وسط عاصفة أحداث السويداء، برز صوت رجل دين من عمق جبل العرب هو الشيخ حكمت الهجري، الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في سوريا، لم يعد مجرد اسم في مشيخة العقل، تحوَّل إلى ظاهرة سياسية واجتماعية، تمثل عند البعض صرخة في وجه السلطة، وعند آخرين مقامرة بمصير طائفة تبحث عن أمان وسط خرائط تتغير كل يوم، وليس لديه موانع من الارتماء فى حضن العدو الإسرائيلي. من هو الشيخ حكمت الهجري الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز وُلد حكمت الهجري في فنزويلا سنة 1965، وهناك كانت أسرته تسعى للرزق بعيدًا عن صخب السياسة، لكن حلم العودة للوطن ظل حاضرًا، فعاد الصبي إلى سوريا ليكمل دراسته في السويداء، ثم التحق بكلية الحقوق بجامعة دمشق، وتخرج منها عام 1990. بدا منذ وقت مبكر أنه ليس مجرد فقيه تقليدي، بل رجل يرى في الدين مدخلًا لفهم القانون والسياسة والمجتمع، لا عازلًا عنها. تربى في بيئة دينية محافظة، وتدرج حكمت الهجري في السلك الديني بتأنٍّ، حتى خلف شقيقه الراحل أحمد الهجري في رئاسة مشيخة العقل عام 2012، بعد حادث سير لا يزال يثير تساؤلات كثيرة في أوساط الطائفة. ومع صعوده، بدا أن صفحة جديدة بدأت تُكتب في سجل علاقة الطائفة الدرزية مع الدولة السورية. في البداية، اختار الشيخ حكمت الصمت، أو ما يشبه الحياد المتحفِّظ تجاه السلطة. لكن الزمن السوري كان يتغيَّر. وفي عام 2021، وقع التحوُّل الكبير: اتصال هاتفي مهين من ضابط أمني، فجر لدى الهجري ما كان كامنًا. لم يكن الرد مجرد رفض شخصي، بل تحول إلى احتجاج شعبي في شوارع السويداء، وكانت تلك لحظة فاصلة في علاقة الرجل مع السلطة.
الشيخ حكمت الهجري غريم أحمد الشرع في السويداء ومنذ ذلك الحين، أخذ خطاب الشيخ حكمت الهجري يتحوّل من تحفظ إلى مواجهة. تصاعدت نبرته، خاصة بعد الاشتباكات الدامية بين فصائل درزية وعشائر بدوية، والتي خلّفت عشرات القتلى. وصف ما يحدث بأنه "حرب إبادة"، واتهم الحكومة ب"نكث العهود"، معلنًا أن بيانًا صدر باسمه للترحيب بتدخل الدولة في السويداء فُرض عليه وكان "مذلًا". في مقابلة مع الBBC مطلع 2024، بدا منفتحًا على فكرة "التغيير السياسي الهادئ"، وتحدث عن "إيجابيات تفوق السلبيات" بعد سقوط النظام، داعيًا إلى دستور جديد، وجيش وطني يمثل الجميع. كان يحاول رسم طريق للاندماج الوطني. لكن سرعان ما تغيّر الموقف مجددًا. ومع تفجر الأحداث في ريف دمشق، خصوصًا جرمانا وصحنايا، اتهم الحكومة صراحة باستخدام "ميليشيات تكفيرية" وقتل ممنهج ضد أبناء الطائفة، وطالب بتدخل دولي لحمايتهم.
حكمت الهجري يري إسرائيل ليست عدو تصريحاته الأخيرة فاجأت حتى حلفاءه. ففي حوار مع صحيفة "واشنطن بوست"، قال إن "إسرائيل ليست العدو"، معتبرًا أن العقود التي قُضيت في ظل شعارات العداء لإسرائيل لم تُنتج إلا الدمار، مؤكدًا أن "القضية السورية هي الأولى". هذا الموقف فجّر جدلًا واسعًا، وفتح الباب أمام اتهامات بالتسرع أو الانفصال عن المزاج العام للطائفة. الكاتب السوري جمال الشوفي اعتبر أن دعوات الشيخ للتدخل الدولي جاءت "دون تمحيص كاف"، بينما حذر الشيخان حمود الحناوي ويوسف الجربوع من "الفتنة والانقسام"، مؤكدين على "وحدة الوطن ورفض الانفصال". لكن الهجري، رغم كل ذلك، لم يتراجع. بل صعّد لهجته، خاصة مع استمرار القصف في الجنوب، ووصف مشروع الدستور الجديد بأنه "غير منطقي" وطالب بإعادة كتابته على أسس ديمقراطية تشاركية. في النهاية، لا يبدو الشيخ حكمت الهجري زعيمًا درزيًّا تقليديًا. هو شيخ يلبس عباءة الدين، لكن لغته سياسية، وطريقه محفوف بالألغام، ويعلم أن ما يقوله قد يُكلفه الكثير، لكنه مع ذلك لا يصمت. قد يختلف معه البعض، وقد يرى فيه آخرون منقذًا، لكنه يبقى، بكل تعقيداته وتناقضاته، أحد أبرز وجوه سوريا حاليا وغريم خلقته الأحداث للرئيس السوري أحمد الشرع. إعلام عبري: واشنطن طلبت من إسرائيل وقف هجماتها ضد الجيش السوري في السويداء الداخلية السورية تتهم إسرائيل بدعم مجموعات مسلحة في السويداء ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا