في مشهد لاهوتي تتقاطع فيه الرموز والدعوات، تقف الكنيسة القبطية في الثلاثاء من البصخة المقدسة التي لمخلصنا الصالح أمام ثلاث من أعظم أمثال السيد المسيح، وقد رواها بنفسه في أيامه الأخيرة على الأرض، ليوقظ القلب الإنساني من غفلته، ويعلن بوضوح أن مجيئه ليس بعيدًا، بل وشيكًا... وعلى كل إنسان أن يكون مستعدًا. في هذا اليوم، لا تتحدّث الكنيسة عن الأحداث التاريخية فحسب، بل تقود المؤمن إلى مواجهة شخصية عميقة مع ثلاث صور تمثّل أعماق الروح البشرية: مثل العذارى العشر، مثل الوزنات، ومثل عرس الملك. بين الزيت والانتظار المثل الأول، العذارى العشر، يكشف عن التمايز الخفي بين الظاهر والباطن. فالعذارى جميعًا كنّ على السطح متشابهات: متدينات، منتظرات، متهيئات. لكن حين أتى العريس، تبيّن أن نصفهن فقط كنّ يحملن الزيت – وهو رمز الاستعداد الروحي والامتلاء بالنعمة. أما الأخريات، فقد خسرن اللحظة، لا لأنهن أشرار، بل لأنهن أجّلن الاستعداد. الوزنات.. مسؤولية الثقة الإلهية في المثل الثاني، يتجلّى وجه آخر من وجوه المحاسبة الإلهية: الوزنات. أعطى السيد لكل إنسان نصيبًا من الإمكانيات -متفاوتًا، نعم- لكنه موزون بعدالة إلهية مطلقة. السؤال لم يكن: كم أخذت؟، بل ماذا فعلت بما أُعطيت؟ فمن أخفى الوزنة خاف، ومن خاف لم يثمر، ومن لم يثمر خسر الثقة التي منحها له سيده. العرس المرفوض وحين تصبح الانشغالات بابًا للرفض ثم تأتي ذروة المشهد في مثل عرس الملك، حيث يُدعى كثيرون إلى وليمة عظيمة، لكنهم يعتذرون، يتذرّعون بانشغالاتهم، ويرفضون الدعوة – لا بصوت عالٍ، بل بصمت الإهمال. وهنا تظهر المأساة: ليست الخطيئة في الرفض العلني، بل في الانشغال الذي يُقصي الله من جدول اليوم. لا للاستعداد في الظلام وسط هذه الأمثال الثلاثة، يبرز صوت المسيح في خلفية النص، يعلن بهدوء حاسم: "أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ" (يوحنا 8: 12).. لم يقلها لتأكيد لاهوته فحسب، بل ليطمئن القلوب المرتجفة من فكر الدينونة، ويضيء الطريق لكل من يسير في ظلمة الخطية أو قلق الغد.
لعازر، هلم خارجًا لما الحب يتحوّل لعِشرة والسلام
إن دعوة الثلاثاء المقدّس ليست دعوة رعب، بل رجاء. دعوة لأن نعيد ترتيب أولوياتنا، وننظر في مرآة أرواحنا: هل نمتلك الزيت؟ هل نثمر بما لدينا؟ هل نلبّي الدعوة للعرس السماوي؟ الظلمة لن تدوم، والنور حاضر، لا ليكشف عيوبنا فقط، بل ليشفيها. وفي زمن الاستعداد، تبقى الكلمة الأصدق والأعمق: "هو النور.. فلا تبقَ في العتمة." ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا