بعثة مصر للطيران تعقد اجتماعًا تنسيقيًا بجدة استعدادًا لعودة حجاج بيت الله    العدوان على غزة، موقف عمال ميناء مارسيليا يكشف عورة الإدارة الأمريكية    قراركم مخالف، رد رسمي من الزمالك على اتحاد الكرة بشأن عقد زيزو    مدبولي يطلق رسميا خدمات الجيل الخامس في مصر    انضمام ماجد المصري لفريق أبطال الجزء الثاني من فيلم السلم والتعبان    صور أقمار اصطناعية تظهر قاذفات روسية مدمرة بعد هجوم أوكراني بالمسيرات    فيفا يخفض أسعار تذاكر افتتاح كأس العالم للأندية بين الأهلي وإنتر ميامى    أمريكا أبلغت إسرائيل أنها ستستخدم الفيتو ضد مشروع قرار يدعو لوقف إطلاق النار بغزة    نقابة بميناء فرنسى ترفض تحميل حاوية عسكرية متجهة لإسرائيل وتؤكد : لن نشارك بالمجازر المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني    وفد الأقباط الإنجيليين يقدم التهنئة لمحافظ أسوان بمناسبة عيد الأضحى    لبحث سبل التعاون.. نقيب المحامين يلتقي رئيس جامعة جنوب الوادي    مفتي الجمهورية: فلسطين في قلب الضمير الإسلامي والقدس جوهر القضية    طرح البوستر الدعائي ل فيلم "آخر رجل في العالم".. صورة    الإفتاء: صلاة الجمعة يوم العيد الأكمل ويجوز أداؤها ظهراً في هذه الحالة    تكبيرات العيد تتصدر البحث مع اقتراب عيد الأضحى المبارك    الصحة العالمية تقدم نصائح مهمة للحجاج قبل الوقوف على عرفات    «شوفوا وأمِّنوا».. صلاح عبدالله يوجه رسالة لجمهوره بمشهد من مسلسل «حرب الجبالي»    التعليم العالي: «القومي لعلوم البحار» يطلق مبادرة «شواطئ بلا مخلفات بلاستيكية»    عاجل- عودة إنستاباي بعد عطل فنى مؤقت وتوقف التحويلات    يوم التروية يتصدر التريند وبداية مناسك الحج تفتح باب الدعاء    اورنچ مصر تُعلن عن الإطلاق الرسمي لخدمات الجيل الخامس (5G) في السوق المصري    أول رد من الأوقاف بشأن ندب الأئمة.. ماذا قالت؟    كريم محمود عبد العزيز يحيي ذكرى ميلاد والده برسالة مؤثرة    «إحلالٌ.. نعم! إغلاقٌ.. لا!»    مصرع طالب جامعي بطلق ناري في مشاجرة بين عائلتين بقنا    يوم التروية فى الحرم المكى.. دموع ودعاء وتكبير يلامس السماء (صور)    الرقابة المالية تتقدم بمقترحات بشأن المعاملات الضريبية على الأنواع المختلفة لصناديق الاستثمار    منتخب شباب اليد يتوجه إلي بولندا فجر 17 يونيو لخوض بطولة العالم    الوداد المغربى يستعجل رد الزمالك على عرض صلاح مصدق    حريات الصحفيين تطالب بالإفراج عن 22 صحفيا معتقلا بمناسبة عيد الأضحى    أهم أخبار الكويت اليوم الأربعاء.. الأمير يهنئ المواطنين والمقيمين بعيد الأضحى    محمد بن رمضان يعيد أمجاد هانيبال مع الأهلي.. من هو وما قصته؟    قرار عاجل من الزمالك بفسخ عقده لاعبه مقابل 20 ألف دولار    بعد اهتمام برشلونة والنصر.. ليفربول يحسم موقفه من بيع نجم الفريق    القاهرة تستضيف النسخة الرابعة من المؤتمر والمعرض الطبي الإفريقي «صحة إفريقياAfrica Health ExCon»    المفوضية الأوروبية تعطي بلغاريا الضوء الأخضر لاستخدام اليورو    صعب عليهم نسيان الماضي.. 5 أبراج لا يمكنها «تموڤ أون» بسهولة    محمد رمضان يقترب من الانتهاء من تصوير «أسد»    اتفاق تعاون بين «مصر للمعلوماتية» و« لانكستر» البريطانية    سيراميكا كليوباترا يفتح الخزائن لضم «الشحات وعبد القادر»    بعد نشرأخبار كاذبة.. مها الصغير تتقدم ببلاغ رسمي ل«الأعلى للإعلام »    برسالة باكية.. الشيخ يسري عزام يودع جامع عمرو بن العاص بعد قرار الأوقاف بنقله    خُطْبَةُ عِيدِ الأَضْحَى المُبَارَكِ 1446ه    نجم الزمالك السابق: وسط الملعب كلمة السر في مواجهة بيراميدز    رئيس هيئة الاعتماد يعلن نجاح 17 منشأة صحية فى الحصول على اعتماد "جهار"    جامعة القاهرة ترفع درجة الاستعداد القصوى والطوارئ بجميع مستشفياتها    وزيرة خارجية لاتفيا: سنعمل في مجلس الأمن لتعزيز الأمن العالمي وحماية النظام الدولي    تقرير: زوارق إسرائيلية تخطف صيادا من المياه الإقليمية بجنوب لبنان    الصحة: 58 مركزًا لإجراء فحوصات المقبلين على الزواج خلال فترة إجازة عيد الأضحى المبارك    رئيس الوزراء: إزالة تداعيات ما حدث بالإسكندرية تمت فى أقل وقت ممكن    مدبولي: الإعلان عن إطلاق المنصة الرقمية لإصدار التراخيص خلال مؤتمر صحفي    الإسكندرية ترفع حالة الطوارئ بشبكات الصرف الصحي استعدادًا لصلاة عيد الأضحى    مسلم يطرح أغنية جديدة بعنوان "سوء اختيار" من ألبومه الجديد    مد فترة التشطيبات.. مستند جديد يفجر مفاجأة في واقعة قصر ثقافة الطفل بالأقصر    أول تحرك من «الطفولة والأمومة» بعد تداول فيديو لخطبة طفلين على «السوشيال»    البابا تواضروس الثاني يهنئ فضيلة الإمام الأكبر بعيد الأضحى المبارك    مسابقة لشغل 9354 وظيفة معلم مساعد مادة «اللغة الإنجليزية»    رابط نتيجة الشهادة الإعدادية الأزهرية 2025.. الاستعلام برقم الجلوس عبر بوابة الأزهر فور اعتمادها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مستشار الرئيس: الإخوان تصدر العنف وقيادات الجماعة أشبه ب "كهنة المعبد" .. "حجازي": 12 ألف إرهابي متواجدون بسيناء .. "المعزول" كان رئيساً ل "جمهورية مبارك" ب "لحية" .. ويؤكد: لا تراجع
نشر في فيتو يوم 13 - 08 - 2013

قال الدكتور مصطفى حجازي، المستشار السياسي للرئيس المؤقت عدلي منصور، إن "جماعة الإخوان تصدر العنف وترهب المجتمع وتمتلك حرية حركتها داخل وخارج أطر تجمعاتها غير السلمية"، مضيفاً أن "هذا أمر يضع علينا، كدولة وكإدارة، الكثير من الغضب الشعبي، ولكن لدينا التزاما أخلاقيا بأن من لم يثبت في حقه جريمة فلن نلاحقه".
وأضاف "حجازي" في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، أن "هناك مصريين أصبح محرما عليهم أن يتحركوا على أرض مصرية تخصهم؛ فسكان عمارات رابعة يتم تفتيشهم ذاتيا من معتصمي جماعة الإخوان حين يتحركون للدخول لبيوتهم، ويتم ترويعهم إذا بدا منهم عدم ارتياح لما يحدث في مقر الاعتصام، كما أن جامعة القاهرة الآن محاصرة بمعتصمين من الإخوان وتمثال نهضة مصر تم الاعتداء عليه وتم تكسير أجزاء منه".
وإلي نص الحوار:-
* كيف كانت تجري الاتصالات.. هل كان المبعوثون الدوليون يذهبون مثلا إلى رابعة العدوية؟
- اللقاءات كانت عادة في فنادق القاهرة الكبرى، وهذا دليل على، أو دحض لحجة غير صحيحة تقول إن هناك ملاحقات أمنية وتقليصا لحركة جماعة الإخوان أو الضغط عليها. هذا أمر غير صحيح.. بدليل أن قياداتهم التي لم يثبت في حقها أية جرائم تتحرك بحرية شديدة وتقابل من تريد أن تقابله ويتحدثون معه لأي عدد من الساعات ، بينما قد يكون المصري العادي الآن ممنوعا من التحرك بحرية في مكان مثل رابعة العدوية. هذا أمر لا بد أن يعرفه الناس.. هناك مصريون أصبح محرما عليهم أن يتحركوا على أرض مصرية تخصهم. سكان عمارات رابعة يتم تفتيشهم ذاتيا (من معتصمي جماعة الإخوان) حين يتحركون للدخول لبيوتهم. ويتم ترويعهم إذا بدا منهم عدم ارتياح لما يحدث (في مقر الاعتصام). كما أن جامعة القاهرة الآن محاصرة (بمعتصمين من الإخوان) وتمثال نهضة مصر (أمام جامعة القاهرة) تم الاعتداء عليه وتم تكسير أجزاء منه. نحن لدينا جماعة تصدر العنف وترهب المجتمع وتمتلك حرية حركتها داخل وخارج أطر تجمعاتها غير السلمية، وهذا أمر يضع علينا، كدولة وكإدارة، الكثير من الغضب الشعبي، ولكن لدينا التزام أخلاقي بأن من لم يثبت في حقه جريمة فلن نلاحقه. وأرجو أن يكون هذا الكلام واضحا.
* في هذه الاتصالات أو في المبادرات المحلية ألا توجد أي مرونة (من الإخوان)؟
- للأسف لا توجد. للأسف الشديد كان التصور من جانب جماعة الإخوان المسلمين أن هناك رأيا عاما عالميا يريد أن يدعمهم على تصور خاطئ بأن ما حدث في مصر انقلاب عسكري، لكن حين اتضحت الصورة بأنها ثورة شعبية تجلت على مراحل في 30 يونيو و3 يوليو و26 يوليو، أصبح الأمر الآن أن هناك حقائق جديدة، لكن الغريب في الموضوع أنه رغم هذا، ورغم الحقائق المؤكدة، والكلام المباشر من الجهات الغربية كلها لهم، بأنهم يجب أن يلتحقوا بالمستقبل وعليهم أن يفضوا هذا الاعتصام الذي أرى أنه اعتصام في الزمان وليس اعتصاما في المكان، في رابعة العدوية..
ففي هذه اللحظة تريد جماعة الإخوان المسلمين أن تبقى ممسكة بهده اللحظة وأن ترهن هذا البلد وأن تربك حركته. وما أطلبه منهم هو أن يخرجوا من هذا الاعتصام ومن هذا الوجود والتجمع، ليس من رابعة العدوية إلى بيوتهم، ولكن من رابعة العدوية إلى المستقبل. عليهم أن يخرجوا من هذه اللحظة الساكنة إلى المستقبل وأن يلتحقوا بهذا الشعب كجزء من المجتمع وجزء من العملية السياسية وصناعة الدستور.. لهم مقعد أو لهم موقع. مكتوب هكذا من لجنة الخمسين، عليهم أن يتقدموا مثلهم مثل التيار الليبرالي. التيار الإسلامي له عدد من المقاعد عليهم أن يتقدموا لها. طلبنا منهم أن يحضروا في إطار (تشكيل) العدالة الانتقالية ولم يحضروا. رفضوا الحضور، وأنا تحدثت معهم بنفسي. ، على المستوى الشخصي قمت بعدد كبير من محاولات التواصل، ليست بالضرورة مباشرة، ولكن من خلال أطراف تفهم حقيقة اللحظة، وتريد أن تعينهم على عدم المضي في عدم الرشد أو المضي في الغي بلا منطق. يعني فكرة الإصرار على أن هناك عقارب ساعة تعود إلى الوراء وأن هناك ضرورة بأن ما يريدونه يجب أن يحدث الآن.. وفكرة النكاية بالشعب المصري وإشعار الشعب المصري بأنه أخطأ وأجرم في حق نفسه حين نبذ حكم الإخوان.. وفكرة دفاعهم عن فشلهم بالجرم وعن الجرم بالإثم. أنا في تقديري أن طريقة تفكيرهم (الإخوان) لم تختلف على مدار سنة أو أكثر، والآن أصبح لها أسباب أكبر.. هم يفكرون عادة بغريزة البقاء. الفكر دائما أن كل من هو خارج أسوار التنظيم هو عدو لهم. وهذا قلته قبل انتخاب محمد مرسي رئيسا.. (الإخوان) يعرفون أن بقاءهم في خطر، وهذا أمر مقطوع به، على عكس العام الماضي.. لم يكن بقاؤهم في خطر، بالعكس هم الذين تسببوا في هذه النهاية لأنفسهم. الآن بقاؤهم في خطر ليس لأنه عدو للدولة ولكن لأنه يعادي شعبا. وقد جربوا الحظر القانوني الذي يمكن أن يمنحهم التعاطف الشعبي، لكن ما هم بصدده الآن هو الوصول إلى حظر مجتمعي مآله أن ينبذوا من المجتمع، وهذا هو ما يرونه الآن. والدفاع عن فكرة حظر مجتمعي بمزيد من الاحتكاك بالمجتمع أو بترويع المجتمع يزيد الفجوة. الأخطر أنهم (الإخوان) يستخدمون سياسة وضع الدماء على مائدة المفاوضات.. أي فكرة إعادة إنتاج المظلومية التاريخية. هي جماعة عاشت 80 سنة على ثنائية اسمها المظلومية والكفاءة التي لم تجرب. أي أنها جماعة مظلومة ومضطهدة، وأنها جماعة لديها كفاءات كبيرة لكنها لم تُعط الفرصة. وفي سنة واحدة بدا أنها جماعة ليست مظلومة ولا مضطهدة وإنما جماعة مستبدة.. جماعة فاشية، وعلى الجانب الآخر، وهو الأخطر، أنه تبدى الفشل التام وأنه ليس لديهم كفاءة من أي نوع.. هو يحاول أن ينتج المظلومية مرة أخرى بقدر كثيف من الدماء من خلال محاولة الاصطدام بالمجتمع أملا في أن تراق دماء وهو يلوي الحقائق لدرجة أنني أتصور أنهم وصلوا إلى خط فاصل ما بين الحقيقة والضلال، بل ربما تجاوزوا هذا الخط، مثل انتظار معجزات تشبه عودة المهدي المنتظر أو الإمام الغائب أو عندما يكون لديه مظاهرة فيها 100 شخص يطلق عليها مليونية وفي حالة وجود 20 مليونا (من معارضي الإخوان) في الشارع ينكر ذلك.
* هل الإخوان كلهم نفس الاتجاه.. عادة في مثل هذه الأحداث تحدث انشقاقات أو اتجاهات وما إلى ذلك؟
- سأجيب بتفسيرين الأول جيلي والثاني بطبيعة الارتباط بالفكرة، فنحن نتحدث عن ثلاثة أمور في الإخوان التنظيم والجماعة والفكرة، أهل الفكرة في الإخوان بسطاء يريدون أن يعيشوا بفكرة الإسلام في حياتهم وهؤلاء في أغلب الأحيان مخدوعون ولكن الأقرب إلى تدارك أنفسهم بشكل أو آخر، أهل الجماعة يتصورون أن الطريق إلى الله لن يكون إلا بالارتباط بهذه الجماعة، أهل التنظيم هم المجموعة التي تبني إطارا لا هو دولة ولا هو جماعة دينية أو منظمة أو جريمة منظمة ولا هي ميليشيا، هي مسألة بين بين، وهي جماعة مصالح لديها تصور لاستخدام الدين كفلسفة للوصول إلى مصالحها، وأنا أري أنها أقرب إلى حالة لاكوزا نوسترا وهي الجريمة المنظمة التي تبدأ بما يسمى الهدف المشترك وهو أن يكون هناك تنظيم للحفاظ على مصالح العائلة فيتحول التنظيم بعد فترة إلى أنه لو حدث تضاد بين مصالح التنظيم والعائلة تتقدم مصلحة التنظيم على العائلة وهذا ما حدث، كان هناك هدف مشترك لنصرة الإسلام فأقيمت جماعة وتنظيم لنصرته، وعندما حدث تضارب تقدم مصلحة التنظيم باستخدام تأويلات ما أنزل الله بها من سلطان.
على مستوى القيادات جيليا توجد ثلاثة مستويات من القيادة توجد قيادات تاريخية تقليدية وهم كهنة المعبد كما يسمون وهذه قيادات تنتمي إلى عصر الصناعة بمعنى أشبه بأنه لو قدر للينين أو ستالين أن يعيشا حتى يومنا هذا سينتمون إلى هذه الفكرة بطبيعة عصرها، وهي فكرة بدأت في عصر الصناعة مع حسن البنا والتفكير القطبي، هذه القيادات لا يمكن أن تكون طرفا في صياغة مستقبل لأن طريقة تفكيرها ومحددات عقلها تنتمي إلى عصر مضى، وهي الأكثر تورطا في أعمال العنف والقتل، المستوى الثاني هو القيادات الوسطية وهي أكثر انفتاحا لكنها موجودة في إطار الجماعة فحركتهم رغم ما لديهم من قدر من العقل والرشد مقيدة بهؤلاء الكهنة الموجودين فوقهم، توجد أيضا قواعد مفتوحة تنتمي إلى عصر جديد تماما هو عصر ما بعد المعلوماتية شباب «الفيس بوك» وإلى آخره.. هؤلاء في صراع نفسي فهم لا يستطيعون أن يكونوا إخوان الستينات والسبعينات الذي يتبع القائد سمعا وطاعة ولا يستطيع أن يتغافل عن أنه ابن العصر الذي يعيشه والذي يتسم بنوع من أنواع التقييم للمواقف والمبادئ ثانية بثانية.
فالرأسمالية والشيوعية والاشتراكية حينما نشأت جاء معها ما يسمى بالإسلاموية، وقتها كان من الممكن أن تحيا بنفس المعايير التي عاشت بها النازية والفاشية، أي أن هناك سمعا وطاعة، وهناك عقل جمعي لا يفكر.. هناك حالة من حالات التنميط.
استلزم الأمر 70 عاما حتى تفشل الشيوعية وتتغير الرأسمالية ويسقط حائط برلين، نحن في عصر لو قرر فيه ماركس ولينين أن يؤسسا تجربتهما مرة أخرى لن تحيا هذه التجربة أكثر من عام أو اثنين لسبب أن البيئة الحالية تقيم الأفكار على مدار الثانية وليس الساعة، ولأن الشاب الموجود الآن لديه فيض من المعلومات أعطاه معيارا عقليا يقوم بتقييم المعلومة أو الطرح على مدار الثانية ويرد فورا بأن هذا مقبول أو غير مقبول، وقد طالبنا هذه المجموعة من قواعد الإخوان كثيرا بأن يؤسسوا لتجربة جديدة ولتكن في إطار الفكرة الأم ولكن تكون بمعايير وأدوات مختلفة تماما، جماعة الإخوان تنتمي إلى عصر مضى، وسبب بقائهم في مصر هو أننا لم ننتقل بعد إلى عصر ما بعد الصناعة، كنا داخل الإطار القديم، ولم نفعل حتى أدوات الصناعة. الحزب السياسي في مصر لم تفعله الأدوات التقليدية في فكرة الانتماء للآيديولوجيا كنا لا زلنا مهتمين بها جدا، هم عاشوا هذا العصر الذي كان يزاح، وكان 11 فبراير عام 2011 إيذانا بدخول مصر العصر الجديد. دولة مبارك أخذت 30 عاما كدولة مماليك حتى تسقط، ودولة الإخوان أخذت عاما وهي أرادت استخدام أدوات مبارك بخطأ أنها تصورت أن الشعب هو نفس الشعب.
* هذا يعني أن الطريق مسدود معهم؟
- لا نحن على مستوى الدولة والشعب نفتح ذراعينا لكن بشروط الشعب.. عليهم أن يقرروا إلى أي مدى عليهم أن ينخرطوا مع المصريين في المستقبل فكرة التترس في الزمان هذه لن تساعد.
* إذن لم يحدث هذا؟
- ليس بالضرورة.. نتمنى أن يعودوا في أي مرحلة من مراحل المرحلة الانتقالية، فكرة التفاعل لم تبدأ بعد لكن مكانهم محفوظ في العدالة الانتقالية ولا يزال مكانهم محفوظا في لجنة الخمسين الخاصة بالدستور أتمنى أن يعدوا أنفسهم لذلك قبل تشكيل اللجنة، ولا يزال مكانهم مفتوحا في كل وقت لممارسة الحياة السياسية والدخول في انتخابات برلمانية ورئاسية واستخدام حزبهم وهو حزب مغلق..
* وإذا رفضوا هل تمضي المرحلة الانتقالية دون مشاركتهم؟
- لا أتمنى ذلك، لكن على المستوى التطبيقي والعملي وارد.. لكن على المستوى الإنساني لا نرغب في ذلك، على المستوى التطبيقي والعملي هناك فصيل يريد أن ينفصل عن بقية المجتمع هذا شأنه هناك قطاعات في أميركا منفصلة تماما عن بقية المجتمع، توجد مجتمعات تحيا هكذا لكن هي ليست الصورة الأمثل.
ونحن نستنفد كل الوسائل الممكنة للوصول إلى حلول منطقية ولا أقول سلمية لأن الحلول ستكون سلمية في كل الأحوال ولا أتصور أن أحدا لديه قدرة على رهن حركة مجتمع أو ابتزاز دولة، في استقبال الوفود الأجنبية أردنا أن نعطي مساحة، أردنا أن يكونوا شهودا على الطبيعة حتى لا تنقل صورة مغلوطة وأعتقد أن الدبلوماسية المصرية نجحت بشكل جديد في أنها أتاحت بقدر كبير من الشفافية بما في ذلك الزيارات لمرسي نفسه لوفود حقوقية وأفريقية ودولية أننا ليس لدينا ما نخفيه.
عليكم أن تقرروا الحقائق كما ترونها، عليكم أن تروا من هو الطرف المتعنت، علينا أن نسمي الأمور بأسمائها، فنحن لسنا بصدد حكومة معارضة أو فصيلين سياسيين في حالة خلاف سياسي، نحن لدينا دولة بكل أطيافها وشعب بكل أطيافه وفصيل لديه مشكلة مع تصورات المستقبل.. هذه كانت نقطة محورية كنا نريدهم أن يروها هكذا، كان هناك تضليل كثير يحدث بأن هناك كفتين متعادلتين وأنه خلاف سياسي بين الإخوان والليبراليين، كل هذا ليس له مكان من الصحة، لذلك أعطينا المجال اختيارا للجهود الدبلوماسية الدولية أن تؤتي ثمارها، وتحركت هذه الجهود بأريحية شديدة وأعطيت كل الدعم منا حتى في بعض الأمور كانت لدينا فيها تحفظات، ولكن من باب الشفافية سمحنا بها مثل زيارة خيرت الشاطر.
فحين طلب هذا الأمر قلنا إن المنطقي هو طلب مقابلة شخصية مثل المرشد، خاصة أنه موجود في الخارج لكن حين وجد تصور أو إصرار على أن خيرت هو الشخصية الأقوى التي تملك مفاتيح الجماعة سمحنا بزيارته، هذه علامة حسن نوايا من الدولة، هذه الجهود لم تكن مفروضة على الدولة المصرية هي جهود طلبت وسمحنا بها وترك لها المجال حتى تؤتي ثمارها، وهي في الحقيقة ليست وساطة، وإنما تبصرة تنظيم الإخوان المسلمين بحقائق الأمور، لم ولن توجد أطروحة لحل أزمة مصرية من خارج السياق المصري، والأطراف الغربية في تقديرها للموقف تقرأه معنا حرفا بحرف لا يوجد أي اختلاف في تقدير الموقف على الأرض بيننا وبينهم إطلاقا.. سألهم بعض السفراء والمبعوثين ماذا تنتظرون من البقاء في رابعة العدوية؟ فكانت الإجابة هي الخوف من المستقبل، طيب كل المصريين خائفون من المستقبل انخرطوا فيه لكي تصنعوا المستقبل.
* إذا استمر الجمود ماذا سيحدث مع الاعتصامين، ولماذا يكون دائما في الحالة المصرية في مواجهات الأمن مع محتجين عدد كبير من الضحايا بينما في بقية العالم تحدث احتجاجات ضخمة وتواجهها الشرطة ولا يكون فيها ضحايا بهذا الحجم؟
- الأمر لا يعني في المقابل الاقتحام أو استخدام القوة المفرطة، حين نقول تستخدم الدولة أدواتها في فرض الأمن وحماية مواطنيها وإعادة الاستقرار للشارع الأدوات كثيرة ليست بالضرورة القتل أو الاقتحام أو ما شابه فلدينا تدرج في المسألة، ونتمنى أن ينتهي الأمر إلى حفظ سلامة كل إنسان على أرض مصر ليس في هذه البقعة فقط، أما بالنسبة إلى الشق الثاني من السؤال فالاحتجاجات التي شهدها العالم أخيرا سواء في أوروبا أو وول ستريت تختلف عن التجمعين هنا فهما غير سلميين، ففي أوروبا وول ستريت لم يكن هناك آر بي جي أو مدافع آلية ومدافع مضادة للطائرات. هنا هو يريد أن يحتك به لكي يدخل في معركة تصل إلى مقتله.
ورغم تحسبنا لمثل هذه الأمور فإننا لا زلنا نطمح أن هناك جهودا ستقوم بها الجهات الأمنية المصرية في تخفيف حدة التوتر وضبط درجة الحرارة للوصول بنا جميعا إلى حالة من القدرة على الحديث والقدرة على الأقل على تمثل العقل والرشد فقد طلبنا من الجميع أن ينبذ العنف ويضع سلاحه، على الإخوان وقف العنف ووقف حديث الكراهية والتحريض، أن يغلقوا هذه المنصة التي يسب من عليها الشعب المصري كل يوم، وأن يقوموا بتسليم الأسلحة الموجودة في النهضة ورابعة وأماكن أخرى.. نتحدث بعقل وقلب مفتوحين أننا شركاء في لحظة مستقبل، كما نأمل أن تستخدم قوات الأمن أساليب أكثر احترافية وأقل صداما، وإن كان الأمر لن يخلو من قدر من الاحتكاك والعنف، لا يجب أن يكون مفرطا، إلى أي مدى يمكن أن يتحقق ذلك في تجمعي رابعة والنهضة هذا يتوقف على رد فعل من يوجد في داخل الاعتصام، فقوات مكافحة الشغب المصرية ليس لديها تسليح سوى العصي والقنابل المسيلة للدموع والمياه. وكمثال فإن ما وقع في حادثة الحرس الجمهوري أنه قتل ضابط بطلقة حية من فوق عمارة، وهناك قواعد للاشتباك لها تسلسل.
* كيف تصل أسلحة بهذا الشكل إلى اعتصامين في غياب الدولة؟
- هناك فترة حدث فيهم نوع من السيولة الشديدة في الحالة المصرية منذ سقوط الشرطة تقريبا يوم 28 يناير2011، وبالتالي أصبحنا أمام دولة دون أجهزة أمنية لمدة عامين، إضافة إلى دخول كميات كبيرة ونوعية من السلاح عبر ليبيا والتي تعتبر مخزن سلاح مفتوحا مع وجود متطرفين ووجود ارتباط آيديولوجي ما بينهم وبين متطرفين آخرين عبر الحدود، وبالتالي اتسع نطاق تهريب السلاح من ليبيا إلى مصر مع وجود قدر من السيولة المجتمعية، وكان الرئيس المصري المعزول أحد الأسباب الحقيقية لما يحدث في سيناء بزيادة عدد الإرهابيين من مجموعة لا تتجاوز المئات إلى مجموعة تتجاوز ال12 ألف إرهابي من خلال إصدار العفو العام والخروج من السجون وقدوم بعضهم من أفغانستان ومناطق أخرى حتى وصل الأمر في سيناء يوميا لسقوط ضحايا بين الجنود والشرطة أكثر من 20 قتيلا وجريحا. والسؤال: من يقتل هؤلاء؟ والإجابة: هم مجموعات إرهابية وجدت تحت سمع وبصر تنظيم الإخوان المسلمين وكان يهدد بهم الدولة المصرية واستخدم هذا الأمر–دون القفز على نتائج التحقيقات–في خطف جنود، وقتل جنود..
وعندما يخرج شخص مثل محمد البلتاجي ويعلن ربطا شرطيا مباشرا بين انتهاء الأحداث في سيناء في اليوم التالي لتحقيق مآرب ما يطالب به معتصمو رابعة العدوية ، هذا يدل على أن ما يحدث في النهضة ورابعة العدوية هو الظهير السياسي والتنظمي لكل الذي يحدث في سيناء، ونحن لا نتحدث عن حالة ليست منفصلة عن بعضها البعض، وعندما قيل إن الشعب المصري ضد الإرهاب يوم 26 يوليو نحن نقصد هذا المعنى المراد، وقضية أننا لسنا بصدد بقعتي اعتصام وتجمع وحينما تنتهي يكون الأمر منتهيا، لا نحن لدينا مسار أو معركة ممتدة أشبه بحرب استنزاف قصيرة ضد من يريد أن يحول مصر إلى دولة فاشلة.
* ذكرت وجود عدد ضخم من العناصر الإرهابية الذي وصل إلى 12 ألفا وهذا أمر ليس سهلا؟
- الأمر يحتاج إلى: أولا معرفة نوع العدو الذي نتعامل معه وأن نكون قادرين على إنهاء هذه الحرب وسوف نكون كذلك إن شاء الله.
* وماذا عن العلاقة مع الجانب الآخر من الحدود وحماس تحديدا والتي أصبحت طرفا مباشرا في الشأن الداخلي، كيف ستتعامل معهم الدولة المصرية مستقبلا؟
- أعتقد الدولة المصرية مستقبلا سوف تتعامل معهم بنفس القدر الموجود ومعرفة حجم المسؤولية لكل طرف فيما يتعلق بالقضية ونحن نرعاها منذ نشأتها ونعرف أن هناك أحيانا نوعا من أنواع الشطط وخروجا عن المعهود والطبيعي والمنطقي ولكن نتعامل معه بقدر كبير من الحكمة، ومن محاولات أن تعود الأطراف الأخرى إلى طبيعتها وأن تكون طرفا مفيدا لقضيتها الفلسطينية بالدرجة الأولى ولا تتصرف أو تورط نفسها في أمور من شأنها أن توجد في موقف محرج خاصة أن غزة ليست حماس فقط وصحيح أنها من يمتلك زمام الأمر في غزة لكن هناك الشعب الفلسطيني في غزة ولا نريد أن نأخذه بجريرة أحد.
* هناك من يصف الوضع في مصر بأنه في الجمهورية الثانية كيف ترى أنت هل مصر في الجمهورية الثانية أم الثالثة؟
- نحن في الجمهورية الأولى لأن جمهورية مرسي هي جمهورية مبارك تماما، والفارق هو اللحية وقد تكون الأسوأ وفي الآخر ستكون الجمهورية الجديدة وهو ما نؤسس له حاليا ولذلك أنا أتحفظ على تسمية المرحلة الراهنة بأنها مرحلة انتقالية وأرى أنها المرحلة التأسيسية، ووضع أسس لجمهورية جديدة ومستقبل جديد، أي أساس جديد لشكل مجتمع جديد ولوطن هو موجود وإنما نريد إعادة تعريفه.
* هل أنت متفائل أن المرحلة الانتقالية سوف تتم خلال التسعة أشهر أم سوف تستغرق وقتا أكبر؟
- سوف تتم في وقتها وعلى أسس صحيحة وأتصور أن الأساس الصحيح لبناء المستقبل موجود على الأرض وهناك جزء في الأساس الصحيح وهو إعادة إحياء التيار الرئيس المصري بمعنى أن تعاد فكرة تعريف الوطن في داخلنا مرة ثانية، لأننا نغالب الأوطان البديلة التي صنعناها–أن المسجد وطن وأن الكنيسة وطن والجماعة وطن والمنزل وطن–وقد حدث تقدم لا بأس به خلال العامين الماضيين.
ونقصد التطور الذاتي وجزءا من النضج في داخل المجتمع وحتى لا تكون ضمانته الوحيدة وجود وثائق دستورية جيدة وإنما يكون داخل المواطن وقد حدث هذا يوم 30 يونيو عندما تفاعل المواطنون مع حقهم عما يريدون الوصول إليه وكانت بالتأكيد جارفة في المقارنة يوم 25 يناير، وبقي أن نوطن أنفسنا على كيف نملك هذا الوطن، هناك مثلا بعض الناس تفهم هذا على أنه تمكين فريقي أو فيصلى والبعض ينظر إلى شراكة مفتوحة، وأتصور أنه بعد أربع أو خمس سنوات سيكون هناك ملمح آخر لهذه الدولة، والأمر الآخر الذي أعكف عليه هو أن يوجد لدينا ما يسمى بإطار ذهني للشباب–مفوضية للشباب تكون مهمتها تمكين الشباب من العمل على الوصول إلى كرسي السلطة والقدرة على النجاح حال الوصول إلى هذا الكرسي–وأن نحاول معهم العمل في إطار مسألة الديمقراطية إلى الجدارة والقدرة على تقديم نتيجة وهذه تحتاج إلى عام آخر أو عامين أو ثلاثة وستأخذ جهدا لأنها تعتمد على تفاهم المجتمع معنا وهذا هو الطريق.
نحن لدينا خارطة مستقبل واضحة جدا، نسير فيها بجد شديد.. حققنا فيها خطوات ونحقق فيها خطوات أخرى. نحن الآن بصدد الإعلان عن معايير تشكيل لجنة الخمسين، وهي الجزء الآخر من لجان الدستور. اللجنة الأولى، وهي لجنة الخبراء تشكلت وقطعت شوطا قد يكون أكثر من خمسين في المائة من عملها. لدينا الآن حركة ومسار تجاه المستقبل يتحرك بثقة شديدة جدا وبوضوح شديد جدا.
ولجنة الخمسين الخاصة بالدستور، وهي لجنة تعبر عن مصر بكل التنوع الموجود فيها. الأهم تدارك الخطأ المبدئي الذي كان موجودا في مرحلة الانتقال الأولى، والتي بني عليها كل باطل سياسي حدث بعد ذلك حين اختزل تمثيل الشعب المصري في مجموعة من القوى السياسية فقط، وهذا الأمر في الحقيقة غير صحيح. الشعب المصري (ينبغي أن) يمثل بقواه الحية.. بطوائفه بأبنائه بمثقفيه وشبابه ونسائه.. إلى آخره.
وهذا الأمر الذي نصر عليه منذ اللحظة الأولى في مستويين أو أمرين. في ما يسمى بلجنة أو مفوضية العدالة الانتقالية والمصالحة، و(في) أن يمثل هذا الشعب وأن يعبر عنه بصدق، لأنني أؤمن شخصيا بأنه لا يوجد تمثيل بمعنى التمثيل الرمزي ولكن يوجد ما يسمى بصدق التعبير عن الشعب.. صدق التعبير عن الشعب يعني أنه يلزم أن تكون كل قطاعات هذا الشعب ممثلة بشكل صحيح مهما كان الاختلاف في الأعداد والنسب، لكن في النهاية، يوجد هذا المجتمع كقطاع عرضي منه موجود في لحظة العدالة الانتقالية وكذلك في كتابة الدستور. وعليه لجنة الخمسين تتحدث عن المجتمع المصري على إطلاقه، وعلى اتساعه.. تتحدث عن مثقفيه عن شبابه.. عن الأزهر وعن الكنيسة وعن الجيش وعن الشرطة وعن النقابات المهنية وعن الاتحادات النوعية وعن المناطق الجغرافية.. عن سيناء وعن النوبة، وعن الشخصيات العامة، وعن وزن هذه الشخصيات الدولي، مثال مجدي يعقوب (جراح القلب المصري العالمي) وغيره. لجنة الخمسين تمثل مصر الحقيقية ولكن ليست لجنة سياسية. حين يوجد السياسيون فيها يوجدون في مساحة وجودهم في المجتمع.. هي قوى تمثل التيارات السياسية الأربعة، ما بين ليبرالي وإسلامي ويساري وقومي.. كلهم موجودون، لكن بعدد يمثل نسبة القوى السياسية الفاعلة داخل المجتمع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.