قال الكاتب الأمريكي ديفيد اجناتيوس، في مقاله بصحيفة واشنطن بوست، إن الإدارة الأمريكية قطعت شوطا في الاتفاق النووي الإيراني .. موضحا أنها ستسعي خلال الأشهر الست القادمة إلى الوصول لحل دائم أكثر صرامة وشمول. وأشار اجناتيوس أن هذا التفاوض سيكون أكثر صعوبة مما سبقه لأن الولاياتالمتحدة وشركاءها سيسعون نحو تفكيك اجزاء من النووي الإيراني وليس تجميده فقط، ولكنه من المتوقع أن المفوضين سيرفضون مزيدا من القرارات التعسفية حيث أن الحصول على موافقة طهران للحل المؤقت كان صعبا ولكنه لم يكن إلا بداية لصعوبات أخرى قادمة. وأكد الكاتب أنه إذا تم التوصل لاتفاق كامل في الخفاء، فسيكون التفاوض بمثابة الدوران في حلقة مفرغة، مؤكدا أن الإدارة التي تسعي للوصول لحل شامل لديها العديد من الاولويات موضحا أنه سيكون من الصعب التوصل لحل أكثر من الحل المؤقت الذي كان من شأنه تجميد النووي الإيراني لمدة ستة اشهر .. ونظرا لهذه المساومة الشاقة فإنها من المفترض فان الولاياتالمتحدة ستحتاج للضغط من خلال العقوبات المفروضة على إيران والتي لم يتم الغاؤها حتى الآن. وأشار اجناتيوس إلى مجموعة من النقاط من المفترض أن تكون هي جدول أعمال المفوضين أولها أن الولاياتالمتحدة لا تريد أي مفاعل يعمل بالماء الثقيل بدلا من تجميد الامدادات اللازمة لذلك فقط .. حيث أن ذلك من شأنه أن يولد مفاعل بلوتينيوم والذي يمكن من خلاله اعادة تصنيع القنبلة والتي ينظر اليها من الأساس على انها تزعزع الاستقرار. بعد ذلك ستتجه أمريكا للضغط على إيران لتفكيك أكبر جزء من أجهزة الطرد الخاصة بها لما يصل لأكثر من النصف مما يضمن استخدام إيران لتخصيب اليورانيوم فقط في برنامج نووي مدني .. كما أن أمريكا ستحث على اغلاق منشأة تخصيب اليورانيوم بفوردو في إيران بحجة أن هذا الموقع المحصن لا يتوافق مع تخصيب اليورانيوم للاستخدام المدني الذي تزعم إيران انها تفعله. وأكد الكاتب الأمريكي أن الولاياتالمتحدة ستسعي بقوة نحو إرسال مفتشين الطاقة النووية من أجل التفتيش عن نووي إيراني والذي ربما أن يفتح امام المفاوضين مجالات أخرى للتفاوض .. مشيرا لأن الجميع ينتظر احتمال وجود مفاوضات إيرانية أمريكية سرية بعيدا عن المفاوضات مع القوى الست.