تحولت العاصمة القطريةالدوحة إلى مأوى للمشايخ الهاربين المطلوبين على ذمة قضايا جنائية فلم تمض سوى أيام قليلة للغاية على هروب عاصم عبدالماجد أحد قيادات الجماعة الإسلامية إلى قطر حتى لحق به القطب السلفى المعروف سعيد عبدالعظيم بعد الخلافات القوية التي احتدمت بينه وبين الشيخ ياسر برهامى النائب الأول لرئيس الدعوة على خلفية هجوم عبدالعظيم عليه واتهامه له بالعمالة للجهات الأمنية في وقت تواجه فيه الدعوة السلفيه وذراعها السياسية حزب النور اتهامات مستمرة من قوى التيار الإسلامي بأنهما تحالفا مع أعداء الرئيس المعزول واتفقا مع المجلس العسكري وجبهة الإنقاذ لإسقاط مرسي. المواجهة بين "برهامى" و"عبدالعظيم" الذي يلقب بين أبناء التيار السلفى ب "رجل الشاطر" نظرا لعلاقته القوية بخيرت الشاطر نائب مرشد الإخوان اشتعلت في الأيام الأخيرة بعد الموقف الحاد الذي اتخذه الأخير من حزب النور وهجومه العنيف على قيادات الدعوة السلفية واتهامهم بالتورط في دعم العلمانيين والليبراليين وخيانة أبناء التيار الإسلامي مستغلا في ذلك الفيديوهات التي تم تسريبها ل«برهامى» والتي تحتوى على آراء الدعوة السلفية ورأى برهامى والأسباب وراء مشاركتهم في خارطة الطريق. ورغم أن الفيديوهات المسربة لم تأت بجديد إلا أن عبدالعظيم حاول استغلالها لضرب شعبية برهامى داخل الدعوة السلفية ومحاولة الانتقام منه بعد التهديدات المستمرة خلال الفترة الماضية وبعد خلافات استمرت لأكثر من عام وقتما رفض عبدالعظيم الخروج من الهيئة الشرعية للحقوق التزاما بقرار الدعوة واتهامه الدعوة بالكيد للهيئة الشرعية والإخوان أملا في الحفاظ على علاقته بخيرت الشاطر. فيما أكدت مصادر من داخل الدعوة السلفيه أن الدكتور سعيد عبدالعظيم لم يعد عضوا في الدعوة السلفية لكنها عضوية شرفية فقط ولا يحضر اجتماعات الدعوة ولا يلتزم بقراراتها ورفض موقفها من ثورة 30 يونيو وذهب إلى رابعة العدوية وبعدما سقط مرسي عاد مرة أخرى في محاولة لإيجاد دور له في الدعوة السلفية لكن بعد ما أثاره من مشاكل واتهامات للشخ ياسر برهامى والدعوة وحزب النور أصبح وجوده غير مرغوب فيه. فيما أكدت مصادر مقربة من عبدالعظيم أنه هرب إلى قطر بعد التهديدات الأخيرة التي تلقاها من برهامى الذي رفع الغطاء عنه بعد تدخله أكثر من مرة لدى الأجهزة الأمنية لمنع القبض عليه رغم صدور أوامر بالقبض عليه في قضايا التحريض على قتل المتظاهرين والمعارضين لمرسي مضيفا أن خوف عبدالعظيم جعله يغادر إلى قطر بعدما اتصل به عدد من الإسلاميين المتواجدين هناك وطالبوه بالفرار إلى الدوحة. وأضافت المصادر أن برهامى أرسل المهندس عبدالمنعم الشحات للقاء عبدالعظيم في محاولة لإقناعه بعدم الهجوم على قيادات الدعوة السلفية وإحداث أزمات داخل التيار السلفى والتفرغ للدروس والابتعاد عن السياسة إلا أن عبدالعظيم رفض ذلك قائلا إنه سيستمر في فضح الممارسات السياسية المشبوهة وصفقات النور والدعوة السلفية "على حد وصف المصادر " وأوضحت المصادر:" لكن بعد أقل من أسبوع فوجئنا بتجهيز الشيخ سعيد عبدالعظيم للسفر إلى قطر بعد تهديدات وصلت له بأنه مطلوب للقبض عليه في قضايا التحريض على المتظاهرين مما دفعه للهرب خصوصا أنه حاول التواصل مع برهامى إلا أنه رفض أي محاولات للحوار بينهما".