هذه فالجماعة التي يزيد عمرها على 80 عاما، والملايين يتعاطفون معها، وهناك ملايين من المواطنين الذين استفادوا من دعم الجماعة بدعمهم على مدى عقود، ومن خلال توفير العلاج لهم مجانا في المستشفيات وتعليمهم في المدارس وإرسالهم إلى الجامعات واستقطابهم سياسيا.
التأثير الإسلامي يشكل بذلك جزءا من المجتمع المصري، حيث لا يمكن القضاء عليه، وإنما مواجهته -في أحسن الأحوال- بسياسة ذكية."
وعن الهجمات الإرهابية الأخيرة في مدينة فولغوغراد الروسية كتبت صحيفة "باديشه نويسته ناخريشتن" تقول:
"خلال الألعاب الأوليمبية الشتوية في سوتشي، تسعى روسيا إلى مواجهة التهديدات من خلال اتخاذ احتياطات أمنية وعسكرية.
وبالفعل جهزت وكالات الاستخبارات نظاما متطورا يمكنها من التنصت على جميع الزوار ومراقبتهم من خلال الهواتف الجوالة وشبكة الإنترنت.
وسيتم إغلاق سوتشي بأكملها أمام غير المقيمين بها، عدا زوار المنافسات الأوليمبية، كما سيتم تقسيمها إلى مناطق أمنية. غير أنه ليس من الواضح ما إذا كان ذلك كافيا لمواجهة الأعمال الإرهابية.
وهذا التهديد يشكل عبئا آخر لمسار الألعاب الشتوية التي تقام في مكان مناخه قاس وظروفه السياسية صعبة".
أما صحيفة "براونشفايغر تسايتونغ" فتناولت فضيحة الفساد والأزمة الحكومية في تركيا وانتقدت كيفية إدارة الأزمة من قبل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وقالت:
"كان أردوغان قد قاد تركيا إلى استقرار سياسي ونهضة اقتصادية، بعد الأزمات التي عصفت بالبلاد، غير أنه يعمل الآن على استمرار نهج تلك الأزمات. فهو يتهم الخارج بما حصل وينشر نظرية المؤامرة ضده، ويقيل وزراء من حكومته ويقوم بعملية تطهير في قيادات الشرطة.
إن هذا يشكل نموذجا لرد فعل الحكام المستبدين.
وبالتوازي مع مسار الأزمة السياسية يضعف مستوى الازدهار الاقتصادي في تركيا. وبذلك تتجه مفاوضات تركيا مع الاتحاد الأوربي وسعيها منذ عقود للانضمام إليه إلى الطريق المسدود.
إن ذلك لن يروق الاتحاد الأوربي للاستمرار في مفاوضاته مع تركيا. أردوغان مهدد بتدمير إنجازاته بنفسه.
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل