الجهل له ثقافته. الزحام له ثقافته. الجوع له ثقافته، الشبع له ثقافته والثراء له ثقافته.. كل موقف، وكل ظاهرة لها مفرداتها في التعامل، إرسالًا واستقبالا، واستهبالا أيضا.. وبخاصة في بعض الحالات التى يغيب فيها الرقيب، ضميرا كان أو سلطة حساب تردع وتمنع، تصحح وتضبط الإيقاع، حفاظا على الحقائق والحقوق.. قلة الأدب ليست فقط في الشوارع، حيث يتقاذف السفهاء أشد الألفاظ انحطاطا، البعض يسب ويلعن، والبعض يتعرض بالسوء للأعراض، بل من يتجاوز ويتفحش في القول، بل تجد من يتطاول على الرسل والأنبياء، بل من يلحد وينكر، يفعل ذلك من باب الاختلاف والرفض وإرضاء الكفيل الأوربي.. ناهيك عن إرضاء كفيل عربي! قلة الأدب صارت اعتيادا، لذلك تمر على الآذن، وعلى العين، وعلى الإحساس مر السحاب، فلا يتوقف عندها أحد.. حين تنتقل ثقافة الردح من الأزقة والحواري إلى الشاشات، حين تتبدل الرداحة من أم جلباب بلدي مقلم مفتوح من عند الصدر، والأكمام مسمرة عن ساعدين ثقيلين، واللسان سليط مزخر بكل ألوان القاذورات اللفظية.. حين تتبدل بدمية ملونة ناطقة بالهراء، تردح بلا رقيب ولاحسيب، تتجاوز في حق فنان كبير، تطالبه بأن يلزم حدوده وأن يعرف قدره، وتعلمه الأخلاق والقيم، وهي تنطق القاف كافا، فنحن إذن أمام بجاحة ووقاحة واجتراء لا مثيل له.. كان الجاهل زمان يخجل من جهله، وثقيل الظل يتوارى، وفاقد القبول عند الناس يستدعي محبتهم، لكن هذه الرداحة لديها درع ممن يحميها، وظهر ممن يسندها، وكف ممن يمنع عنها الطرد.. تقدم للناس الترهات.. كلام لا معنى له ولا يفيد، ويعجب الناس من استمرارها رغم فقدانها كل المقومات المهنية التى تبرر ظهورها المقيت.. يتعجب المصريون للنباتات الإعلامية التى تنمو فجأة نموا شيطانيا، لهم مساحة ولهم لسان ولهم حماية.. بينما الأكفاء المثقفون الحقيقيون قابعون في بيوتهم.. الإعلام يرتقي ولا ينحط، والإعلام ليس فقط قدرات محطة غنية، بل مذيع مثقف رزين متوازن مدرك أهمية الكلمة بل خطورتها، أما تلك الزائدة الإعلامية. فمثال على انهيار القيم المهنية، وتراجع حظوظ الخبرات أمام زحف الهاموش المحظوظ.. المذيع ليس ناشطا ولا داعية، ولا زعيم سياسي ولا قائد عسكري، ولا رقاصة.. هو ناقل معلومات وباحث عن معلومات، هو ناشر للحقيقة، هو صانع للوعي بمجمل أدائه المتزن. التجعير والزعيق وتلعيب الحواجب، والغمز واللمز شغل عوالم وحواري وليس شغل إعلام مهنى يتمتع بالمصداقية واحترام الناس.. لم أر يوما في المحطات الأمريكية أو الأوروبية مذيعا يلعب حواجبه، ويتكلم بعينيه غمزا ولما، ولا رأيت فيهم من يردح ويتقصع.. ما هذا السفه الإعلامي؟ شعب عمل ثورة استرد بها هويته لايزال هذا الشعب نفسه بقبضة عصبة من الجهلة بعلم الإعلام، فيهم من يتملق، وفيهم من يدافع بالحق وبالباطل، وفي المحصلة نفور الناس عن شاشات تطفح بالزيف.. دبلوماسية الغاز انتهاك البراءة كم شهرا مضت على دعوة الرئيس لإصلاح الإعلام، والاستفادة من الخبرات واستدعاء الكفاءات؟ لجنة ال67 لا تزال تعمل، وثقافة قلة الأدب تترسخ.. تلك الدمية الملونة الخاوية لا يليق بإعلام يبتغي الجودة والمصداقية أن تكون بين صفوفه.. من يحمي فاقدي الأهلية المهنية هؤلاء؟ ولمصلحة من؟ وإلى متى؟ ننتظر الجواب.. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا