بدأ الجنود الفرنسيون الوصول إلى جمهورية أفريقيا الوسطى لوضع حد للحرب الدينية المتفاقمة التي تهدد بالتحول لإبادة جماعية. وذكرت صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية – في سياق تقرير نشرته اليوم الثلاثاء على موقعها الإلكتروني - أن هذا التدخل يعد الأحدث في سلسلة تدخلات عسكرية قامت بها باريس مؤخرا في أفريقيا. وقالت الصحيفة إن طائرت من طراز "أنتونوف-124" نقلت جنودا وأسلحة وإمدادات للعاصمة بانجي، في الوقت الذي دخلت فيه قوافل مركبات مدرعة بالطريق البري. وأضافت الصحيفة بأن فرنسا تقوم بنشر 1000 جندي لتضيفهم إلى قوة فرنسية حالية قوامها 400 جندي منتشرين بالفعل في هذا البلد الذي حذر فيه مسئولون كبار بالأمم المتحدة من أن القتال بين المسلمين والمسيحيين يهدد بالتصاعد إلى ابادة جماعية. وأشارت الصحيفة إلى أن دور القوات الفرنسية هو دعم بعثة حفظ سلام أفريقية موجودة وأثبتت عدم فعالية في القضاء على الانتهاكات واسعة الانتشار التي يقوم بها متمردون سابقون مسلمون في هذا البلد ذي الأغلبية المسيحية. ولفتت الصحيفة إلى أن هناك نصف مليون شخص تشردوا وسط تقارير بجرائم قتل واغتصاب ونهب وحاجة ربع سكان البلاد البالغ تعدادهم 6ر4 مليون نسمة لمساعدات غذائية. ونوهت الصحيفة إلى أن هناك 12 ألف فرد من القوات الفرنسية بشكل دائم في أفريقيا لحماية الرعايا الفرنسيين البالغ عددهم 240 ألف مواطن يعيشون في القارة ولتأمين المصالح الفرنسية ومن بينها إمدادات اليورانيوم من أجل إنتاج الطاقة النووية المحلية الخاصة بها. وأضافت بأن هناك تساؤلات بشأن ما إذا كانت باريس تمضي على طريق العودة إلى أسلوبها التدخلي في أفريقيا والذي يعود إلى أواخر القرن العشرين عندما اتهمت بالتودد لحكام دكتاتوريين وفشلها في التحرك عند بداية الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994.