كشفت مصادر بحزب النور السلفي، أن وفدا من الحزب التقى السفيرة الأمريكية بالقاهرة، آن باترسون، في حضور كل من الدكتور محمد سليم العوا، المرشح الرئاسى السابق، والمستشار طارق البشرى، المفكر الإسلامي، لبحث إمكانية طرح مبادرة جديدة، للخروج من الأزمة السياسية الراهنة. ووفقا للمعلومات التي حصلت عليها «فيتو»، كان الاتفاق على أن تخرج المبادرة بصياغة «العوا»، نظرا لثقة الإخوان في شخصه، وكذلك بدعم سياسي من حزب النور، وبالفعل تم الاتفاق على المبادرة التي يتم تقديمها في لقاء كان مقررا له مع شيخ الأزهر. وكشفت مصادر، أن بوادر التوصل لحل سياسي للأزمة التي تعصف بالبلاد، ظهرت في الأيام الماضية، من خلال الاتصال مع قيادات الإخوان، للوصول إلى حل وخروج آمن لأنصارهم، وعدم دفعهم في مواجهة مع الجيش، وهو ما وافق عليه بعض قيادات الإخوان. من جانبه، أجرى حزب النور، اتصالات مع مؤسسة الأزهر، تؤكد موافقة الإخوان المبدئية على الحوار، على أن يذهب الدكتور يونس مخيون، رئيس الحزب، ونائبه الدكتور بسام الزرقا، لشيخ الأزهر، ويتولى المستشار طارق البشرى والدكتور محمد سليم العوا، تجميع كل المبادرات وصياغتها من جديد، والخروج بمبادرة مناسبة يتم عرضها على السفيرة الأمريكية، وبعض قيادات الجيش والأزهر، تمهيدا للحوار بشأنها، لكن لم تكتمل المبادرة في ذلك الوقت بسبب فض اعتصام أنصار مرسي، بميداني رابعة العدوية والنهضة، وسقوط مئات الشهداء. وقالت مصادر: إن المبادرة والحلول لم تنته بمجرد فض الاعتصام، لافتة إلى أن حزب النور، ومجموعة من الشخصيات الوطنية، تسعى للوصول إلى تسوية مرضية، لإقناع الطرفين بضرورة القبول بالحل السلمي، على أن يتم مطالبة الحكومة بالإقدام على مجموعة من الخطوات لبناء الثقة مع الطرف الآخر، منها إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وإعادة فتح القنوات الإسلامية، وعدم التعرض للمتظاهرين السلميين. في سياق آخر، يسعى حزب النور، إلى أن يكون بديلا مناسبا للإدارة الأمريكية، كحليف إسلامي، بدلا من الإخوان المسلمين، الذين أسقطهم الشعب المصرى، وبدأ ذلك بزيارات متعددة لقيادات الحزب، إلى واشنطن، طوال الفترة الماضية. ويرى «النور» أنه الحزب الوحيد المؤهل ليكون بديلا إسلاميا وحليفا لأمريكا، بما يمنع حل الأحزاب الإسلامية، إذا ما قررت القوات المسلحة، عبر نص دستوري، إصدار مثل هذا القرار. وأكدت مصادر، أن حزب النور أبرز غضبه للسفيرة الأمريكية، من التجاهل الذي يعانيه من الحكومة الحالية، والرغبة في إقصائه من المشهد السياسي، وتجاهل قوته وقدراته، مطالبا الإدارة الأمريكية بأن تكون ضامنة لنزاهة العملية السياسية، دون إقصاء لهم أو لغيرهم من القوى الإسلامية. من جانبها، طالبت السفيرة الأمريكية، حزب النور باستمرار الاتصالات مع قيادات الإخوان، لإنهاء العنف في الشارع، والوصول إلى مصالحه تنهى الأزمة الحالية، كما طالبت الحزب بتبنى خطاب دينى يساعد على عدم انتشار العنف والتطرف، خوفا من ردود الأفعال الغاضبة من الإسلاميين، والتي يمكن أن تطال أمريكا، في المستقبل. في حين طلب «النور» من السفيرة الأمريكية، ضمان عدم حل الأحزاب الإسلامية، الذي ينادي به عدد من الأحزاب المدنية، ومنع إقصاء الإسلاميين، خاصة مع مشاركة الحزب في خارطة الطريق، وموافقته عليها. ووفقا لما سبق، من المقرر أن يجري حزب النور، عددا من اللقاءات، مع قيادات الدعوة السلفية بالإسكندرية، خلال الأيام المقبلة، لإيجاد حلول سياسية، تنهي الأزمة الراهنة، وتحظى بالرضا الأمريكي، وموافقة من القوات المسلحة المصرية.