لنكن واقعيين، لنخلع عنا ثياب الأوهام، لقد ذهب الملوك والرؤساء ورؤساء حكومات الدول العربية والإسلامية ال 57 إلى قمة التضامن مع قطر في الدوحة، وهم يعلمون جميعهم، وفي قرارة أنفسهم أنها قمة مواساة، ومشاطرة الأحزان، وربما الندب الجماعي، اتخذ صورة الشجب والاستنكار.. على الجانب المقابل ما من مواطن واحد في ال 57 دولة مسلمة وعربية ساورته أية شكوك في أن الزعماء سيفعلون غير الكلام! بل صاغوا البيان مقدما! استقوه من قمم سابقات قامت ثم نامت.. الكلام هو بديل الفعل العربي والإسلامي.. أما إسرائيل فالفعل مع القول وربما يسبقه.. في الحالة العربية بالذات يكون هذا طبيعيا لأنك رد فعل، لأنك لست الفاعل. لأنك مفعول به، بدون حرف الفاء تأدبا.. رغم أن المشهد كله فضيحة وخزي وقباحة! وبالمناسبة، فإن قادة العرب والمسلمين في موقفهم من إسرائيل وأمريكا، ليسوا عجبا ولا يجب تحميلهم بأكثر مما يطيقون حرصا علي شعوبهم، فالأوروبيون هم أيضا غير قادرين على الفعل، وربما بدأها ماكرون بنية الاعتراف بالدولة الفلسطينية.. لكن مهما توالت الاعترافات فالمتوحش المتربص الشعبوي الدموي مدعى التقوى والسلام سيظل هو مرضعة إسرائيل بلا منازع، وهو الفتوة، وهو بلطجي الكوكب.. العرب والأوروبيون يفهمون الرجل ويعرفون أنه عشوائي في كل شيء الإ مع إسرائيل فقد أطلق يدها تعربد وتدمر وتنتهك حرمات الدول وأعراضها السياسية.. ماذا نفعل؟ ما العمل؟ توجد كيانات دفاعية عربية متحوصلة، مثل مجلس الدفاع الخليجي المشترك، ورغم غياب فعاليته في مواجهة العدوان الإسرائيلي الغادر على دولة عربية خليجية عضو، فإنه قرر تفعيل آليات الدفاع.. التفعيل فات أوانه على أي حال.. هل توجد كيانات دفاعية أخرى؟ لا توجد، بل لم يعد بالجناح الشرقي للامة العربية جيوش يعتد بها سوى الجيش المصرى، درع مصر وشرفها.. عدد جنوده مائة مليون مواطن.. لقد تمت الضربة المهينة لقطر والعرب، ولأي دولة ذات سيادة، وانعقد سرادق العزاء وانفض، وبقيت الحقيقة العارية، أن كل دول العالم العربي والإسلامي، والخليج من باب أولى، لم تعد تثق في الولاياتالمتحدة، وأن هذه الدولة العظمى غير جديرة بالاعتماد عليها، وأنها تبيع حلفاءها بيعا سافرا سافلا إذا تعلق الأمر بإسرائيل.. فقدان الثقة في أمريكا لا نحسبه وقفا على الإقليم، بل في قارات العالم، مهما أظهر الكثيرون من ود الخنوع والمسايرة حتى يغور الذئب الأصفر من البيت الأبيض في يوم أسود! هو إذن الخوف من أمريكا، وليس إسرائيل، وهو انحسار المصداقية عن كل ما يصدر عن مجموعة العمل الموالية لإسرائيل في البيت الأبيض.. وصحيح أن قطر تناولت العشاء مع الرئيس ترامب وإنه طبطب وربت وقرص أذني نتنياهو، وكان العشاء والابتسامات البلهاء ترضية.. لكن ما استقر عميقا وسيبقي أن قطر وإن أظهرت غير ذلك، لم تعد تثق في دولة تخلت عنها، رغم سجل الخدمات الضخم الذي قدمته الدوحة لواشنطن، تريليونات الدولارات في ولايتي الذئب الأصفر، ووساطات واستضافات ثم حصدت التخلي والتنمر وأكاذيب.. تميم طار إلى الأردن، وولي العهد السعودي عقد اتفاقية دفاع مشترك مع باكستان النووية، بمقتضاها يلتزم الطرفان بتفعيل آليات القتال بمجرد تعرض أي من الدولتين لعدوان أو هجوم.. اختارت الرياض المظلة النووية الإسلامية التي مولتها ورعتها منذ الثمانينيات.. أحسنت الاستظلال حقا. تبقى تركيا وإيران وهما مرشحتان للتحرش الإسرائيلي، كما تبقي مصر الصامدة الصابرة الواثقة في جيشها وقيادتها وشعبها.. لا بد من بناء اتفاقيات دفاعية مشتركة درعا يواجه السعرة الإسرائيلية تحت الحماية بل التحريض، بل التسليح، بل التبرير الأمريكي السخيف.. بأن كل هذا الهوان والدمار والمجازر سببهم هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023.. نتنياهو قال الحقيقة، قال إنه توراتي ينفذ الوعد بالوعيد.. أي ليس الهجوم الغبي سياسيا وعسكريا! فماذا أنتم فاعلون ياعرب ويا مسلمون؟ هي حرب دينية.. بلا أدني شك وزعماء الإقليم يعرفون أبعادها، فهل نكتفي بأننا نعلم ولا نعمل؟ هل نتريث حتى تطرق سماواتنا أطنان تتساقط من ال F35 هذا هو السؤال؟! كفى يا صندوق الهم والغم! نتنياهو إلى قطر: سنعاود الهجوم! اتحدوا.. اتحدوا.. اتحدوا.. امنعوا البترول.. أغلقوا المجالات الجوية أمام طيران العدو.. أوقفوا المعاملات التجارية.. افعلوا شيئا.. فقط لا تلطموا الخدود! ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا