تخرجت صحفيًّا من مدرسة روزاليوسف العريقة، وقبلها كنت معيدًا بكلية الإعلام، جامعة القاهرة الحبيبة، فعرفت معنى ممارسة حرية الصحافة، وممارسة حق التعبير، في عصور من الرئيس السادات إلى الرئيس مبارك إلى السنة السوداء في عهد الإخوان، وأول جاسوس مدني منتخب أعف عن ذكر اسمه، إلى عصر الرئيس السيسي.. وبطبيعة روزاليوسف فإن كتابها ودستورها غير المكتوب أنها مدرسة الشغب المهني الوطني الشجاع، تعارض للبناء وبقوة، واستمرت على ذلك طويلًا حتى غلب على أغلفتها الجنس في الجنة وغيرها من عناوين جلبت توزيعًا هائلًا.. لكنها للحقيقة في جانب آخر منها خاضت معارك قوية ضد رئيس الوزراء الراحل كمال الجنزوري تحت عنوان التكويش، وحملات ناجحة وظالمة ربما على ممدوح الليثي رحمه الله. أتيح لي أن أنفصل عنها لأبدأ تجربتي المستقلة في جريدة الميدان، ولأنها أول وعاء تحريري يمكنني أن أخطط وأن أنفذ وأن أقود فيه وله فإنني أخذت أتحسس مساحة الحرية المتاحة في عهد الرئيس الراحل حسني مبارك.. وأشهد أن الجريدة عاشت ناجحة مزدهرة وحققت أعلى أرقام توزيع حقيقية في ذلك العهد، ولم أتعرض يومًا لأي ضغوط، بل كان الدكتور الجنزوري، ومن جاء بعده من المسئولين والوزراء يتواصلون ويرتقون في الردود. بل كنت أدعوهم للندوات والمناظرات، لبيان الحقيقة وتوضيح المواقف لجمهور جريدة الميدان المستقلة، وكانت سياساتنا التحريرية تقوم على المعارضة بالمستندات والحقائق الثابتة، وأنها معارضة من داخل الدولة لصالح الدولة.. ولم يضق صدر الحكومة، أي حكومة في عصر مبارك رحمه الله بما كنا نكتب بل هاجمنا الحزب الوطني، وكان صاحب الجريدة الأستاذ محمود الشناوي عضوًا به وبمجلس النواب، وكان يؤاخذني مستنكرًا حملات الجريدة على الحزب والحكومة. ويقول لي وهو يمزج المزاح بالجد: يا بك أنا وطنى يا بك. وكنت أرد عليه بمزاح مخلوط بجدية: وأنا وطني أيضًا، قل لهم إنك غير قادر على قمع الألفي، ونضحك ونخرج في الأسبوع التالي بعناوين تهاجم وتنتقد، وكسبنا احترام الحكومة والنظام والقارئ معًا.. وتلك معادلة شبه مستحيلة، لكن الوصول إليها سهل جدا وهو أن تقول الحقيقة بالبراهين والأدلة، فإذا أحسنت الحكومة شكرناها وشجعناها، وإن أساءت انتقدنا ووجهنا وأرفقنا الأدلة والمستندات.. وإذا تلقيت مكالمة من جهة أمنية فهي لطيفة مستبصرة، وكان الرد بالبراهين.. كلما أتيحت لنا مساحة جديدة من الحرية أخذناها أخذًا ووسعنا دائرة وقوة النقد والمؤاخذة والهجوم بلا غل، ولا حقد ولا نية هدم.. واستمر الوضع كذلك، في صحيفة تالية رأست تحريرها وأسستها مع الأستاذ عماد الدين أديب صاحبها هي نهضة مصر الأسبوعية في ستة أشهر، ثم حولناها يومية في 18 يوما فقط.. مارسنا حرية النقد وكان اتجاهها ليبراليًّا.. كتب فيها الدكاترة محمد كمال وعبد المنعم سعيد. وغيرهما من كبار الكتاب والمفكرين.. بالعشرات الحقيقة! ويمكنني القول بهدوء إن السنوات العشر الأخيرة من حكم الرئيس مبارك شهدت الصحافة المصرية والإعلام المصري المعنى الكلي الكامل الحقيقي لحد الانفلات لتعبير أزهى عصور حرية التعبير.. وفلت ذلك بضراوة وبقوة في صحيفة الحزب الوطنى نفسه "الوطني اليوم" التي أسستها ورأست تحريرها.. فقد هاجمنا الحزب ورجال أعمال فاسدين فيه، وهاجمنا بقوة حكومة الدكتور أحمد نظيف، الذي حسب وقتها أن الجريدة مدفوعة من جناح للأستاذ جمال مبارك، وهو ما ضايقني للغاية لأني معروف عني أني لست تابع لأحد، وأنني أمارس العمل وفق كتالوج المهنة فأنا درستها وقمت بتدريسها وأمارسها.. ودستورنا هو الحقيقة المثبتة والوسطية في البيان، وفي حوار مع دكتور نظيف لجلاء الأمور وتوضيحها هددني بلطف بأنه سوف يشكوني للقيادة السياسية، وقلت له بهدوء محتد: إحنا في وطن حر.. وتحركت متململًا في جلستي لأتصرف عن إجراء الحوار، يشهد بذلك مدير التحرير النابه وحيد رأفت الذي رافقني في الجلسة، فتلطف ودعاني بابتسامة لبدء حوار، والحق أنى تعمدت كرد فعل أن أكون عنيفا بمهنية في أسئلتي، لكنه أجاب عليها جميعها بهدوء وتفصيل وصبر ولم يضق صدره ولم يقدم في بلاغا أو هدد بذلك.. فاحترمته للغاية.. ولقد بدأت صداقتي القوية أيضا بالفنان وزير الثقافة فاروق حسني إثر نقد عنيف له في أحد المواقف، استقبله بود وتوضيح الأمور وكسب الصحيفة واحترام الصحفيين، كانوا وزراء دولة بحق.. احترموا الناس وعرفوا قدر الإعلام وضرورة أن يتنفس الحرية.. المجتمع سايكو ماذا تم من دعوة الرئيس إلى حرية التعبير؟ لكنها حرية بلغت حد التسيب.. واختلطت مفاهيم حرية التعبير بحرية التآمر.. فانتهينا إلى صدع زلزالي اسمه 25 يناير 2011.. وجاء وزراء جدد من الإخوان والعملاء.. ثم جاءت حكومة 30 يونيو.. وجرت مياه كثيرة في نهر الوطن امتزجت بالدماء والدموع والتطلعات والتوقعات والأحلام.. وتلك مرحلة أخرى نرصد ملامحها وهامش الحريات فيها المقال القادم.. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا