الأكيد.. أنها لم تكن رصاصة رحمة ولا رصاصة نقمة تلك التي أصابت شابا من محافظة المهدية ( 170 كلم وسط شرق العاصمة تونس) في فكه الأسفل من مسدس تابع لعون أمن؛ كان أوقف الضحية في إطار دورية أمنية لمراقبة الجولان. الرصاصة التي انطلقت من مسدس العون خطأ كان وقعها خطيرا جدا حيث عمت المدينة حالة من الهيجان والفوضى جراء احتجاجات أهالي الشاب المصاب الذي تم نقله على جناح السرعة الى مستشفى محافظة مجاورة قصد إخضاعه إلى عملية جراحية دقيقة لرتق الجرح الغائر الذي أحدثته الرصاصة في فكه الأسفل ولإنقاذ وجهه من تشوه قد يلحق به. إذًا عاشت محافظة المهدية على وقع موجة كبيرة من الاحتقان والغليان الشعبي لأهالي المصاب الذين ساندتهم المئات من السكان الذين طالبوا بمعالجة الشاب على نفقة وزارة الداخلية، التي أحالت العون الذي أصاب الضحية رفقة بقية أعوان الدورية الأمنية الى التحقيق للوقوف على حقيقة ملابسات القضية. ويخشى سكان محافظة المهدية اليوم من تفاقم موجة الاحتجاج واستغلالها من طرف بعض التيارات لتكون وقودا ومنطلقا لسلسة من أعمال العنف.. تماما كما كانت حادثة إحراق الشاب محمد البوعزيزي منطلقا لثورات الربيع العربي بداية بتونس. وعلمنا أن وزارة الداخلية نشرت أمس واليوم تعزيزات أمنية هامة في مختلف جهات المحافظة تحسبا لأي انفلات وتفاديا لكل ما من شأنه أن يعكر سير الحياة الطبيعي، فيما تنشط المصالح الطبية من أجل إحكام الإحاطة بالشاب المصاب الذي خضع لعملية جراحية كللت بالنجاح وحالته الآن مستقرة.