البنك المركزي المصري، في خطوة تعكس حذرًا محسوبًا وسط معطيات اقتصادية متشابكة، أعلن البنك المركزي المصري في اجتماعه الأخير لشهر يوليو 2025 قراره بتثبيت أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية، حيث أبقى على سعر الإيداع عند 24٪ وسعر الإقراض عند 25٪، حيث جاء هذا القرار بعد سلسلتين من الخفض خلال شهري أبريل ومايو، وهو ما يؤكد توجه السياسة النقدية نحو الموازنة بين دعم النمو الاقتصادي المتسارع من جهة، والسيطرة على مستويات التضخم التي ما زالت تفوق المستهدفات الرسمية من جهة أخرى. تحسن ملحوظ في مؤشرات العملة والتجارة الخارجية يأتي هذا القرار في وقتٍ يشهد فيه الاقتصاد المصري تحسنًا تدريجيًا، مدفوعًا بانتعاش قطاعي الصناعة والسياحة، وتحسن ملحوظ في مؤشرات العملة والتجارة الخارجية إلا أن البنك المركزي بدا ملتزمًا بالحفاظ على استقرار الأسواق المالية، وتفادي أي تقلبات محتملة قد تنشأ عن خفض متعجل لأسعار الفائدة، خصوصًا في ظل أوضاع اقتصادية عالمية تتسم بالضبابية، ووسط ترقب المستثمرين لأي مؤشرات على تغير توجه السياسة النقدية في المرحلة المقبلة. ويثير قرار التثبيت تساؤلات عديدة حول مدى تأثيره على القطاعات الحيوية مثل البورصة المصرية، وسوق الذهب، وكذلك على اتجاهات الاستثمار والاستهلاك المحلي، فضلًا عن ما يحمله من إشارات لتوجهات البنك المركزي في اجتماع أغسطس المقبل. خلفية القرار النقدي ومن جانبه أوضح الدكتور اشرف غراب الخبير الاقتصادى أن قرر البنك المركزي المصري الخميس الماضى الإبقاء على سعر الفائدة دون تغيير، حيث ثبت سعر الإيداع عند 24٪ وسعر الإقراض عند 25٪، بعد خفضين سابقين هذا العام 225 نقطة أساس في أبريل و100 نقطة أساس في مايو ضمن جهود لدعم الانتعاش الاقتصادي وتقليل التضخم، حيث أشار البنك إلى أن النشاط الاقتصادي في الربع الثاني من 2025 حافظ على مستوى قريب من 4.8٪، مقابل 2.4٪ في الربع ذاته من 2024. أما التضخم الشهري فقد سجل تراجعًا إلى 14.9٪ في يونيو 2025 من 16.8٪ في مايو. دوافع السياسة الحالية -تباطؤ التضخم: مستمر في الانخفاض من ذروته 38٪ في سبتمبر 2023 إلى نحو 11‐15٪ في منتصف 2025، مع تقديم التأثير الأساس الإحصائي والقيود المالية نتيجة للإصلاحات المدعومة من صندوق النقد الدولي (IMF). -تحسن النشاط الاقتصادي: النمو ارتفع من 2.4٪ إلى ما يقارب 4.8‐5٪ في أوائل 2025، مدفوعًا بقطاعات مثل الصناعة والسياحة والتصدير، مما يوفر مساحة نقدية دون الإضرار بالطلب الداخلي. -التزام باستقرار العملة: الحفاظ على أسعار فائدة مرتفعة يجذب رؤوس الأموال ويستقرل الجنيه، خاصة بعد تعويم مارس 2024. بعد تثبيت أسعار الفائدة، قرار المركزي يكشف ملامح المرحلة المقبلة قرر البنك المركزي المصري، الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، وسط موجة تضخم متصاعدة وتحديات اقتصادية محلية وعالمية متشابكة، وهذا القرار يعكس توازنًا دقيقًا بين رغبة المركزي في دعم النمو الاقتصادي من جهة، والحاجة إلى كبح جماح التضخم وحماية الجنيه من جهة أخرى، في خطوة أثارت اهتمام الأسواق المالية والمراقبين الاقتصاديين. فما هي الأسباب الحقيقية التي دفعت المركزي لاتخاذ هذا الموقف الحذر؟ وهل يعني تثبيت الفائدة تأجيلًا لخفض الأسعار أم إشارة إلى مرحلة جديدة من الاستقرار النقدي؟ وتستعرض "فيتو" في هذا التقرير أبرز العوامل التي شكلت خلفية القرار، وتأثيره المتوقع على الاقتصاد المصري. اقرأ التالي: خبراء يتوقعون تثبيت سعر الفائدة، وهذا مستقبل الذهب بعد اجتماع البنك المركزي اليوم
لماذا ثبت البنك المركزي أسعار الفائدة؟ في اجتماعه الدوري، قررت لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري الإبقاء على سعر الفائدة ويعود هذا القرار إلى مجموعة من العوامل المحورية، والتى تشمل الآتى: ارتفاع التضخم الأخير بعد انخفاضات سابقة شملت 100 نقطة أساس في مايو و225 نقطة أساس في أبريل، شهدت معدلات التضخم ارتفاعًا ملحوظًا أخيرًا، لتصل إلى 16.8٪ في مايو مقارنة بنحو 13.9٪ في أبريل ويرجع ذلك أساسًا إلى "تأثير قاعدة المراجعة" وارتفاع أسعار الوقود بعد زيادة الرسوم الجمركية، مما أثار مخاوف من تجدد الضغوط التضخمية. مخاطر عالمية غير مستقرة البيئة الاقتصادية العالمية تمر بفترة من التقلبات، مع وجود توتر جيوسياسي واضطرابات في أسعار السلع الأساسية، إلى جانب تحذيرات من المؤسسات المالية مثل صندوق النقد الدولي، مما يعزز دوافع التريث حاليًا لذا، يفضل المركزي تجنب أي خطوة قد تتسبب في تفاقم انعدام اليقين. انخفاض نمو السيولة النقدية تشير بيانات البنك المركزي إلى تباطؤ نمو قاعدة النقد، فقد انخفضت من 33.9٪ في فبراير إلى 25.8٪ نهاية أبريل هذا يعني أن السيولة في السوق بدأت تستقر، مما يقلل من الحاجة إلى خفض إضافي للفائدة لدعم السيولة. الحفاظ على الفائدة الحقيقية والعملة تحافظ أسعار الفائدة الحالية على الفائدة الحقيقية عند مستويات جذابة، وتدعم اجتذاب الاستثمارات الأجنبية، وهو أمر مهم في ظل انكماش صافي الأصول الأجنبية بالبنوك، حسب خبراء الاقتصاد بالإضافة إلى ذلك، يدعم السعر المرتفع استقرار الجنيه مقابل العملات الأجنبية، وهو معيار حيوي لسياسة النقد. الاقتصاد المصري يشهد نموًا ملحوظًا جدير بالذكر وبرغم التبعات التضخمية، يشهد الاقتصاد المصري نموًا ملحوظًا، حيث ارتفع الناتج المحلي بنسبة 4.3٪ في الربع الأخير من 2024 إلى 4.7٪ في يونيو 2025 وفي هذا السياق، يرى المركزي أن البيئة الحالية تسمح بصمود نسبي لأسعار الفائدة، ما يمنح البنك وقتا لتقييم أثر الخفض الأخير على النشاط الاقتصادي. البنك المركزي يكشف أسباب تراجع التضخم العام والأساسي في يونيو 2025 كشف البنك المركزي أسباب تراجع التضخم العام والأساسي في يونيو 2025، وهذا بعد الإعلان الأربعاء عن نتائج المعدلات الشهرية للجهاز المركزي للإحصاء والبنك المركزي. أسباب انخفاض التضخم في يونيو وقال البنك المركزي في بيان له إن كل من المعدل السنوي ل التضخم العام والأساسي، انخفض في يونيو 2025 إلى 14.9% و11.4% على التوالي، وهو ما يرجع بشكل رئيسي إلى التطورات الشهرية في التضخم، حيث سجل التضخم العام والأساسي سالب 0.1% وسالب 0.2% على التوالي، الأمر الذي يمكن تفسيره إلى حد كبير بانخفاض أسعار السلع الغذائية واستقرار تضخم السلع غير الغذائية. وأسهمت هذه التطورات المواتية في التضخم العام والأساسي في تحسن توقعات التضخم، وعليه، من المتوقع أن يستقر المعدل السنوي للتضخم العام عند معدلاته الحالية خلال الفترة المتبقية من عام 2025 قبل أن يعاود تراجعه تدريجيا خلال 2026، وهو ما يتوقف على مقدار التغير في أسعار السلع غير الغذائية وعلى إجراءات ضبط أوضاع المالية العامة (كالتغير في الأسعار المحددة إداريا) وتأثيرها على الأسعار المحلية. ومع ذلك، من المحبَّذ التريث في المضي قدما في دورة التيسير النقدي، خاصة وأن هذا النهج يتيح وقتا كافيا لتقييم الآثار المحتملة للتغييرات التشريعية المُعلنة في الآونة الأخيرة ومنها تعديلات ضريبة القيمة المضافة. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا