فيما أعلن رئيس هيئة الادعاء في اسطنبول إبعاد مدع عام عن التحقيق في فضيحة الفساد التي تهز تركيا بعد "زعمه" أن الشرطة أعاقت التحقيق فيها، اتهمت المعارضة التركية رئيس الوزراء بمحاولة "تشكيل حكومة لا تبدي له أي معارضة". قال تورهان جولاقاضي رئيس هيئة الادعاء في اسطنبول إن مدعيًا عامًا زعم علنًا الخميس (26 ديسمبر 2013) إن الشرطة أعاقت التحقيق في قضية فساد كبيرة أساء هو نفسه التعامل مع القضية، وابعد عن التحقيق فيها. وأضاف للصحفيين أن المدعي معمر أكاش سرب معلومات للإعلام ولم يبلغ رؤساءه بأحدث التطورات في القضية في الوقت المناسب كما يتطلب الأمر. وكان أكاش قد أكد وقف مرحلة جديدة من التحقيق في فضيحة الفساد الكبيرة التي تهز الحكومة، منددًا بضغوط على النظام القضائي. وقال معمر أكاش في بيان "يجب أن يعلم كل زملائي وأيضًا الجمهور أنني كمدعي مُنعت من إطلاق تحقيق"، مشيرًا إلى دور للشرطة في هذا المنع. واستنادا إلى معلومات نشرت الأربعاء في العديد من وسائل الإعلام التركية أمر أكاش بإيقاف نحو 30 شخصًا آخر بينهم نواب ورجال أعمال في إطار التحقيق الجاري في فضيحة الفساد التي تسيء إلى السلطة الإسلامية المحافظة الحاكمة في تركيا. وقال "رغم اجتماع مع مسئولي شرطة اسطنبول المكلفين بهذه العملية اكتشفت عدم تنفيذ قرار المحكمة ومذكرات الاعتقال". وأضاف أكاش "ارتكبت جريمة عن طريق سلسلة القيادة... وسمح للمشتبه بهم باتخاذ تدابير احترازية والهرب والتلاعب في الأدلة." ولم يحدد أكاش شخصا بعينه، لكن من المرجح أن تزيد مزاعمه من الغضب المتفاقم في تركيا بشأن القضية التي تفجرت يوم 17 ديسمبرباحتجاز عشرات الأشخاص بتهم فساد، وبينهم أبناء ثلاثة وزراء ورئيس بنك خلق الحكومي. ويجري هذا التحقيق على خلفية حرب مفتوحة بين حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم منذ 2002 ومنظمة الداعية الإسلامي فتح الله غولن التي كانت حليفته لفترة طويلة التغيير لم يحل الأزمة. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد أجرى التعديل الوزاري بعد أن استقال ثلاثة وزراء وسط فضيحة فساد تمثل تحديًا لم يسبق له مثيل لحكمه المستمر منذ 11 عامًا. وتراجعت الليرة التركية الخميس إلى مستوى تاريخي 2.1105 ليرة للدولار بعد أن فشل التغيير الوزاري في تهدئة بواعث قلق المستثمرين بشأن فضيحة الفساد. من جهتها اتهمت المعارضة التركية الخميس رئيس الوزراء أردوغان بأنه يحاول أن يحكم من خلال "دولة عميقة" تعمل في الخفاء. وقال كمال كيليغدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر حزب معارض في تركي، في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام التركية إن أردوغان "يحاول تشكيل حكومة لا تبدي له أي معارضة." حسب تعبيره. ص.ش/ ع.غ ( أ ف ب، رويتررز ) هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل