مع سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وسيطرة المعارضة المسلحة بقيادة أحمد الشرع، على سوريا، لم تنتظر إسرائيل مرور 60 دقيقة على فرار بشار، ووجهت ضربات مكثفة استهدفت مقرات الجيش السوري والقواعد العسكرية والنقاط الاستراتيجية، وتوسعت في احتلال المزيد من الأراضي السورية في الجولان، وأعلنت تفضيلها النظام الفيدرالي مطالبة بدولة ل الدروز وأخرى للمكون الكردي. إسرائيل تدعم الدروز بهدف تقسيم سوريا التصريح الشهير الذي جرى على لسان وزير خارجية الاحتلال، جدعون ساعر، يوم 25 فبراير الماضي، الذي طالب فيه بتحويل سوريا إلى "دولة فيدرالية تضم مناطق حكم ذاتي"، حضر حاليا في الأذهان بقوة بعد الضربات التي وجهها الاحتلال للنظام السوري في السويداء بدعوى حماية الطائفة الدرزية. وجاءت تصريحات جدعون ساعر، حينها، بعد تصريحات سابقة لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قبلها بأيام، طالب فيها بإخلاء جنوبي سوريا من القوات العسكرية للنظام الجديد بشكل كامل، وذلك بعد أسبوع من تصريح اعتبر فيه أن سقوط نظام الرئيس، بشار الأسد، "أدى إلى تغيير خريطة الشرق الأوسط".
وقال نتنياهو آنذاك، إن إسرائيل "لن تسمح لقوات هيئة تحرير الشام أو الجيش السوري الجديد بالدخول إلى المناطق الواقعة جنوبي دمشق"، مؤكدًا التزام إسرائيل بحماية الدروز جنوبي سوريا وعدم تسامحها مع أي تهديد لهم. دوافع إسرائيل لرعاية إقامة دولة للدروز وأخرى للأكراد فما هي دوافع إسرائيل لرعاية تقسيم سوريا بهدف تسهيل إقامة الدولة الكردية ودولة الدروز، أو على الأقل تثبيت فكرة الحكم الذاتي.. الإجابة الواضحة تأتي في مصطلح "ممر داوود" الذي يمهد الطريق إلى حلم دولة إسرائيل الكبرى. وخلال السطور التالية، ترصد "فيتو" قصة ممر داوود والأهداف الإسرائيلية منه ودور الدروز والأكراد. مشروع ممر داوود هو شريط جغرافي ضيق يمتد عبر قلب المشرق يبدأ من مرتفعات الجولان المحتلة في الجنوب الغربي ويمر بالمحافظات السورية الجنوبية المحاذية لإسرائيل والأردن، وهي القنيطرة ودرعا، ثم يتسع شرقًا عبر السويداء في جبل حوران ويدخل البادية السورية باتجاه معبر التنف الإستراتيجي على الحدود السورية العراقية الأردنية. تقسيم الشرق الأوسط إلى دويلات وإقامة ممر داوود وفي العام 1982، خرج كاتب إسرائيلي يدعى، عوديد ينون، بخطة تفيد بتقسيم الشرق الأوسط إلى دويلات وكيانات صغيرة تفرقها الأعراق والأديان والطوائف. الخطة ذاتها أعاد برنارد لويس التذكير بها، حيث أكد أن هذا الحل سيكون الأنسب للاحتلال، وضمان أمنه واستقراره، وهذه الدول التي يفرّقها الدين والعرق سيجمعها تعاون اقتصادي مركزه "إسرائيل" وفق خطة شمعون بيريز، الرئيس الأسبق للكيان، التي طرحها في كتابه الصادر عام 1993، وحمل عنوان "الشرق الأوسط الجديد". وانطلاقًا من هذه الأفكار، ولدت خطة أو فكرة أو مشروع يسهم بربط هذه الكيانات، عرف باسم "ممر داوود"، وهو طريق نافذ اقتصادي بالدرجة الأولى سيخرج من الأراضي المحتلة حتى يصل إلى ضفاف نهر الفرات، وسيوحد الدول التي من المفترض أن فرقها الدين والعرق. وبحسب الخريطة، ستكون نقطة الانطلاق من الجولان المحتل ويعتبره جزءًا من أراضيه، وصولا إلى مدينة التنف الواقعة في مثلث الحدود السورية-الأردنية-العراقية، وينتهي عند معبر البوكمال وهو المعبر الذي يفصل سوريا عن العراق أي البوابة بين الطرفين. سبب إطلاق اسم داوود على الممر
حسب الأدبيات اليهودية، فإن "داوود" المعروف لنا كنبي، يتعامل معه الإسرائيليون كملك ومؤسس لما يسمونه "مملكة إسرائيل الكبرى" التي كانت تمتدّ على فلسطين وما حولها وفق ادعائهم، ومن التسمية يمكن إدراك أن هذا المشروع هو جزء من حلم إسرائيل المعروف باسم "إسرائيل الكبرى".
يبدأ مسار ممر داوود من الجولان، ثم القنيطرة وجارتها درعا، محافظات الجنوب السوري، كما والسويداء ذات الغالبية الدرزية التى تشهد حاليا أحداثا دامية، وخرج نتنياهو بنفسه للقول بأنها تحت الرعاية والحماية الإسرائيلية، بل إن الإسرائيليين يفكرون بجعل السويداء عاصمة لدولة جديدة مفترضة في الجنوب السوري والتي تتكوّن من المحافظات الجنوبية (القنيطرة، درعا، السويداء)، وهنا يتقاطع المشروع مع خطة ينون التي تفترض تقسيم سوريا.
وبالنسبة لبقية المسار، فبعد أن يتخطى الممر هذه المحافظات الواقعة فى الجنوب السوري، سيتابع طريقه نحو مدينة التنف التي تحوي أكبر القواعد الأمريكية في سوريا والمدينة كلها تحت الوصاية الأمريكية وحمايتها، لذا لن يجد الكيان مشكلة بمرور الطريق فيها، كما أن التنف هي ضمن حدود الدولة الثانية المفترضة في سوريا أي الدولة الكردية، والتي تشكل دير الزور جزءًا منها فضلًا عن مدينة البوكمال التي سينتهي الممر عندها. هذا المسار تم اختياره والتخطيط له بعناية حيث لن يمرّ بسوريا بل بالدول التي من المفترض أنها ستنفصل عنها بقيادة كل من الكرد والدروز، وهاتان الدولتان، وفق خطة ينون، إحداهما مبنية على أساس عرقي "دولة الأكراد" والثانية على أساس طائفي "دولة الدروز". ممر داوود، فيتو عمليا هذا الطريق لا يقف فقط على كونه يتضمن رمزيًا المرور بخارطة ما تسمّى "إسرائيل الكبرى"، وإنما ينطوي على فوائد عديدة، خاصة على المستويات الأمنية، الاقتصادية والاستراتيجية كما نوضح فى النقاط التالية. 1- هذا الطريق سيتضمن خطًّا لنقل النفط من المناطق التي تسيطر عليها القوات الكردية المسلحة المعروفة باسم قوات "قسد"، والتي يحلم الأكراد بأن يمر هذا النفط من طريق لا يمر عبر الأراضي السورية ولا يصل لموانئها. 2-هذا الممر الواصل لنهر الفرات فهو جزء من الصراع القادم في العالم على المياه العذبة وهو صراع مؤجل، وبلا شك الكيان يريد تأمين مستقبله من المياه، ونهر الفرات سيكون أحد مصادرها. 3- يحمل أهمية تجارية، كون هذا الطريق سيؤمن تبادل السلع والبضائع مع الدول الجديدة المفترضة بل وحتى عمق آسيا أي تركيا وأذربيجان وهي دول بينها وبين تل أبيب تبادل تجاري كبير. 4- يقطع ممر داوود أوصال بلاد الشّام، ويمهد لتفتيت هذه الدول ويجعل لا منافس للكيان في المنطقة، كما يقطع الطريق على إيران في حال فكّرت في العودة لوصل خط طهران ببيروت. 5- ربط إسرائيل بالفرات، وتطويق الحدود العراقية، وتعزيز من قوة الكيان العسكرية، وتوسيع دوره الإقليمي، بصورة تشكل ضغطًا كبيرًا على العراق ثم تركيا فيما بعد. اقرأ أيضا: أبرز المعلومات عن محافظة السويداء أهم مركز سكني للأقلية الدرزية 6- يضع ممر داودد إسرائيل بموقع قوي للمفاوضة على نصيب من المشروع الأكبر المرتقب أي مشروع "خط الغاز القطري لأوروبا" والذي يحتاج بالضرورة لإكمال طريقه من قطرلتركيا أن يقطع ممرّ داوود، ما يعني أن إسرائيل تريد نصيبًا وموقعًا يجعلها - قلب الشرق الأوسط– الذي يريد إعادة ترتيبها لتكون شرق أوسط جديد أشبه بأوروبا جديدة، تل أبيب مركزها وفق ما يخططون وتصديقا لمقولة نتنياهو الدائم ترديدها: "نعيد رسم الشرق الأوسط". 7- سيسمح ممر داوود للاحتلال الإسرائيلي بتشكيل تحديات سياسية وعسكرية لتركيا. خرائط نتنياهو المباركة والملعونة فى الأممالمتحدة في سبتمبر 2024، وقف بينامين نتنياهو في الأممالمتحدة وعرض خريطتين، لوّن إحداهما بالأخضر وسمَّاها "الخريطة المباركة"، وقد وصفها بأنها خريطة تربط الشرق بأوروبا بشكل يعِد بالازدهار والسلام، وخريطة أخرى لوّنها بالأسود واسماها"الخريطة الملعونة"، والتي ضمَّت إيران، والعراق، وسوريا، ولبنان وأجزاءً من اليمن. وعليه، فإن الخريطة الخضراء تضم تنفيذ مشروع "ممر داود" في الجنوب السوري، والذي يسهم في تحقيق النبوءة التوراتية، "الدولة اليهودية الكبرى"، ما يعكس تحولًا خطيرًا نحو توظيف الدين كأداة لتبرير سياسات الاحتلال والعدوان. لذلك، شكل سقوط نظام الأسد فرصة ذهبية لن تتكرر للشروع في المشروع التوراتي المزعوم، وسط الشكوك حول نوايا أحمد الشرع فى مدى جديته لحماية أراضي بلاده. اشتباكات بين الدروز وأهالي دير الزور، ماذا يحدث في السويداء الآن؟ (فيديوهات) غارات إسرائيلية جديدة على دمشق ومحيط القصر الرئاسي السوري
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا