عاد الهدوء إلى مدينة طرابلس بشمال وبدأت الحياة تسير بشكل طبيعي بعدما انفجر الوضع الامني اليلة الماضية بين منطقتي التبانة (سنة) وجبل محسن (علويون). وفتحت جميع المحال التجارية والمؤسسات العامة والخاصة والدوائر الرسمية والمصارف والجامعات والمدارس ابوابها كالمعتاد.. فيما قام الجيش اللبناني بتسيير دوريات عند الخط الفاصل بين المنطقتين وفي شوارع المدينة، وتسير عناصر قوى الامن الداخلي الدوريات في الشوارع الرئيسية والفرعية. أما الطريق الدولية بين طرابلس وعكار التي كانت قطعت مساء أمس فقد أصبحت مفتوحة وتشهد حركة سير شبه طبيعية. وكان الاشتباكات قد بدأت أمس بين محاور التبانة جبل محسن ، وذلك على خلفية قيام عناصر من فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي (محسوب أنه مقرب لتيار المستقبل والسنة) بمداهمة محل تجاري يملكه عضو المكتب السياسي في "الحزب العربي الديموقراطي" علي فضة عند مدخل جبل محسن ، وتوقيف احد العاملين فيه ويدعى يوسف دياب ، على خلفية تفجيري مسجدي "التقوى" و"السلام" في 23 أغسطس الماضي. وأدى ذلك الى وخروج عدد كبير من ابناء جبل محسن الى الشوارع ، حيث قطعوا الطرق ، وأطلقوا النار بكثافة احتجاجاً على ما اسموه الاستفزاز الذي قام به عناصر فرع المعلومات. وتطور الأمر إلى اشتباكات وأعمال قنص على محاور التبانة ادت الى جرح شخصين ، فتدخل الجيش اللبناني ، ورد بعنف على مصادر النيران وعمل على إيقاف الاشتباكات الا ان اجواء التوتر ظلت مسيطرة. ويأتي التوتر عشية إطلاق المرحلة الثانية من الخطة الامنية للمدينة المقررة الاثنين ، وهي خطة التي تقول مصادر امنية إنها تواجه مشكلات عديدة .