تختلط طقوس عيد الأضحى في محافظة الأقصر بصعيد مصر بطقوس وعادات ترجع لعصور الفراعنة، فرغم بهجة وفرحة العيد يزور السكان قبور الأحباب والأهل والأصدقاء الذين غيبهم الموت وهذا الطقس عنوان للمزاج المتعدد لسكان هذه المنطقة. وبمناسبة احتفالات عيد الأضحى في مصر، قالت دراسة مصرية صدرت حديثًا إن احتفال مواطني ألأقصر وغيرهم من سكان صعيد مصر يطغي عليها كثير من العادات والطقوس التي ترجع لعصور أجدادهم الفراعنة. ويقضي أهل الصعيد أول أيام العيد في مقابر الموتى وفى صحبة الراحلين من الأهل والأحبة، يقترن ذلك ويا للغرابة بارتداء الملابس الجديدة ثم الصلاة والتكبير، ثم التوجه إلى مقابر القرية رجالا ونساء وشبابا وأطفالا، والجلوس في محيط قبور من رحلوا، فيستمع الرجال لقراءة القرآن الكريم. وتقول النساء على الغريب الذي مات بأرض غير موطنه: "يا شيخ البلد يا صاحب الخيمة، طلع حريمك بدوا للغريب ليلة"، وقالت الدراسة التي أعدتها ثلاث باحثات مصريات هن: شيرين النجار وياسمين حسين أبو زيد وسارة عمر إن البكائيات والندابات موروث شعبي مصري يرجع تاريخه لعهود الفراعنة، ففي مقبرة "راموزا" ترى صورة لم تتغير طوال أكثر من أربعة آلاف عام ولا تزال ترى في بعض الجنازات في الأقصر وكأنها مأخوذة اليوم. وقالت الباحثات إنه كما أن للعيد مظاهره المبكية في الأقصر وصعيد مصر فإن له مظاهره المبهجة أيضا، مشيرة إلى أن كعك العيد في مصر هو عادة ترجع للعصور الفرعونية، حيث كانوا يضعونه مع الموتى داخل المقابر وكان الفراعنة ينقشون على الكعك رسم الشمس، آتون، التي عبدوها لزمن طويل. والمصريات كن يصنعن الكعك على هيئة عرائس، ومازال هذا التقليد متبعًا حتى اليوم في قرى الأقصر، حيث تصنع الأم عددًا من العرائس بعدد أطفالهن، ولا ينسى أهل الأقصر في ليلة العيد إرسال "عشاء" من اللحوم والخضراوات والفاكهة لكل بنات الأسرة المتزوجات وإلى خطيبات الأبناء أيضًا، وهو عرف لا يتجاهله غنى أو فقير. م.م/ ط.أ ( د ب أ) هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل