بدا على الأسير المحرر أنه غير قادر على التحرك منفردًا، يلقي بجسده المتعب على كرسي متحرك، تحيط به هالة بشرية من أهل ومحبين وصامدين، وآخر تسكن وجهه قسمات متعبة، مرهقة، مندهشة، وحوله من الأهل من يحاولون مساعدته على الوقوف بعد سنوات من العذاب. على الطرف الآخر تتناقل عدسات الفضائيات صورة أسير إسرائيلي، وقد بدا في حالة صحية طيبة، تعلو وجهه ابتسامة، وهو يتحدث إلى ممثلة الصليب الأحمر الدولي، ومن بعده أسرى آخرون، كأنهم كانوا في نزهة أو ضيوفًا مكرمين، لدى عزيز قوم لديه القدرة على منح ما لا يمتلك. تلك هي الصورة الأولى الأبرز التي تفرق بين محتل قاسٍ ومقاوم كريم، هناك على الأرض المحتلة بتل أبيب يجتمع ترامب، والمطلوب للعدالة الدولية نتنياهو بأسر الأسرى لدى حماس، وهم في حالة احتفال كبرى.. هنا يسمح للجميع أن يحتفلوا ويفرحوا ويعبروا عن لحظة انتصار وهمية. هناك في غزة تعليمات بمنع الاحتفال أو التعبير عن فرحة العودة بعد سنوات من القسوة والتعذيب والقتل البطئ، المحتل يحول دون احتفال ضحايا الإبادة والتدمير والقتل الممنهج، بينما من حقه أن يحتفل بحضور رئيس الدولة المهيمنة على العالم بالقوة. صورة أخرى نقلتها عدسات الكاميرات، رئيس وزراء الكيان المحتل وقد بدا جزوعًا، هلوعًا، يحاول اختلاق انتصار والإعلان عن تحقيق كل أهداف حربه الإجرامية ضد شعب أعزل، وعن يمينه الرئيس الأمريكي الذي بالغ كعادته في دوره السلمي، وهو يكرر ويؤكد أنه أمد جيش الاحتلال بكافة أصناف الأسلحة، ودون خجل أو وجل يشير إلى أن الكيان استخدم السلاح الأمريكي بنجاح! عضو بالكنيست يرفع صوته مطالبًا ترامب بالاعتراف بفلسطين، ورجال أمن يحيطون به مع زميله لإخراجهم من قاعة الدولة التي تدعي أنها واحة الديمقراطية، تنقل فضائيات العالم عبارات عضوي الكنيست أكثر مما تنقل كل ما قيل من عبارات جوفاء حول النصر الذي لم يتحقق. عمليات تبادل الأسرى تختزل عامين من الإبادة الجماعية، قوة غاشمة مدعومة بكافة أصناف الأسلحة الغربية والأمريكية، تصر على إخضاع شعب لا يمتلك إلا إرادة التحرير، مشهد التبادل يؤكد من جديد أن القوة الغاشمة لم تحرر أسيرًا واحدًا، وأن طاولة المفاوضات هي التي فعلت ذلك. سيارات إسعاف تنقل من فقدوا القدرة على الحركة بعد سنوات التعذيب، وآخرين طالتهم أمراض جلدية بسبب حرمانهم من مجرد تغيير ملابسهم الداخلية، مع تعرضهم لحفلات تعذيب ممنهجة، وصفها البعض بأنها لا يمكن أن تكون من نتاج بشري ينتمي إلى الإنسانية. أسر تنتظر لقاء طال انتظاره سنوات وسنوات، ثم تكون المفاجأة استبعاد أبنائهم خارج حدود الوطن، يطرد صاحب الأرض بقرار من محتل يحظى بتأييد القوى المهيمنة، في واحدة من أسوأ صور الإنسانية التي يخط ملامحها عدو مارس كل صنوف العنصرية حتى الإبعاد عن الوطن. خمس وستون دقيقة مدة كلمة الرئيس الأمريكي أمام الكنيست، حظي فيها ب 37 تصفيقًا حادًّا من الحضور، باصات أسرى فلسطين تحيط بها الآلاف من المطاردين طوال أكثر من عامين، قتلًا وتعذيبًا ومطاردة، ولا يزالون على العهد، لا تصفيق بل أحضان ولحظات إنسانية قلما تتكرر. على الجانب الآخر تستقبل أرض السلام قادة العالم، الذين جاءوا باعتراف أن مصر هي ميزان العدل والسلام وركيزة الاستقرار في هذه البقعة الساخنة إلى حد الاشتعال، تحط طائرات قادمة من كل حدب وصوب، وشرم الشيخ على عهدها لتبقى دومًا مصنع السلام وموطنه وحاضنته. الساعة 1405 شعوبهم قامت وشعوبنا ماتت تصل طائرة الرئيس الأمريكي إلى الأرض المباركة ليعلن أن مصر صاحبة الدور الأقوى في محيطها، ينحت الرئيس المصري بتاريخ عريق ملامح ما تريده المنطقة من سلام عادل، يقوم على العدل وعلى قوة القانون الدولي، وليس على قانون القوة الغاشمة. تلك صورٌ من يوم مشرق انتصر فيه حق السلام على باطل الحرب والإبادة. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا