خلص المشاركون في منتديات الإعلام العربي في دوراته الأخيرة التي تنعقد في دبي سنويا بانتظام منذ 2001، إلى حقيقة مهمة جدا وهي أن الإعلام الرقمي فرض نفسه بقوة على الوسائل التقليدية وبات يستخدم على نطاق واسع في وطننا العربي وفي كافة دول العالم مشيرين إلى ضرورة تطوير المحتوى وتحسين الأداء والاهتمام بالقضايا التي تشغل الجمهور وتعبر عن مشاكله وهمومه وطموحاته، وابتكار أساليب جديدة متطورة وفعالة تعزز مكانة وسائل الإعلام التقليدية، وقدرتها على إحداث التأثير المأمول عبر منصات تفاعلية تواكب احتياجات الجمهور وأذواقه على اختلافها وتباينها. فهل نحن هنا في مصرنا الحبيبة ندرك هذه الحقيقة بوضوح ونتعامل معها بجدية ووعي ومنهج؟ أم نسير في نفس الطريق الذي سرنا ومازلنا فيه منذ سنوات طويلة في كل قضايانا الرئيسة والحيوية، طريق العشوائية والفهلوة والتخبط والصدفة والمسكنات، فكانت النتيجة الطبيعية الفشل والخيبة والتنازل طواعية عن الريادة الإعلامية في الوطن العربي والخروج من المنافسة تمامًا بخفي حنين؟! النخبة والخيبة وهل أداء من يطلق عليهم النخبة من الإعلاميين مقدمي البرامج الجماهيرية تطور كفاية ليتناسب مع هذه المتغيرات والتطورات المذهلة في عالم الإعلام؟ وهل ارتقى إلى المستوى المأمول منه ليعبر بصدق ووعي وشفافية وتجرد عن كافة القضايا والهموم والمشكلات والتحديات التي يواجهها ويكابدها المواطن البسيط بمفرده دون منقذ أو مغيث أو مبشر بالأمل خاصةً في السنوات الأخيرة؟! الإجابة لا، بل على العكس تماما نجد أغلبهم كنافخ الكير ينفر ولا يبشر، يصدر اليأس ويكرسه وينشر الخوف والفزع والقلق دون أن يحاول البحث عن نقطة ضوء وبارقة أمل ولو ضئيلة تجعل المواطن يصبر ويتذرع بالأمل والخير الذي سيحدث ولو بعد حين! عمرو أديب بلغ السيل الزبى لا شك أن عمرو أديب يعد حالة خاصة بين الإعلاميين في مصر والوطن العربي، فهو الأشهر والأعلى أجرًا، حيث يتقاضى ولا حسد ما يقرب من 3 ملايين دولار سنويا من محطة mbc مصر! ببرنامجه 'الحكاية مع عمرو آديب' ويقال أيضًا أنه يحصل أيضًا على نسبة إضافية من الإعلانات! وهو الأعلى صوتا والأوسع متابعة بين أقرانه سواء من خلال المحطة أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن ذلك ليس معناه أنه الأفضل والأصدق والأكثر مهنية وثقافة، ولكنه دون جدال الأشطر والأمهر صنعة وحرفة، حيث يجيد صنعته تماما ويعرف جيدا كيف يلعب على الأوتار والمشاعر والمصالح، له أسلوبه الخاص جدا في الكلام والحوار ومخاطبة الناس هو من ابتدعه ورغم كون هذا الأسلوب بعيد كل البعد عن الأسلوب والخطاب واللغة الإعلامية الأكاديمية التي تعلمناها في كليتنا الأثيرة كلية الإعلام جامعة القاهرة وهو أحد خرجيها دفعة 1986! ولكن للأسف أديب تخلى عن كل ما تعلمه واصطنع لغة خاصة به تعتمد على الصوت العالي الجهوري الزاعق الذي يخيف أحيانا، والتعبير بالوجه بشكل مبالغ فيه لا يخلو من التصنع والتمثيل أيضا! وهو رغم ذلك له تاريخ حافل من السقطات والتصريحات الإعلامية الخطيرة التي خلفت مشكلات وأزمات عديدة محليا وعربيا وكاد بعضها أن يسيء إلى علاقاتنا ببعض الدول الشقيقة !.وحول برنامجه إلى وسيلة لتصفية الحسابات والملاسنات والمهاترات وهبط بلغة الخطاب الإعلامي إلى أدنى مستوياتها.. وارجعوا إلى تصريحاته المتبادلة مع مرتضى منصور في الأسابيع الأخيرة. عمرو أديب مثله مثل غالبية الذين يعملون في محطات خاصة لا سيما بعد أن حصل على الجنسية السعودية يدافع باستماتة عن سياسة ومصالح هذه المحطات ومن يملكها من أفراد أو دول، ولهذا لا تكاد تمر حلقة من برنامجه الحكاية إلا وأمطر رئيس هيئة الترفيه السعودية بوابل من المديح والثناء والتفخيم وهو ما يقلل كثيرا من مصداقيته، خاصةً وأنه لا يتعامل بمثل هذا الحماس مع القضايا والمشاكل الحيوية التي تمس المواطن المصري في الصميم. آمين وموسى والديهي قد يكون تامر آمين من النماذج الإعلامية المقبولة من الناحية المهنية، فهو يمتلك أدوات الحوار السليم والثقافة والثقة بالنفس والحضور، رغم عدم دراسته للإعلام حيث تخرج من كلية الألسن ولكن يعيبه تعاليه الواضح على ضيوفه وعلى الجمهور، وهو أيضا يعشق التنظير ويجيد تماما إطلاق التصريحات المثيرة للجدل والتي تدخله في حوارات ومشكلات ودعاوى قضائية. مثل مشكلته مع أهل الصعيد عندما صرح بأن أهل الصعيد يكثرون من الإنجاب بهدف إرسال بناتهم إلى القاهرة للعمل خادمات. أو التصريحات النارية المتبادلة بينه وبين سما المصري وفيفي عبده ودينا وغيرهن وانتقاده لزميلتيه رضوى الشربيني ومفيدة شيحة وهو مايشتت جهده بعيدا عن مشاكل وهموم ومتاعب الناس الحياتية وما أكثرها حاليا! أحمد موسى ونشأت الديهي يعدان نموذج صارخ للإعلامي الذي لا يرى إلا الإيجابيات طوال الوقت، فيركز عليها ويهلل لها دون هوادة أو ملل أو كلل للحكومة ووزرائها ومسؤوليها وينفذ حرفيا المبدأ المعروف 'ملكي أكثر من الملك'! وهو بذلك يصبح ضرره أكبر بكثير من نفعه، لأن الجمهور المتلقي صار أكثر نضجا ووعيا وفطنة وبات يرفض بشدة هذا النمط والنموذج من الإعلاميين، بل ويمقته وينزع عنه مصداقيته ومصداقية مروجيه والمستفيدين نظريا منه، الذين يعتقدون خطئا أنهم بهذا التوجه والرسالة الإعلامية الخادعة والمنقوصة من وجهها الآخر، السلبيات والإخفاقات، وهو الدور الأساسي المطلوب من الإعلام، سينالون الرضا والحظوة عند الحكومة والنظام وأصحاب المحطات التي يعملون بها، وبالتالي سيحافظون على تواجدهم أطول فترة ممكنة، يتمتعون فيها بامتيازات لا حصر لها ماديا ومعنويا وأدبيا، حتى ولو على حساب رسالة الإعلام الحقه ودوره الرئيس في كشف الفساد ومحاربته وحماية المجتمع منه، والدفاع عن مصالح الناس والتعبير عن همومهم ومشاكلهم وتطلعاتهم قبل أي شيءٍ آخر! السينما المصرية في واد والناس في واد آخر ! هل تصبح أعمال الأدباء الحل السحري لأزمة السينما والتليفزيون؟ ولكل ما سبق نجد أننا في أشد الاحتياج إلى جيل جديد من الإعلاميين، يضع صوب عينيه المواطن البسيط، يعبر عن همومه ومشاكله وتطلعاته، ويدافع عن حقوقه في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، وهي مطالب شباب 25 يناير 2011. جيل يحل محل الجيل الحالي من الوجوه الإعلامية الذي انتهت صلاحية أغلبه وصار ضرره أكثر من نفعه بكثير ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا