أكد المشاركون في ندوة "السودان في الإعلام المصري" التي أقامتها المنظمة السودانية للحريات الصحفية مساء اليوم السبت بالخرطوم أن العلاقات بين شعبي وادي النيل ضاربة في جذور التاريخ، وتتجاوز حدودها أي مستجدات طارئة قد تظهر على الساحة السياسية أو الإعلامية. وأشار رئيس مجلس إدارة المنظمة السودانية للحريات الصحفية الكاتب مكي المغربي - في كلمته خلال الندوة - إلى عمق ومتانة العلاقات السودانية المصرية، موضحا أن المستجدات التي ظهرت على الساحة السياسية عقب 30 يونيو في مصر خلقت نوعا من الرؤى المتباينة في تناول هذا الحدث وفقا لاتجاهات وقناعة الكتاب والصحفيين السودانيين والمصريين. وقال المغربي: إن الحوارات واللقاءات المباشرة بين رموز وقادة الرأي تعد أفضل السبل الكفيلة بتقريب وجهات النظر في كافة الموضوعات، التي قد يظهر فيها التباس أو عدم وضوح للرؤى، ووجه النقد لبعض الصحفيين السودانيين الذين اكتفوا بالكتابة والنقد عبر المواقع الإليكترونية دون الحضور المباشر في مثل تلك الندوات حتى يتم التقييم الموضوعي، والتعرف على وجهات النظر الأخرى. وبدوره، ركز رئيس الاتحاد العام للصحفيين السودانيين الدكتور محيي الدين تيتاوي على موضوع الندوة؛ حيث وجه نقدا لبعض المفردات السلبية التي يتم استخدامها في الإعلام المصري، خاصة ما يتعلق بتناولها للشخصية السودانية عبر التاريخ الفني المصري، والإصرار على تجسيد شخصيته دوما في صورة "بواب أو خادم"، وصولا إلى بعض الكتابات الحديثة من كتاب وصحفيين اعتبرها مسيئة للسودان. وأكد رئيس المكتب الإعلامي للسفارة المصرية بالخرطوم المستشار عبد الرحمن ناصف ضرورة تعظيم الاستفادة من طبيعة العلاقة بين شعبي وادي النيل في مصر والسودان؛ للنهوض بالعمل الإعلامي والصحفي المشترك والالتقاء من خلال مثل تلك الندوات لتقريب الرؤى ووجهات النظر بين الجانبين. وقال ناصف: إن اختزال صورة المواطن السوداني في أعمال درامية مر عليها أكثر من 60 عاما، ولا تتعدى خمسة نماذج مجسدة فنيا أو إعلاميا، لا يعد بالموقف السلبي المتعمد تجاه الأخوة السودانيين، مؤكدا وجود قصور في التعاون الإعلامي والصحفي المشترك، الذي يجب العمل على دفعه للأمام وتطويره لمصلحة مصر والسودان، لافتا إلى أنه يتم إلقاء الضوء على بعض الأخبار الكاذبة التي تضر بمصلحة البلدين، ولا يتم التركيز على "النفي الرسمي" لها من قبل الجهات الإعلامية التي أذاعت تلك الأخبار. حضر الندوة المستشار أيمن حلمي، والمستشار إسلام سعد - أعضاء السفارة المصرية بالسودان - وعدد من الصحفيين والكتاب السودانيين.