كل عام تنصب المندبة ونقيم المناحات في كل مكان عند إعلان جوائز نوبل في الآداب والعلوم على وجه الخصوص؟ معظمنا يغرق في بحر المؤامرة الكونية علينا دون سوانا، نتهم الغرب بالتحيز، وبلعب السياسة دورا كبيرا في إقصاء العرب عنها.. دون التفكر في السبب الحقيقي.. نعم قد يكون الأمر صحيحا ومقصودا في بعض الأحيان، لكن هل نستحق نوبل فعلا بعيدا عن العيش في دور الضحية والمظلومية، ودون أن نسأل أنفسنا بصدق: لماذا لا نفوز بنوبل وغيرها من الجوائز العالمية في العلوم والآداب والفنون؟! منذ أن أضاء أديبنا الكبير نجيب محفوظ سماء نوبل للآداب عام 1988، والعالم العربي يتوق إلى احتفال آخر مماثل، رغم النجاحات العربية اللاحقة، إن صحت التسمية في فروع السلام مثل أنور السادات وياسر عرفات وتوكل كرمان عام 2011 والرباعي التونسي عام 2015 ونادية مراد عام 2018 والعلوم مثل أحمد زويل عام 1999 ومنجي الباوندي عام 2023. وننسي في غمرة الفرح الحقيقة المرة، أن الكثير منهم خاصة في العلوم لم يفز به، لأنه عربى بذل الجهد وأستحق الجائزة بعد جهده وكده وتعبه في المعامل والمختبرات العربية وليست الأمريكية أو الغربية! يبقى التساؤل ملحًا: لماذا لم يتحقق فوز عربي واضح في فروع الآداب أو العلوم الأساسية من داخل الوطن العربي مؤخرًا؟ الإجابة بسيطة ومرة مرارة العلقم، مثلا في ظل الثروة العربية غير المسبوقة في التاريخ في المال والبشر، لكن لم نتمكن من مواجهة، ليس ما يحول دون الوصول إلى هذه الجوائز ولكن ضد ما يحول دون تقدمنا؟! لنبدأ في البحث العلمي، هل نعترف كعرب إننا لا نملك منظومة البحث العلمي، لذلك علينا ألا نتغابى ونصاب بالدهشة عند إعلان غياب الفوز العربي في جوائز نوبل العلمية (الفيزياء، الكيمياء، الطب).. علينا أن نفيق من غفوتنا ونعترف بعدم المفاجأة، علينا الإعتراف بإن ذلك انعكاس لواقع منظومة البحث العلمي العربي.. فمعظم الفائزين العرب أو من أصول عربية في العلوم، مثل أحمد زويل ومنجي الباوندي وإلياس جيمس كوري، حققوا إنجازاتهم ضمن بيئة الجامعات الغربية المتقدمة التي توفر لهم المناخ الملائم. والسؤال ماذا ينقصنا للبحث عن موضع قدم لنا في المستقبل؟ الإجابة مفجعة ونعرفها جميعا.. ضعف التمويل والإنفاق في المقدمة، حيث تُخصص ميزانيات ضئيلة جدًا للبحث العلمي في معظم الدول العربية مقارنةً بالدول المتقدمة بل مقارنة فيما ينفق على شراء لاعبين أجانب واستقدام مدربين أجانب، والنتيجة ما نراه على البنية التحتية للمعامل والمراكز البحثية في الجامعات وغيرها.. والنتيجة أن الكفاءات من العلماء العرب الذين أنفقنا عليهم المليارات، ولم نخلق لهم البيئة العلمية المناسبة، إما أن يقتلهم الإحباط ويموتوا كمدا، وإما أن يهاجروا إلى الغرب، بعد أن تدفعهم الظروف الأكاديمية الصعبة ونقص الحوافز والتمويل إلى ذلك ليحققوا إنجازاتهم هناك.. يعنى الغرب يأخذ كفاءات على الجاهز دون مليم واحد! والسبب الآخر الذى لا يريد أحد مناقشته، لماذا يكون التركيز على التدريس للطلاب هو هدفنا الوحيد في عمل الباحثين، حيث تعطي معظم الجامعات العربية الأولوية للمهام التدريسية والإدارية على حساب وقت الباحث المخصص للبحث العلمي، المنتج والمبتكر.. فنغرق باحثينا في مشاكل وتوقيعات إدارية يمكن حلها ببساطة بموظف بسيط. لا تتحججوا بالإمكانيات فنحن نملك ما لا يمكن مقارنته بما تملكه أمريكا والغرب مجتمعين، لكن نبددها في تدمير أنفسنا قبل تدمير الآخرين. والأمر لا يختلف كثيرا في الأدب والفنون.. على سبيل المثال لا الحصر.. لا نعطي مواجهة عوائق اللغة والتقنيات جهدنا للوصول للعالم كله وليس الغرب فحسب، إذا كنا نحلم بمكانة لنا على الساحة العالمية، لذلك يُعدّ فوز الأدباء العرب بجائزة نوبل للآداب أمرًا نادرًا، والسبب لا يقتصر على مستوى الإبداع وجودته وانسانيته، بل يرتبط بمسألة الوصول والانتشار العالمي. لذلك تأتي أزمة الترجمة لتكون في المقدمة، وتظل مشكلة قلة الترجمة المنهجية والمنتظمة للأعمال الأدبية العربية المتميزة إلى اللغات العالمية الرئيسية هي الحاجز الأكبر، فمعظم لجان التحكيم الغربية لا تستطيع الوصول المباشر إلى النص العربي الجيد بعيدا عن الشللية التى تترجم التافه والسطحي من أدبنا، فإذا ما تم مقارنته بالإبداع الآخر كنا في موقف لا يحسد عليه. يعني لا ندرك كمؤسسات ووزارات ثقافة أن نجاح العمل الإبداعي مرهون بترجمته الجيدة ونشره في الغرب.. ولست مع شماعة بعض المحللين بأن اختلاف الاهتمامات الثقافية هى السبب، حيث يرى بعض النقاد أن الأدب العربي غالبًا ما يتناول قضايا محلية سياسية وثقافية عميقة قد لا يجد فيها القارئ الغربي أو لجان جوائزه العالمية التجربة الإنسانية الكونية التي يبحثون عنها. أما قضية محدودية النشر القراءة عندنا فهذه كارثة أخرى تتعلق بالمناخ الثقافي الذى يؤدي لازدهار الإبداع أو خموله.. معرفة نسب التوزيع والبيع لكتبنا المهمة فضيحة حيث لا تتعدى نسبة النشر في الوطن العربي سوى نسبة ضئيلة جدًا من المنشورات العالمية، بالإضافة إلى انخفاض معدلات القراءة في المنطقة مقارنة بالغرب، حيث تنتشر عندنا كتب الطبخ والتنمية الذاتية والسحر والشعوذة على حساب الرواية العميقة والأعمال الشعرية والفكرية التي تتطلبها نوبل وأخواتها. نعم الفوز بجائزة نوبل ليس هدفًا في حد ذاته، بل هو انعكاس ونتيجة طبيعية لبيئة ثقافية وعلمية مزدهرة، لا تتطلب عودة العرب فقط إلى منصة نوبل ولكن البحث لنا عن مكان في العالم المحيط والأمر لا يزيد عن خطوات واسعة وشاملة.. تشمل زيادة الاستثمار في البحث العلمي وتوفير بنية تحتية وميزانيات تنافسية ومناخ محفز للعلم والابتكار وتحسين المناخ الأكاديمي وخلق بيئة محفزة للباحثين والمبدعين للعمل، ودعم حركة الترجمة العربية العالمية وتشجيع دور النشر العالمية على الاهتمام بالإنتاج الأدبي العربي. التنقيص والتهديم والتنكيل.. مؤامرة لإهانة الذاكرة الوطنية الحكومة ضد الرئيس والشعب والمواطن! ببساطة تذليل هذه العقبات، وتوفير الدعم اللازم للمبدعين والباحثين، هو مفتاح استعادة الدور الريادي للعرب في الساحة الثقافية والعلمية العالمية، وبالتالي مضاعفة حظوظهم في الفوز بجائزة نوبل مرة أخرى. وللحديث بقية. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا