لا ينكر أحد أن مصر حققت نجاحات كبيرة في إدارة الملفات الخارجية وآخرها وقف الحرب على غزة؛ أن القاهرة نجحت في الإمساك بخيوط المشهد لتجمع قادة العالم على أرض شرم الشيخ، لتكتب تاريخًا جديدًا وعبورًا جديدًا نحو السلام يعيدنا لأجواء أكتوبر التي سطّر فيها المصريون ملحمة أو معجزة العبور العظيم. والسؤال: هل نجحت حكومة مدبولي أن تقدم نجاحات مماثلة في الملف الاقتصادي، وتخفيف معاناة المواطن الذي لا يكاد يتكيف مع الظروف الصعبة حتى تفاجئه بزيادات جديدة في أسعار المحروقات تجر وراءها ارتفاعًا في أسعار كل شيء فمتى تتوقف عن رفع الأسعار؟ وكيف تفسر للمواطن هذا التناقض الصارخ؛ ذلك أنه في الوقت الذي تراجعت أسعار البترول عالميًا لا تزال ترفع أسعاره للمواطن الذي تعامله بوصفه زبونًا وليس مواطنا تتحمل الدولة نصيبها في رعايته وتمكينه من العيش الكريم؟! ولأن معركة اليوم هي معركة وعي بالأساس، يمثل الإعلام رأس الحربة فيه، فكيف سيبرر هذا الإعلام مثل هذه القرارات؟ وكيف تتحدث عن إصلاح الإعلام وتشكل له اللجان تلو اللجان، وهي لم توفر أرضية ملائمة لمثل هذا الإصلاح؟ فهل الإعلام قادر على مناقشة قرارات الحكومة، ناهيك عن مراجعتها ومناقشتها؟! صحيح أن الحديث عن إصلاح الإعلام لم يعد ترفًا فكريًا أو شعارًا يتردد في المناسبات، بل أصبح مطلبًا وطنيًا ملحًّا تدرك الدولة أهميته، إيمانًا منها بأن الإعلام هو المرآة التي تعكس وعي الأمة، والبوصلة التي تهدي الرأي العام وسط اضطراب المشهد وتزاحم التحديات.. فكيف تنضبط البوصلة دون أن يتصدى هذا الإعلام للدفاع عن مصلحة المواطن الذي يملك وحده حق الحكم على نجاح الإعلام أو إخفاقه؟! دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي المتكررة لتطوير الخطاب الإعلامي تعكس قناعة راسخة مفادها أن الكلمة الواعية لا تقل أثرًا عن الرصاصة الموجهة، وأن إعلامًا رشيدًا مستنيرًا هو خط الدفاع الأول عن الوعي الوطني. فهل يكفي تكليف رئيس مجلس الوزراء بتشكيل لجنة موسّعة تضم نخبة من الخبراء والإعلاميين والشخصيات العامة، لوضع رؤية شاملة لتطوير الإعلام المصري، بما يواكب التحولات التكنولوجية المتسارعة، ليستعيد للإعلام المصري مكانته الريادية التي طالما تميز بها في محيطه العربي والإقليمي؟! لا شك أن ثمة جهودًا حقيقية لترجمة هذا التوجه إلى واقع ملموس، من خلال مراجعة الخطاب الإعلامي، وتحديث البنية التشريعية والتنظيمية، وتطوير أدوات التدريب والتأهيل، وفتح المجال أمام الطاقات الشابة لتكون جزءًا فاعلًا في صناعة الوعي وصياغة المستقبل.. لكن هل يجد المواطن نفسه في هذا الإعلام حتى يلتف حوله ويؤمن بما يقول؟! إننا أمام لحظة فارقة تستوجب إصلاحًا عميقًا وشاملًا لمنظومة الإعلام، حتى يكون قادرًا على مجاراة روح العصر، ومواكبة ثورته الرقمية، وإيصال رسالته بمهنية وموضوعية تعيد الثقة بين المواطن ووسائل إعلامه. وفي الذكرى الثانية والخمسين لانتصارات أكتوبر العظيم من حقنا أن نتوقف أمام هذا الحدث الذي لعب فيه إعلامنا وصحافتنا دورًا بارزًا، بوصفهما المرآة التي عكست إرادة الأمة وروحها الوثابة، في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية بالتضليل والخداع والمعادلة الصفرية، التي حاول بها العدو أن يصور نفسه وكأنه لا يُقهر. فالإعلام في تلك الحرب كان صوت الإرادة، وناقل مشاعر الجماهير، ومؤجج روح الصمود والفداء والانتماء للوطن.. من هنا يثور سؤال: هل ما زالت صحافتنا اليوم تمتلك روح العبور الأولى أم أنها في حاجة إلى عبور جديد؟ عبورٍ مهنيٍّ يواكب المتغيرات الهائلة في بيئة الاتصال والإعلام الإلكتروني، ويحفظ لها دورها الوطني في ترسيخ المنافسة مع وسائط النشر الجديدة التي تتسع كل يوم. لقد غاب عن الصحافة كثير من البريق الذي كان لها في أعين الناس، فهي تعبر عنهم حينًا وتغيب عنهم أحيانًا، وتفقد شيئًا من تأثيرها في الرأي العام لصالح الإعلام السريع، الذي بات يصوغ الوعي العام ويؤثر في اتجاهات الناس، عبر الفضاء الإلكتروني وشبكات التواصل الاجتماعي. نحن بحاجة إلى إعادة صياغة خطاب إعلامي وصحفي يعبّر عن نبض الناس ويستوعب قضاياهم، ويتجاوز حدود التناول التقليدي؛ فالمشهد الإعلامي بات مزدحمًا بمئات الحسابات والمنصات الرقمية، والمجموعات الصحفية التي تصنع لنفسها جمهورًا متنوعًا، بالابتكار المطلق في الأسلوب والتناول والطرح..فهل نجد برامج وأقلامًا تعيد ضبط المشهد بما يجعل المواطن شريكًا في هذا التغيير بوصفه المستهدف الأول من تطوير الإعلام؟! الأحزاب.. وكشف الحساب! صفاء النية.. فضيلة مفقودة! ويبدو أخيرا أن حكومة مدبولي لا تعرف في تاريخها سوي رفع الأسعار.. أما زيادة الإنتاج والتصدير والتصنيع فهي غائبة عنها تماما. حكومة يجب أن ترحل غير مأسوف عليها! ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا