"لا صوت يعلو فوق صوت اليمين المتطرف فى إسرائيل"، ربما كانت تلك هى النبوءة التى يسعى اليمينيون الإسرائيليون إلى الترويج لها من خلال مرشحهم نفتالى بينيت المدير السابق لمكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والذى ينظر إليه باعتباره النجم الصاعد فى معسكر اليمين القومى المتطرف الاسرائيلي، على حد وصف وكالة الأنباء الفرنسية. وتشير الوكالة إلى أن "بينيت، الذى يملك جاذبية كبيرة بوجهه المبتسم ولهجته الآمرة ونظراته المباشرة، نجح فى إعادة الحياة الى حزب عرف المجد فى ستينيات القرن الماضى وكان جزءا من جميع الائتلافات الحكومية فى الأعوام ما بين 1948 الى 1992، مضيفة أنه "بعد شهر من فوزه بزعامة البيت اليهودي، وهو حزب دينى متشدد،، تشير استطلاعات الرأى الى ان الحزب الذى يمتلك 3 مقاعد فقط اليوم فى البرلمان سيحصل فى الانتخابات الحالية على ما بين 12 الى 15 مقعداً". وتقول الوكالة إن "بينيت، البالغ من العمر 41 عاماً، من المؤمنين باسرائيل الكبرى، ومنبثق على غرار نتنياهو من كتيبة كوماندوس النخبة، وكان مستثمراً سابقاً فى قطاع التكنولوجيا، وهو ابن لوالدين هاجرا من الولاياتالمتحدة، ويخاطب بينيت بشكل رئيسى الناخب الصهيونى المتدين فى حزب البيت اليهودى لكنه يستهدف كذلك الشباب والعلمانيين، ويطمح الى الحصول على ثلاث وزارات على الأقل فى الحكومة المقبلة، وهو يريد الحصول على حقيبة الإسكان المحورية بالنسبة الى المستوطنات". وتتمثل خطة بينيت فى التعامل مع الفلسطينيين على فكرة قيام إسرائيل بضم المنطقة ج من الضفة الغربية التى تخضع حاليا للسيطرة الاسرائيلية الكاملة، على أن تعطى مزيداً من الحكم الذاتى للفلسطينيين فى مناطق أ وب الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية، كما أنه يعارض تماما قيام أى دولة فلسطينية قائلاً: "أعتقد أنه فى حال قيام دولة فلسطينية بالقرب منا فهذا سوف يؤدى إلى عشرات السنوات من المعاناة والحرب لكلا الطرفين، ولن يتحسن الوضع نسبياً كما هو عليه الآن. لقد أثبتت اتفاقية أوسلو فشلها عندما أدت إلى موجة من العنف، وكذلك الخطوات أحادية الجانب مثل الانسحاب من غزة"ن مضيفاً "عندما يتبين أن الحلول القديمة خاطئة، يجب النظر إلى الأمور من وجهة نظر جديدة". ويعارض بينيت وقف البناء فى مناطق الخط الأخضر وإخلاء المستوطنات. وقال فى مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلى إنه كجندى احتياط، لن يشارك فى "عمليات إخلاء يهود من بيوتهم"، مما فسره كثريون فى إسرائيل على أنه تمرد ورفض للأوامر. وخرج رئيس الحكومة نتنياهو، فى أعقاب هذا التصريح، بشدة ضد بينيت وشجب ادعاءاته وتوجهاته. ويعتقد الخبراء فى إسرائيل أن رد الفعل هذا كان صارماً، وهناك من يقول بأنه مبالغ بأمره ونابع من خشية نتنياهو من بينيت، الذى يهدده من ناحية "اليمين"، ويخطف لصالحه العديد من أصوات الليكود. وقال بينيت لوكالة فرانس برس "انا مع أن يكون نتنياهو رئيس الوزراء المقبل ولكن يجب ان نكون أقوياء لمنعه من إقامة ائتلاف مع أحزاب اليسار". يذكر أن بينيت شق طريقه فى السياسة الإسرائيلية فى عام 2006، عندما انضم إلى حزب الليكود وترأس طاقم عمل بنيامين نتنياهو، الذى كان فى حينها رئيس المعارضة، وفى عام 2007 أدار حملة نتنياهو فى الانتخابات التمهيدية فى حزب الليكود. على الرغم من نجاحاته فى منصبه، طرد فى عام 2008 من مكتب نتنياهو. والسبب فى ذلك، على ما يبدو، يتعلق بسارة نتنياهو، زوجة رئيس الحكومة، وحسب الشائعات فهى المرأة "الآمرة الناهية" والتى تقف من خلف العديد من القرارات التى يتخذها نتنياهو. عندما عمل بينيت مديراً لمكتب نتنياهو، لم ينصاع لأوامر "السيدة الأولى" وتجاهل أوامرها، ما أدى فى النهاية إلى إقصائه عن وظيفته. ويرى الحاخام عوفاديا يوسيف، الزعيم الروحى لحركه شاس، أن كل اسرائيلى يصوت لحزب البيت اليهودى بزعامه نفتالى بينت يعتبر "كافراً وشريراً"، مضيفاً فى فتوى له أن "اعضاء حزب البيت اليهودى بزعامه نفتالى بينيت من الاغيار، أى غير اليهود الذين يكنون الكراهيه للتوراه وتعاليمها"، على حد قوله. وهو مال اعتبره البعض بأنه يعكس حدة الاشتعال والخلافات التى باتت عليها الحلبه السياسيه الاسرائيليه، وهى الخلافات التى لم تتوقف عند حد الصراع بين الاحزاب الدينيه او اليساريه من جهة، أو بين الأحزاب الدينيه والأحزاب المعارضهة لها، ولكنها وصلت الى حد الاحزاب اليمينية المتشددة بعضها البعض، خاصه وأن كلا من حركه شاس التى يتزعمها عوفاديا يوسف، او حزب البيت اليهودى الذى يتزعمه نفتالى بينيت، كلاهما يدعوان الى الحفاظ على القدس كعاصمه أبدية لإسرائيل والشعب اليهودي، كما أن هناك أصواتا صدرت من الحزبين تدعو لتفجير المسجد الأقصى وإعاده بناء الهيكل اليهودى على أنقاضه.