في عالم تتصارع فيه الإرادات قبل أن تتواجه الجيوش، وتُقاس فيه قوة الدول بقدرتها على حماية هيبتها بقدر ما تُقاس بإمكاناتها العسكرية والاقتصادية، تحتاج الدولة إلى دبلوماسية تزن الكلمة بميزان الذهب، وتطلقها في اللحظة الفاصلة كرصاصة موقف لا يخطئ الهدف. من بين الأصوات القليلة التي تجيد هذه المعادلة، يبرز اسم الدكتور بدر عبد العاطي؛ دبلوماسي يعرف كيف يُصغي لينتزع المعلومة، وكيف يتحدث ليصنع الأثر، وكيف يختار بين الحوار الحصيف والقرار الحاسم بلا تردد. منذ أن شغل منصب المتحدث الرسمي باسم الخارجية وحتى اعتلائه مقعد الوزير، لم يكن مجرد مسؤول ينفذ تعليمات، بل صانع مواقف وحارس بوابة السيادة المصرية علي الساحة الدولية.
الحضور المبكر في الملفات الساخنة منذ أن تسلّم الدكتور بدر عبد العاطي حقيبة الخارجية، بدا واضحًا أن الوزارة استعادت نبضها في قلب الملفات الأكثر سخونة، وأن الرجل جاء وفي جعبته ما هو أبعد من بيانات مجاملة أو تصريحات بروتوكولية. في شهور قليلة، تحرّك بثبات بين ألغام السياسة الإقليمية، من غزة الجريحة إلى ساحات الصراع في الإقليم، مرورًا بالدوائر الأوروبية والدولية.. ليبرهن أن وزارة الخارجية يمكن أن تكون رأس الحربة في حماية مصالح الدولة، لا مجرد حائط صد. حضوره كان لافتًا؛ لا يكتفي برد الفعل، بل يبادر، ويصوغ مواقف تنسجم مع ثوابت السياسة المصرية وتفرض احترامها على طاولة المفاوضات. الجذور المهنية – ما قبل الوزارة لم يكن صعود بدر عبد العاطي إلى قمة الهرم الدبلوماسي وليد صدفة أو ثمرة ظرف سياسي عابر، بل امتداد لمسار طويل صاغته التجربة والانضباط. حين كان ناطقًا رسميًا باسم وزارة الخارجية، لم يتعامل مع المنصب كواجهة إعلامية تكتفي بقراءة بيانات، بل كموقع متقدم في خط الدفاع الأول عن صورة مصر في الخارج.
كان يلاحق التفاصيل الصغيرة التي يراها البعض هامشية، لكنه كان يدرك بحسه المهني أن هذه التفاصيل قادرة على صناعة أزمة أو إطفاء فتيلها قبل أن يشتعل. كان يقرأ الملفات بروح الباحث، ويتحدث بلسان الدبلوماسي المتمرس، ويحسب لكل كلمة وزنها في ميزان السياسة الدولية. شاهد على النهج – واقعة 2014 في عام 2014، تلقيت دعوة من قيادة جبهة البوليساريو لزيارة المنطقة والاطلاع على واقعها عن قرب، وأعددت وفدًا من زملاء صحافيين وحصلنا على تأشيرات الجزائر. قبل اكتمال ترتيبات السفر، جاءني اتصال من بدر عبد العاطي، وكان وقتها المتحدث الرسمي باسم الخارجية، يكلمني بلغة إقناع هادئة ومنطق سياسي مدروس، موضحًا أن توقيت الزيارة قد يُلقي بظلال سلبية على العلاقات المصرية المغربية في ظرف سياسي شديد الحساسية.
وسرعان ما تحولت المكالمة إلى حوار ثلاثي ضمّ السفير المغربي في القاهرة، حيث وجدت نفسي أمام موقف يجمع بين الحرص المشترك على المصلحة الوطنية وفهم أعمق لخيوط السياسة العربية. في ختام الحوار، وعدتهما بإلغاء الرحلة، وهو ما فعلته عن قناعة، مدركًا أن تقديره للموقف كان صائبًا، وأنه يتابع أدق التفاصيل التي قد تمس صورة مصر أو علاقاتها الاستراتيجية. الخط المستمر – من الإقناع إلى الحزم العلني ما كشفته واقعة 2014 عن دأب بدر عبد العاطي ووعيه السياسي، تجلّى بصورة أوضح وأشد علانية في موقفه الأخير من محاولات استهداف السفارات المصرية في أوروبا. فالرجل الذي كان قبل سنوات يوظف لغة الإقناع الهادئ لتجنب أزمة مع دولة شقيقة، هو نفسه الذي ظهر اليوم في مقطع الفيديو الشهير، يخاطب سفراء مصر بلهجة واثقة وحزم صارم، مؤكدًا أن هيبة الدولة خط أحمر، وأن المعاملة بالمثل هي القاعدة مع أي دولة تتقاعس عن حماية بعثاتنا.
في ذلك الاجتماع، لم يكتفِ بوضع تعليمات أمنية، بل قدّم رسالة سياسية واضحة: مصر لن تسمح بأن تُصوَّر في موقع ضعف أو انتهاك، وأن دبلوماسيتها قادرة على الجمع بين مرونة الحوار وصلابة الموقف. البصمة الدبلوماسية – سمات الشخصية وأسلوب الإدارة تتشكل شخصية بدر عبد العاطي من مزيج نادر بين رهافة الحس السياسي ودقة المتابعة، وبين هدوء الدبلوماسي وحزم القائد. قدرته على قراءة السياق الإقليمي والدولي تمنحه ميزة اتخاذ القرار في اللحظة الفاصلة، دون انفعال أو تردد.
يعرف متى يترك مساحة للحوار، ومتى يُغلق الباب بالقرار الحاسم. أسلوبه في الإدارة يقوم على الاستماع والتحليل قبل التحرك، لكنه في التنفيذ يتحلى بالصرامة والانضباط. بهذا النهج، يرسخ نفسه ضمن امتداد المدرسة الدبلوماسية المصرية التي أنجبت أسماء بارزة مثل محمود رياض، وإسماعيل فهمي، وعمرو موسى، مضيفًا إليها بصمته الخاصة التي تمزج بين يقظة التفاصيل ورؤية الاستراتيجية الكبرى. الرسالة الوطنية والتحفيزية إن ما يقدمه بدر عبد العاطي اليوم يتجاوز حدود الأداء الوزاري التقليدي، ليعيد إلى الواجهة روح الدبلوماسية المصرية في أبهى صورها؛ دبلوماسية تعرف متى تُصغي، ومتى تُقنع، ومتى تطرق بقوة على الطاولة دفاعًا عن الكرامة الوطنية. دخول السوريين بين المبالغة الأمنية والإلتزام القومي والإنساني دعوة أوجلان التاريخية.. انعطافة السلام وفرص المستقبل في عالم تتزاحم فيه الأزمات وتتشابك فيه المصالح، يثبت أن صوت مصر ما زال قادرًا على أن يُسمع ويُحترم، وأن سياستها الخارجية تُدار بعين يقظة وعزم لا يلين. وبين حيوية الحضور علي الساحة الدولية وصلابة الموقف في الميدان، يمضي على خط ثابت يؤكد أن مصر لم ولن تكون دولة يُستهان بها، وأن هيبتها وسيادتها ستظل خطوطًا حمراء لا تعترف بالمساومة. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا