أكد عدد من الخبراء السياسيين استحالة تطبيق الخلافة الإسلامية في مصر الآن، لأن كل الدول التي كانت تحت الولاية العثمانية أصبحت ذات قومية وحدود معينة، وهو ما يعني إدخال كل أنواع الاستعمار على الدول الإسلامية، لذا فهي مستحيلة. وأشار الخبراء، أن التخلف ساد مصر حينما كانت ولاية عثمانية، وزيادة هذه المطالبات بتأسيس دولة الخلافة الإسلامية مخيفة في ظل إطلاق يد الجماعات السلفية والجهادية في مصر، والتي تريد فرض رأيها بالسلاح حتى لو كلف الأمر دخول البلاد في حرب أهلية. وأكد الدكتور عبد المنعم سعيد، أنه من المستحيل عودة مصر للخلافة الإسلامية، لأنها انتهت مع الخلافة العثمانية في عام 1824، وهذه الفكرة ظلت خيالية في أذهان المفكرين وحركات الإسلام السياسي، والخلافة الإسلامية مستحيل تطبيقها في مصر، لأن كل الدول التي كانت تحت الولاية العثمانية أصبحت دول ذات قومية وحدود معينة، سواء صنعها الاستعمار كما في العراق، حينما ضم الاستعمار الإنجليزي ولاية الموصل في الشمال وبغداد والبصرة، وولى فيصل الأول ملكا عليهم، أو اتفقت عليها الشعوب كما حدث في لبنان، حينما اتفق المسيحيون الموارنة والأرثوذكس والشيعة والسنة، على إقامة دولة لهم عام 1946، وأيضا كاسوريا التي اقتطعت منها تركيا لواء الإسكندرونة. وشدد "سعيد" على أن فكرة الخلافة الإسلامية مستحيلة، وتعني إدخال كل أنواع الاستعمار على الدول الإسلامية، كما حدث أثناء الخلافة العثمانية، حيث بلغ عدد السكان وقتها 2 ونصف مليون، نصفهم من العميان، نتيجة انتشار الأمراض آنذاك. وأضاف سعيد أن الإسلاميين، خاصة السلفيين والتيارات المتشددة ترغب في تأسيس دولة الخلافة الإسلامية للعودة للعصر الذهبي للإسلام، أثناء القرن 7 م إلى القرن 11 م، لكن هذا الأمر مستحيل، كعودة مصر للعصر الفرعوني فهذه مجرد أفكار خيالية سيقاومها المجتمع الحديث، لأن طبيعة الدول تغيرت، ولن يكن لمرسي خلافة علينا في الدنيا والدين. واتفق معه في الرأي، الدكتور عمار علي حسن، خبير شئون الجماعات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، مشيرا إلى أن الجماعات الإسلامية يستهويها حلم الدولة الإسلامية، التي تأتمر لمذهبهم وشريعتهم فقط، دون الأخذ بكافة الشرائع، بمعنى أوضح يريدون تأسيس دولة تدين بالفكر الوهابي ونعود لعصور الظلام. وأضاف "حسن"، أن هذه المطالبات تأتي من قبل الجهاديين وشيوخ السلفية الجهادية، لعدم حصولهم على الأغلبية الساحقة في كل شيء كما يتمنون، ولرغبتهم في إحكام سيطرتهم على الدولة وليس ابتغاءً لمرضات الله كما يرددون، مشددا على أن تأسيس الخلافة الإسلامية في مصر حلم بعيد المنال، فهو مثل البناء على الماء والهواء، فدول العالم الآن تعيش أزهى عصور التكنولوجيا، وعلى مصر أن تأخذ بركب الحضارة ولا تتخلف عنها. وقال: إن جماعة الإخوان المسلمين، لن تطالب أو تتوافق مع القوى المطالبة بتأسيس دولة الخلافة الإسلامية، لأنها لا تريد التنازل عن الأغلبية والغلبة في كل شيء لأي فصيل سياسي، كما أنهم يعرفون جيدًا استحالة هذه المطالبات، وأيضًا ظهور المطالب بتأسيس دولة الخلافة الإسلامية في هذا التوقيت ينم عن جهل وغباء للمطالبين بها، وأيضًا يؤكد أن مصر ستعاني من سطوة الإسلاميين في المرحلة المقبلة.