هل إعلامنا وصحافتنا في حاجةٍ إلى عبورٍ جديد؟ عبورٍ يستلهم روح أكتوبر ودروس النصر، ويعرف كيف يتجاوز المحن ليحوّلها إلى منحٍ تُعيد للإعلام بريقه وللصحافة رسالتها؟ هل يمكن حقًا أن تستعيد مؤسساتنا الإعلامية والصحفية مكانتها وتأثيرها، بين الجمهور وصنّاع القرار، وفي مواجهة وسائط الإعلام الجديدة التي باتت أسرع وصولًا وأقرب إلى الناس؟ وهل يمكن أن تؤدي الصحافة دورها الحقيقي لا بوصفها بوقًا يصفّق لإنجازات الحكومة فحسب، بل بوصفها ضمير الوطن، تتبنى هموم المواطنين، وتدافع عن مصالحهم، وتمارس رقابةً رشيدة على أداء السلطة التنفيذية، بل وحتى على برلمانٍ انصرف في كثيرٍ من الأحيان عن شواغل ناخبيه؟ تلك أسئلة مشروعة تُعيد فتح ملف الإعلام والصحافة في زمنٍ تتغير فيه المفاهيم وتتبدل فيه الأدوار، بينما تظل الحاجة ماسة إلى صوتٍ صادق يعبر عن الناس بقدر ما يُنير وعيهم ويحصنهم من الزيف والتزييف. ولا تزال صحافتنا الورقية، رغم تاريخها العريق، أسيرة أنماطٍ تقليدية في التناول والعرض، تكرّر نفسها في الشكل والمضمون، حتى فقدت لغتها الصحفية في كثيرٍ من الأحيان بريقها القديم، بعد أن كانت لسنواتٍ طويلة لسان التأثير والإقناع، وجسرًا يربط القارئ بصانع القرار. لقد كانت الصحافة دومًا مرآةً للوطن، تعكس إنجازاته وقضاياه بوعي ومسؤولية، لكن غيابها اليوم عن نبض الشارع وهموم الناس أصاب جسد المجتمع بالوهن، وأضعف قدرتها على أداء رسالتها الحقيقية، تلك الرسالة التي لا تُستعاد بالعناوين البراقة ولا بالشعارات الرنانة، بل بالعمل الجاد، والمهنية الصادقة، والموضوعية التي تحترم عقل القارئ وتقدّر وعيه. ولئن كان لفرسان الكلمة في معركة أكتوبر دورٌ لا يقل شأنًا عن دور الجنود في الميدان، إذ سطروا بمداد الصدق والعرق صفحات النصر، فإن هذا الدور قد تراجع كثيرًا في عصر الصورة والمشهد اللحظي وسرعة الخبر، أمام طوفان صُنّاع المحتوى الذين غزوا الفضاء الرقمي بخفة الوصول وسرعة الانتشار وقوة التأثير.
أما الخطر الأكبر اليوم، فهو اتساع الهوة بين الصحافة الورقية والجيل الجديد الذي هجَر الورق إلى شاشات هاتفه المتصلة بالعالم، فباتت الفجوة بين الصحفي المخضرم والشاب فجوةً معرفية ومهنية انعكست على جودة المنتج الصحفي وأثّرت في مضمونه ومكانته. لقد استبدل الشباب القراءة العميقة بالمعلومة السريعة، والتحليل بالسطحية، والفكر بالانفعال؛ فغابت الموضوعية، وارتفعت الأصوات على حساب الحروف، وتراجعت اللغة الرصينة التي طالما ميّزت الصحافة المصرية عبر عقود. حدث هذا كله في ظل صعودٍ كاسح لوسائل التواصل الاجتماعي التي صنعت جمهورها بذكاء وسهولة وصول وسرعة تأثير، حتى غدت لغة العصر المفضلة لدى الشباب.. وهكذا، انسحب البساط من تحت أقدام الصحافة التقليدية التي واجهت أزماتٍ مادية خانقة وظروفًا إنتاجية معقدة، انعكست آثارها على المهنة كلها، فتراجع دورها وانحسر تأثيرها، وباتت الحاجة ماسة إلى نهضةٍ جديدة تُعيد للصحافة رسالتها، وللحرف هيبته، وللكلمة سلطتها الأولى.
إن عبورنا الإعلامي المنشود لا يقل أهمية عن عبور أكتوبر ذاته، فكلاهما معركة وعي وإرادة. الأول كان تحريرًا للأرض، أما الثاني فهو تحريرٌ للعقل من الجمود والرتابة والتبعية. لقد آن للإعلام أن يُعيد اكتشاف ذاته، وأن يستعيد احترامه لنفسه قبل أن يطلب احترام الناس له، بأن يقترب من المواطن لا من السلطة، وأن يكون منبرًا للعقل لا صدىً للضجيج.. نريد إعلامًا يزرع الوعي قبل الإثارة، ويقدم المعلومة قبل العنوان، ويوازن بين السبق الصحفي والصدق المهني. إعلامًا يصنع الرأي العام بصدق، لا يلهث وراءه بحثًا عن تريند عابر أو شهرة زائلة. إن إصلاح الإعلام لا يكون بقرارات إدارية أو حملات موسمية، بل بوعيٍ جديد ورؤيةٍ مؤسسية تُعيد الاعتبار للمهنة، وتفتح الباب أمام جيلٍ جديدٍ من الصحفيين والإعلاميين يحملون رسالة لا مصلحة، ويكتبون بوطنيةٍ لا ولاءٍ أعمى. الإعلام والإصلاح الحقيقي! (1) الأحزاب.. وكشف الحساب! فإذا استطعنا أن نُعيد للصحافة دورها التنويري، وللإعلام رسالته التوعوية، وللكلمة حرارتها الأولى.. عندها فقط يمكن أن نقول إننا بدأنا عبورًا جديدًا يليق بمصر التي لا تعرف إلا طريق النهوض، مهما تبدلت العصور وتغيرت الوسائط.. إعلامنا يحتاج إلى تغيير وتجديد خطابه، بعد أن فقد مصداقيته عند الناس. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا