لا يمكن أن نجد مجالا إبداعيا في مصر يخلو من الحشاشين إجمالا لكنه أكثر المجالات التى تلفت النظر حين نطالع قائمة شاربى المخدرات فيها هو المجال الرياضى، الذي يفترض في لاعبيه ومدربيه ونجومه ومشاهيره الابتعاد عن تناول المخدرات لأسباب عدة، أهمها الحفاظ على صحتهم من أضرار التدخين عموما، وأضرار الحشيش خصوصا، لكن انتشار الحشيش وسط لاعبى الكرة ونجوم الرياضة أصبح أمرا لافتا للنظر، خصوصا في أكبر الأندية المصرية، ولكم في الأهلي عبرة حسنة يا أولى الألعاب. وعلى الرغم من أن «الأهلي» أحد الأندية ذات التاريخ مع المخدر الشهير إلا أنهناك واقعة كانت هي الأكبر، حيث قرر الجهاز الفنى للفريق عام2008 شطب اللاعب حسن عواض وإيقاف 4 آخرين إلى نهاية الموسم، بعد ثبوت تعاطيهم المخدرات في الاختبارات المفاجئة التي أجراها الجهاز الفنى. محمد عباس اللاعب الشهير محمد عباس، الذي كان نجما متألقا في النادي العريق خلال الثمانينيات من القرن العشرين، تستحق أن تروى نظرا إلى أنها تعد دليلا قاطعا على سوء حالة اللاعب الذي يدخل دائرة الكيف. كان اللاعب محمد عباس «النجم الأسمر» صاروخا لا يتوقف عن إحراز الأهداف، وحتى عام 1983 كان البعض يظن -وبعض الظن ليس إثما- أن عرش «الخطيب»- أشهر لاعبى الأهلي في هذا الزمن- أصبح محدودًا بسبب هذا «النمر الأسود».. لكن أول سيجارة ملفوفة دخنها عباس كانت كفيلة بإبقاء الخطيب على قمة الساحرة المستديرة ربما حتى اليوم.. حاول كثيرون من عشاق موهبة عباس ومن أهله وأصدقائه أثناءه عن المضى في طريق الكيف، إلى أن تم القبض عليه بتهمة التعاطى والاتجار، وكان الكابتن -ومدرب منتخب مصر الأشهر فيما بعد محمود الجوهرى من أكتر المدافعين عن موهبة عباس، والذي لا يعرفه الكثيرون أن الجوهرى دخل في خلافات مع صالح سليم- رئيس النادي الأهلي الأسبق.. بسبب رغبته في استعادة عباس إلى الملاعب عبر إبعاده عن «شلة الأنس». خشى مسئولو الأهلي أن ينقل عباس العدوى إلى الفريق بالكامل، وهو الفريق الذي كان عماد المنتخب المصرى بلاعبيه الكبار: الخطيب ومصطفى عبده وإكرامى وطاهر الشيخ وماهر همام وعلاء ميهوب وغيرهم، خصوصا حينما اندلعت سحابات دخان أزرق من المعسكر الأحمر. عمرو سماكة تكررت قصة عباس مع لاعب آخر من مشاهير الأهلي هو «عمرو سماكة»، فقد كشف تحليل المنشطات الذي لا يكذب أن اللاعب يتناول الحشيش، وتم إيقافه عن اللعب من قبل الاتحاد الأفريقى، وقررت إدارة الأهلي الاستغناء عنه، على الرغم من استمراره في الملاعب،النقاد وكثير من الجمهور توقع أن يحل سماكة خليفة في الموهبة والنجاح للاعب محمد أبو تريكة، نظرا لما يتمتع به الأول من موهبة ظهرت أولا مع فريق الترسانة وبدأت أندية القمة تتهافت عليه لضمه إليها، وحين ارتدى الفانلة الحمراء كان مجلس إدارة الأهلي قرر أن يدفع 3 ملايين جنيه في هذه الصفقة، وهو الأمر الذي يصيب سماكة بنوع خاص من الحسرة، حين يتذكر سنوات تألقه، ويتذكر الواقعة التي يرويها كسبب رئيسى لكشف المنشطات في جسمه حيث يقول إنه كان يحضر فرحا شعبيا في المنطقة السكنية التي يقيم بها «إمبابة» حيث كان مضطرا تحت إلحاح أصدقائه لمشاركتهم تدخين «الحشيش» ولسوء الحظ تم اختياره لتحليل الكشف عن المنشطات الذي أثبت نسبة المخدر في دمه، ليتحول مصيره 180 درجة، من النجومية إلى النسيان. حشيش في المنتخب وعلى الرغم من أن الانتقال للعب في صفوف المنتخب القومى يعد مكافأة لكل لاعب يحترم بلاده، إلا أن الوسط الرياضى لا يتوقف عن الحديث عن أحد اللاعبين المتميزين الذين تم اختيارهم في وقت سابق للانضمام إلى المنتخب، حين كان المعلم حسن شحاتة لا يزال مدربا له، على الرغم من أن هذا اللاعب الأسمر لا يتوقف عن تناول الحشيش، ما قد يكون عرضة للكشف في دمائه عن مخدرات أو منشطات ما يسىء إلى سمعة مصر، فما كان من المعلم إلا أن استبعده وأراح رأسه. يقول الكابتن شوقي غريب المدرب العام السابق للمنتخب الوطني إن هناك عدة وسائل تمكن المدرب المخضرم من اكتشاف اللاعب المدخن أو الحشاش من خلال ثلاث طرق أولا النظر إلى أسنانه فإذا كانت صفراء تكتشف على الفور أنه مدخن «عتيد» وثانى الطرق هي «كحة» اللاعب وتستطيع أن تفرق بين كحة اللاعب المدخن والكحة العادية وثالث الأساليب هي اكتشاف اللاعب عن طريق التحاليل الطبية الحديثة والتي يمكنها من كشف اللاعب المدخن». ويضيف: غريب أن ظاهرة اللاعبين الذين يتناولون المخدرات ضئيلة جدا وتكاد تكون معدومة وعدد الحالات التي تم اكتشافها طوال تاريخ الكرة المصرية تكاد لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة. ويقول شوقى غريب: بعد أن أصبحت الكرة مصدر رزق للاعبين الآن قلت الظاهرة عن الزمن الماضى وأصبح اللاعب يدرك أن الكرة هي مصدر رزقه وبالتالى عليه الاهتمام بصحته عكس فترة السبعينيات والثمانينيات حيث كان بعض زملائنا يشربون السجائر خلال معسكرات المنتخب.. وأبرز من كان يدخن من نجوم الجيل الذهبي للكرة المصرية الكابتن عماد سليمان -المدير الفنى السابق للإسماعيلى والكابتن حمادة صدقى وأتذكر الكابتن البلعوطى حارس مرمى غزل المحلة والذي كان يشرف على تدريب الفريق الوطنى في ذلك الوقت الكابتن فؤاد صدقى وطلب البلعوطى الرحيل على أساس أنه لا يشارك بصفة أساسية في وجود إكرامى وثابت البطل ورفض الجهاز الفنى وهددوه بتوقيع عقوبة عليه وإيقافه من ناديه فماذا فعل البلعوطى؟! قام البلعوطى بإشعال سيجارة علنا أمام الجهاز الفنى واللاعبين فتم اتخاذ قرار باستبعاده فورا.