شاعت في الأوساط الأكاديمية العالمية موت الأدب الصيني، بذريعة تحكم الحزب الواحد وتخديم الأدب على فكر الحزب والترويج له عبر القصص والروايات والأشعار. وقد نسى النقاد الذين أطلقوا رصاصة موت الأدب الصيني أنه معمر لن يموت، لأن حرفة الأدب هي جوهر ومركز الصين وشعبها وحضارته التي استمرت حتى الآن بفضل لغته التي حافظت على دماء بلاغة الأدب وصموده تحت مجانيق الاستعمار والأطماع في مملكة الزهور! من المعروف أن اللغة الصينية من اللغات القديمة والحية، والتي اعتمدت في وصفها للمفردة على الخيال الأدبي، فلا شيء في الصين يتفوق على الجملة الأدبية باعتبارها مرادفا للحياة كما في المعتقد الصيني، لذلك انطلقوا في وصف الأشياء والأسماء والأفعال برمز يبدو قصيرا نسبيا أو مقطعا بسيطا أو حتى معقد في رسمه، ولكنه يحتوى على العديد من الأوصاف للمفردة الواحدة.. فالصينيون الأوائل عبروا عن وطنهم (الصين) بوصف بلاغي متعدد الدلالات في خيالهم الأدبي واللغوي، فهي تعني البلد الأم للأرض أو البلد المركزي للعالم، وفي قراءة أخرى تعنى مملكة الزهور الوسطى أو البلد الكائن في الوسط. وهذه الإشارات المتعددة في المعاني وخيالاتها الأدبية لدي الصينيين عن رمز بلدهم تعطى لنا ملمحا عن جوهر الأدب الصيني الذي يعد في حد ذاته مؤرخا لفلسفة الصينيين منذ الرجل البدائي المعروف برجل بكين ورفاقه، ليعبروا عن أفكارهم ومشاعرهم بكلمات مكتوبة برمزية غريبة الشكل منعكسة على جوهر المفردة التي تعبر عن أكثر من وصف في الرمز الواحد. وهكذا ولد الأدب الصيني قبل ما يعرف العالم القديم ما معنى الأدب. أي عرف الصينيون فنون البلاغة وخيالاتها الاستعارية والمجازية لدمجها في المفردة ورمزها المدون المعقد. تعد اللغة الصينية في جوهرها حصن الخلود للأدب الصيني عبر العصور المختلفة وحتى الآن، فالأدب الصيني لم يمت بل ظل قائما متخذا أشكالا عدة من التعبير والفكر في العبارات والجمل الوصفية وفي أسماء الأشخاص والمدن والطبيعة حتى أصبح علامة تعبر عن حقب التاريخ الإنساني الصيني في تطور الفكر والفلسفة والحكمة والأديان الصينية. إن تطور الآداب الصينية بدأ من الأحاديث الحوارية العادية بين الأشخاص مرورا بثراء هذا الحديث بطقوس الحكمة وأبواب التأمل في الوجود والطبيعة فنتجت الأساطير في الخلق والتكوين والحجر والنبات والجماد والحيوان والبشر. كلها نصوص أدبية تتمتع بالتخييل الروائي والقصصي الذي ثقل الأدب الصيني وأعطاه صفة الديمومة والبقاء في تجدد روافده التي توجها الخلود الفني والأدبي المعروف بالكتب الصينية التقليدية فضلا عن الإنتاج الأدبي المعاصر الذي توج بنوبل. وفي نظرة متأملة في الأدب الصيني نلحظ أن عمر الأدب الصيني المعروف لدينا يعود إلى ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد، وهو من أقدم الآداب في العالم المدونة والمحفوظة والمتواصلة عبر الأجيال بلا انقطاع، مما كان له الأثر الأكبر في محيطه الآسيوي حيث اتبعه الأدب الكوري والهندي على سبيل المثال.. وعلى الرغم من العزلة التي ضربت على الأدب الصيني إلا أن الخيال الجامح الموروث من قديم الزمن في النفسية والعقلية الصينية صانت هذا الأدب من الضياع وحررته من القيود لينهض كالأساطير الصينية التي لا تحدها قيد، ولا تعرف إلا التحليق بخيال جامح. والمتتبع للإنتاج الأدبي الصيني الراهن في الرواية سيتأكد أن التراث الصيني بكل ماضيه منعكس على الحاضر وكذلك الحاضر منعكس على الماضي. ثمة تفاصيل وحياة يمكن وصفها بحياة ذات الخصائص الصينية الخاصة جدا والتي تعبر عن روح البلد الأم كما يتخيلها الصيني بأن الصين هي مركز العالم وحول هذه الفكرة تدور الأفكار الروائية لدي الأدب الصيني. لذلك أذهب في القول بإن الأدب الصيني هو المعمر الذي لا يموت. وكما حافظ الصينيون على معنى ورمز الصين بوصفها البلد الأم في آدابهم، فقد حافظ المصريون على هوية مصر في اللاوعي بوصفهم بأن مصر أم الدنيا. وهذا ما نريد التأكيد عليه بأننا وأهل الصين أهل حضارة وثقافة قديمة قد تبدو واحدة في رمزية وصف البلد بالأم! الصين تحاول الآن بكل طاقتها لتصبح الدولة المركزية الأم للعالم، وها هي تقترب من تحقيق وصفها البلاغي وخيالها الأدبي؛ ليتحقق واقع على الأرض. وهذا أيضا ما نطمح إليه كمصريين من تحويل الرمز الأدبي والوصف البلاغي إلى أرض الواقع! ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا