سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مستشار الرئيس: اعتصام الإخوان فى الزمان وليس المكان.. "حجازي": الأطراف الدولية لا تقوم بجهود وساطة.. و"30 يونيو" فرض واقعا جديدا.. حشود رابعة والنهضة تسعى لإرباك الوطن
رفض الدكتور مصطفى حجازي مستشار الرئيس للشئون الإستراتيجية وصف الجهود التى تقوم بها حاليا بعض الأطراف الدولية والعربية في المشهد السياسي المصري بأنها جهود وساطة، مؤكدا أنها ليست جهود إدارة مفاوضات أو جهود الغرض منها قيام طرف خارجي أيا من كان بتقديم تصوره هو لإيجاد حل لما يحدث في الشارع المصري من تجمعات وصلت لحالة عدم السلمية بكل المقاييس. وقال: " إن حقيقة الأمر هو أن لدينا أطرافا دولية، شركاء في المجتمع الدولى، حريصين على أن يقفوا على حقيقة الأزمة عن قرب". وأضاف "أن هذه الأطراف فى أغلب الأحوال لديها علاقات مع الطرف الموجود فى الشارع وهم "الإخوان المسلمين" تحديدا، لديهم نوع من العلاقات السابقة التى قد تعين فى تبصير التيار الإسلامى السياسي بحقائق يريد التيار أن يتغافل عنها، أو قد يكون فى بعض الأحيان لا يرى بعضها، ومن ثم فإنه يمكن تسمية تلك الجهود بأنها جهود تبصرة أي للوقوف علي حقائق الأمور للطرف الخارجى من الدرجة الأولى ومجتمعه وإعلامه، ثم محاولة مساعدة الطرف المتعنت الموجود فى الشارع الذى هو طرف الإخوان المسلمين من خلال ما لديهم من ولاءات لهذه الجهات لأنهم في بعض الأحوال لا يريدون أن يسمعوا حقائق الأمور دون تزيد أو خيالات". وعما إذا كانت الجهود تقتصر علي محاولة فض الاعتصامات أم الهدف هو إيجاد صيغة لانخراط الإخوان في المشهد السياسي الجديد في مصر، قال المستشار السياسي لرئيس الجمهورية :"إن القراءة الصحيحة أن هناك واقعا مصريا جديدا بعد 30 يونيو ، هذا الواقع جاء بشروطه وهى شروط ملزمة لنا جميعا كمصريين لا يستطيع أحد أن يملي شروطه هو على المستقبل خاصة إذا كان هو الماضي الذي تم إنهاؤه بهذا المستقبل الجديد وعليه فإن لدينا ما يمكن أن نطلق عليه "اعتصام فى الزمان" وليس "اعتصام فى المكان" . وتابع قائلا: "هناك مجموعة تريد أن تعتصم في الزمان وأن تبقى في هذه النقطة من الزمان ولا تريد أن تخرج منها، وتكتيكاتها في عدم الخروج منها هو أن تعيد إنتاج حالة الضحية التى تمثلتها لعقود طويلة وأن تبدأ فى محاولة مساومة وابتزاز المجتمع على خلفية هذه الحالة الجديدة من التضحية". وأضاف: "إذا قرأنا الأمور على حقيقتها تبقى الحشود المتجمعة فى رابعة أو في النهضة ليست موجودة بغرض إيجاد صيغة للالتحاق بحياة سياسية لكن بغرض إيجاد صيغة لإرباك حياة وطن ومستقبله وبالتالى التعامل معها من قبل الدولة ينطلق من هذه الحقيقة". وأوضح أنه في ضوء تلك الحقيقة نحاول أن نعين هؤلاء المواطنين على الخروج من هذا الاعتصام في الزمان أو هذا التجمع في الزمان وليس في المكان ونطلب منهم أن يعوا الحقائق التى تقول أن هناك شروطا للمستقبل سميت خارطة مستقبل. وقال: "المصريون كلهم بشكل أو بآخر أقروا بها، وهناك شروط للتعايش داخل أى مجتمع يلزم أن نقر بها جميعا وهي نبذ العنف ..ألا يحمل أحد السلاح في وجه الدولة أو المجتمع ...ألا يتصور أحد أنه يملك حقوقا في هذا المجتمع أكثر من بقية أبنائه .. كلنا مواطنون لنا نفس الحقوق وعلينا نفس الواجبات ...ألا نتصور أن انطلاقنا حيال المستقبل سيسير على أى قاعدة أخرى غير أننا مواطنون مصريون أحرار ولا يوجد أى فارق بيننا بادعاء نظرية نضال أو تصور لتضحية يراد لها أن تأخذ مقابل من المجتمع". واستطرد: " نريد لحظة يخرج فيها هؤلاء المواطنون لا أقول إلى منازلهم وحسب وإنما ليخرجوا معنا إلى المستقبل ليس في عملية سياسية ولكن في عملية مصالحة تاريخية مع أنفسنا فيما يسمى بالعدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية بالمعنى المفتوح ليس المصالحة بمعنى المصالحة بين فصيلين سياسيين ولكن المصالحة مع النفس كيف سنحيى قيم الحرية والعدل والكرامة التى تنادينا بها داخل هذا المجتمع .. هذا أمر يحتاج إلى مصالحة مع النفس بعد نظام شمولى عشنا فيه أكثر من خمسين عاما فالمطلوب هو أن يكونوا شركاء مع كل أطياف المجتمع كل حسب قدرته وكل حسب حقه في هذا المجتمع ". وأوضح أن أكبر غلطة ممكن نرتكبها أننا حين نريد أن نعبر هذا المعبر ما بين الشمولية والديمقراطية وبين المجتمع المغلق والمجتمع الذي يخص كل أبنائه يلزم أن نعرف أن هذا الأمر يحتاج إلى نية مقررة سلفا أننا نريد أن نذهب إلى هذا المستقبل بقواعد هذا المستقبل ، كلنا متساوون كلنا مصريون ، لا يوجد فرق بيننا لا يوجد من هو أرقى من الآخر لأنه ينتمى إلى فصيل إسلام سياسي أو غيره الأمر الأخطر من فكرة نبذ العنف فكرة ألا ننتهى إلى استخدام العنف في المجتمع". وأشار مستشار رئيس الجمهورية للشئون الإستراتيجية أن الإخوان في حقيقة الأمر لم يقبلوا بالديمقراطية بل إنهم اختزلوا العملية الديمقراطية بأكملها فيما يسمي بالصندوق فقط فيما يحتاجه هذا الصندوق من محاولات تدليس على المجتمع أو محاولات ترويع في بعض الأحيان مما حدث في كثير من الانتخابات والاستفتاءات السابقة. وضرب الدكتور حجازي مثالا على ذلك بأنه حين طالبنا بدستور يكون لكل المصريين وبأن تكون هناك جمعية تأسيسية تمثل كل أطياف المصريين.. هل مثلت هذه الجمعية كل أطياف المصريين؟ أم جاءت ممثلة بفصيل واحد.. إنهم يتشدقون بالديمقراطية هذا شأنهم.. ولكن حقيقة الأمر على أرض الواقع أننا كنا في حكم شمولي استبدادي تستخدم فيه أدوات الديمقراطية شأنه شأن ما كان يحدث في عصر الرئيس الأسبق حسني مبارك... تماما أخذوا من الديمقراطية نزاهة الصندوق وإن كانت تشوبها الشكوك أحيانا. وأكد أن الديمقراطية عملية حرة تعطي للمواطنين خيارات أكثر مما تفرض عليهم.. وهم لم يفعلوا ذلك وبالتالي ليس من حق أحد منهم التشدق بأنه كانت هناك ديمقراطية يجري بناؤها فقد سعوا أيضا إلى أخونة الدولة وهي فكرة أن تعطي مفاصل الدولة إلى فصيل واحد مآله أن يدفع بالدولة كلها إلى نتيجة واحدة في كل الاختيارات القادمة فعندما نتحدث عن وجود عشرة ألوان طيف وأعطيك اختيارين من طيف واحد فهل ذلك يعتبر ديمقراطية وحرية؟! بل يعتبر استحواذا واستبدادا.