في الأول من مايو 1945، ومع الساعات الأخيرة للحرب العالمية الثانية، أقدم جوزيف جوبلز، وزير الدعاية في ألمانيا النازية على الانتحار هو وزوجته بعد أن قاما بتسميم أطفالهما الستة وجاء ذلك بعد يوم واحد فقط من انتحار أدولف هتلر، الزعيم النازي، في مشهد يلخص انهيار منظومة كاملة كانت قائمة على السيطرة، والخوف، والتعبئة الدعائية الشاملة. رحلة صعود جوبلز مرعبة، وبدأت بعد هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، حيث استغل الحزب النازي مشاعر الإذلال الوطني الناتجة عن معاهدة فرساي، والانهيار الاقتصادي، والخوف من الشيوعية، ليصعد بسرعة في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، وبينما تولى هتلر مهمة الزعيم الملهم، كان جوبلز هو من يمنحه الصورة والأسطورة. من هو جوزيف جوبلز ؟ ولد جوبلز عام 1897، درس الأدب والفلسفة، وحصل على الدكتوراه، وكان طموحًا، ساخرًا، وبارعًا في الخطابة. التحق بالحزب النازي في 1924، وأصبح مسؤولًا عن الدعاية في برلين، ثم تولى وزارة الدعاية بعد وصول هتلر إلى السلطة عام 1933، ولعب دورًا محوريًا في تحويل وسائل الإعلام الألمانية إلى أدوات طيّعة بيد النظام. أغلق جوبلز الصحف المعارضة، وفرض الرقابة على السينما، وأسس إذاعة الشعب، وجعل من الفن والموسيقى والكتب أدوات لبث الرؤية النازية. كان جوبلز يؤمن بما سمّاه «الكذبة الكبرى»، أي أن تكرار كذبة ضخمة بما يكفي سيجعل الناس يصدقونها في النهاية، واستخدم هذه النظرية لترسيخ كراهية اليهود، وتبرير الغزو والقتل الجماعي، وتحت سيطرته تحولت الدعاية إلى نمط حياة، والنظام النازي إلى دين جديد. مع اقتراب نهاية الحرب، رفض جوبلز كل دعوات الهرب أو الاستسلام، وأصر على الموت بجانب «الفوهرر»، معتبرًا أن لا قيمة للحياة بعد سقوط الرايخ الثالث، وكان بذلك من القلائل الذين ظلوا أوفياء للنظام حتى اللحظة الأخيرة، لكنه ترك وراءه إرثًا من الأكاذيب التي غطت على واحدة من أفظع الجرائم في القرن العشرين.
هكذا تعامل التاريخ مع إرث جوبلز بعد الحرب، تعامل التاريخ بحذر مع ظاهرة جوبلز والدعاية النازية، إذ لم تكن الجرائم النازية مجرد أفعال فردية، بل كانت مدعومة بجهاز دعاية ممنهج أقنع أمة كاملة بجدوى الحرب وأحقية الإبادة، وقد أصبح اسم جوبلز مرادفًا لما يحدث حين يتحول الإعلام إلى سلاح جماعي ضد الحقيقة. في العقود التالية، اعتمدت قوانين تحظر الرموز النازية وخطاب الكراهية في ألمانيا، وتمت دراسة تجربة جوبلز بعناية في كليات الإعلام والسياسة، كتحذير دائم من خطورة الكلمة حين تستخدم لخدمة الطغيان. اليوم وبعد 80 سنة من انتحاره، لا يزال إرث جوبلز حيًّا، لا كمثل يحتذى، بل كجرح تاريخي يذكر العالم بأن أخطر الحروب تبدأ غالبًا من جملة.. لا من رصاصة. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا