تحتاج مالى استراتيجية تتجاوز المساعدة العسكرية لهذا البلد الواقع فى غرب أفريقيا، ويجب أن يكون هناك تفاؤل بنجاح العمليات العسكرية المشتركة الجارية فى مالى، لكنه يستطرد قائلا إن الجهد العسكرى لا يمكن أن يخفى جذور هذه الأزمة. والتهديد الذى يمثله التشدد يحمل مخاطر محتملة قد يقوض مسار التقدم الذى شهدته هذه المنطقة بفضل طفرة المواد الخام والإدارة الاقتصادية السليمة وتخفيف الديون. وأحد المخاطر الأكثر إلحاحا هى تزايد تهريب المخدرات والنشاط الإجرامى، حيث إن المنطقة أصحبت ممرا رئيسيا للمخدرات من أمريكا اللاتينية إلى أوروبا، ويتم عبرها تهريب الأفيون الذى يصل من أفغانستان وباكستان إلى الولاياتالمتحدة. إن التهديدات الأمنية التى ظهرت فى مالى هى أعراض لمشاكل إقليمية أكثر عمقاً، ومع أن التدخل العسكرى فى مالى أمر لا مفر منه، فإنه لن يعالج العوامل الرئيسية التى تقف وراء الاضطرابات التى تعانيها البلاد. ولابد من معالجة مشكلات منطقة غرب أفريقيا بصورة شاملة وليس بمعالجة التطرف وحده، بوصفه مصدراً واحداً للمخاطر التى تشهدها تلك المنطقة. ولإننى أشعر بقلق بالغ إزاء هذه المشكلات، فقد دعوت مجموعة متنوعة من الأفارقة البارزين فى منطقة غرب افريقيا للانضمام إلى لجنة لدراسة، واقتراح حلول لمواجهة المخاطر التى تواجه المنطقة، ومن بين هؤلاء القادة الرئيس النيجيرى التى النيجيرى السابق اولوسيجون اوباسانجو والذى وافق على المشاركة فى أعمال اللجنة، ومن بين أهم المخاطر التى سيتم مناقشتها ودراستها سبل رفع مستوى الوعى تجاه أخطار تهريب المخدرات والجريمة المنظمة وكيفية احتوائها. التدخل العسكرى وحده لن يجل المشكلة فى مالى، ولن يقضى على الدوافع الكامنة وراء عدم الاستقرار فى غرب أفريقيا، يجب على حكومات غرب أفريقيا حرث فوائد النمو فى البنية التحتية لقطاع الأمن والإصلاح والزراعة والتدريب المهنى والتعليم وتنظيم الأسرة، إذا كنا نريد الحفاظ على المنطقة وعلى البقاء فى طريقها نحو المسار الصحيح. الأمين العام السابق للأمم المتحدة نقلاً عن الجارديان