ربما تأخرت كتابة هذه السطور طويلا للحديث عن الفنان الوزير فاروق حسني، ربما تأجلت لآن الموعد المقدر لها هو الموعد الذي تحقق فيه حلم فاروق حسني، وقدر لي أن أكون حاضرا لحظات التخطيط والاتفاق.. ربما تأخرت سطور العرفان والامتنان الواجبة لرجل إنسان رقيق الشعور صلب الإرادة، ثاقب الرؤية، لأن مصر كلها، مصر الأصيلة ترى حلم فاروق يتحقق وتذكر الفنان الوزير الذي وضع الفكرة وأقنع الرئيس مبارك رحمه الله، وساندته مؤسسات التمويل الدولية، اليابانية بالأخص والمؤسسات الثقافية الإيطالية والفرنسية..
السبت المقبل وشيكا، بعد سبعة أيام، سوف تكون مصر عروس الدنيا، مع افتتاح الحلم الذي تحقق، يستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي قادة العالم وزعماءه، وهو من جعل حلم فاروق حقيقة، وأمر بتوفير الإمكانيات كافة وتذليل العقبات واستكمال المشروع العظيم، المتحف المصري الكبير، الذي يضم بين أروقته وجنباته وصالاته مائة ألف قطعة أثرية..
المتحف المصرى الكبير ليس مخزنا للأثار ولا قاعات عرض شديدة الرونق والأناقة ولا هو إضاءة مبهرة، بل المتحف في هذ المكان، قريبا جدا من الأهرامات الثلاثة الشامخة السامقة هو هرم رابع، هو مدينة ثقافية بكل معنى الكلمة، تطورت معها المنطقة المحيطة رصفا وإنارة وزينة. أقول كنت شاهدا علي تخطيط الحلم لأني كنت وقتها المستشار الإعلامي للفنان الوزير، عملت في الوزارة بالطابق العلوي من مقرها علي نيل الزمالك لعام كامل، كان من أروع الأعوام قبل أن استأذنه في الرحيل لتأسيس صحيفة نهضة مصر، بطلب كريم من الأستاذ عماد الدين أديب..
كنت قريبا من عقل واعي، وقلب محب وسياسي حكيم ومثقف جعل الثقافة صناعة تدر دخلا، وأتاح لفروع الوزارة الإحدى عشر أن تكون وزارات خلاقة، مؤمنا بقدرات قياداتها.. كل قيادة هي وزير.. بذلك نجح وتفرد ولم تشهد مصر من بعده وزير ثقافة يشار إليه ويذكر. لا أنسى فضل هذا الرجل العظيم فاروق حسنى وكلنا فرحين أن الكل يقدره وهو بيننا يسعد بكلمات العرفان، أطال الله عمره، لا أنسى أنه كان وراء النجاح الكبير لاحتفالية جريدة الميدان بعيد ميلاد زعيم الفن عادل إمام في الأوبرا.. وكان صديقي وأخي الدكتور لواء سمير فرج وقتها مديرا للأوبرا.. ليلة ناجحة بفضلهما، وكم عاونني جنرال الوطنية اللواء سمير فرج وذلل العقبات.. حضرها معظم فنانو مصر وسبعة وزراء ولاتزال ماسبيرو تذيع الحفل سنويا.. وتتجاهلني! بعد العرض تكرم الوزير وهنأني وسألنى أن أعمل معه بالوزارة، وقال ماشاء الله صحافة وإدارة، ضحكت وقلت في لغة شاكرة لكني سيدي الوزير لا أصلح أبدا إلا صحفيا.. وضحكنا. وودعته وأنا أحمل له بقلبي كل التقدير لما قدمه لجريدة الميدان ولي من خدمات جعلت حفل تكريم عادل إمام يليق به وبنجاح أكبر جريدة مستقلة في وقتها..
لظروف لا يجوز سردها الأن تحول نجاحي كرئيس تحرير للميدان إلي غل وحقد لدي البعض بدس السم، لدي صاحبها وعدت من الحج لأجد أنني سأفعل ما أحب أن أفعله.. أن أنصرف زاهدا مستغنيا.. نفس تعبير الفنان فاروق حسني في جلسات صباحية بمكتبه كان يروي لي بعض المواقف وكلمة السر في نجاحه واستمراره هي الترفع والاستغناء.. وكم إستغني وطلب الرحيل مرات، لكن الرئيس الراحل وحرمه السيدة سوزان طلبا منه البقاء مرات.. تركت الميدان ولزمت بيتي كالعادة، كما ألزمه الآن مبعدا مهجورا منذ خمسة عشر عاما لغير سبب إلا أني لم أكن من الشاتمين، فإذا بالوزير الإنسان يطلبني وألقاه، ليقول لي أريد أن تكون مستشارا إعلاميا للوزارة.. ضج وجهي بالشكر ودارت نظراتي داخلي أتبين قراري وأنا الذي لا يصلح أن يكون موظفا، فأنا مزاجي متقلب أعمل خمسين ساعة إذا احتاجني العمل ولا أعمل لمجرد الحضور في وقت معلوم والانصراف في وقت معلوم..
قال لي فكر وقل لي.. ليلتها لم أنم، فهذا الرجل بادر بانتشالي من حزن سببه حقد علي نجاح كبير لجريدة مستقلة حققت أعلي توزيع وسط صحف خاصة، وهنالك فرق حرصت عليه بين المستقلة والخاصة.. ليس مقام تفصيله هنا..
عدت إلي الوزير في الصباح بخطة عمل كأنى وافقت وكأنه تفضل وقرر.. وفي عملي معه رأيت افتتاحات متاحف وبيوت ثقافية وشارع المعز وزيارات ميدانية ومعارض، وحضرت لقاءات مع وفود ثقافية، لكن فخري الأكبر وإعتزازي كان حضور جلسات قليلة لخطط وخرائط تنفيذ المتحف الكبير. وكان مقدرا له خمسة أعوام، بينما القلاقل تلوح في الأفق، أحسستها. ولأن العمل مع وزير فنان بالغ الثقافة يحرض علي الإبداع فإننى في العام الذي عملت فيه تحت قيادته كتبت مسلسل ليل الثعالب، وأخرجه المبدع الكبير محمد فاضل، وكتبت مسرحيتي نساء السعادة أخرجها شيخ المخرجين الراحل حسن عبد السلام، الناقدة للأوضاع بجرأة وحرية، الحزب الوطني والبرلمان ووزراء نافذين وقتها، واستمر عرضها ستة أشهر علي مسرح السلام.. صورة الدولة وصورة الحكومة! وجهان لعملة واحدة.. نتنياهو وحماس! واليوم وجبت هذه المشاعر حقا لرجل أعطى وطنه ليس فقط في تعميق الحس الثقافي وفي نشر الوعي ومكافحة التطرف، بل أيضا له دور وطني حساس تعرفه جيدا اجهزة الدولة العميقة وقت أن كان رئيسا لأكاديمية مصر في روما.. قبيل حرب أكتوبر.. وتلك قصة فخار له وللأجهزة.. كل التحية لك أخي الفنان الوزير فاروق حسني.. أتمنى من السيد الرئيس أن يكون مكان فاروق حسني في الصفوف الأولي وأن يكرم في حفل الافتتاح.. حقه علينا، ولدي الرئيس السيسي لا تضيع الحقوق. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا