رسائل مباشرة وأخري مستترة تحملها أحداث المسلسل الذي كتبه يسري الجندي وتدور أحداثه في عهد الخلافة العثمانية، الجندي قال إن من رسائله الدعوة للنهضة والعودة لعصر القوة، وأكد أنه لا يخوض في السياسة ولا يقصد تلميع تركيا بالرغم من تجميل الدولة العثمانية وعصرها. لماذا تقدم مسلسلاً عن الخلافة العثمانية في تلك الفترة؟ - لأن الفكرة لم تكن مطروحة ولم يقترب منها أحد في الأعمال الدرامية.. ومصر مرت بظروف كثيرة مع المماليك وصولا لدخول الإنجليز وكانت مرتبطة بشكل كبير بالخلافة العثمانية. ما الذي تريد توصيله من خلال أحداث المسلسل؟ - أهمها التركيز علي الفترة التي عاشتها الخلافة العثمانية في بدايتها عندما امتدت سيطرتها إلي وسط أوروبا وشرق وغرب العالم العربي وقد قمت باختيار الفترة التي تعطينا معني مهماً وهو أن الإمبراطورية الإسلامية التي كان لها مجد سقطت بفعل فاعل.. وأؤكد أن هذا السقوط ليس بسبب قوة الغرب الطامع فيها ولكن بسبب ضعف الدولة العثمانية وهذا المعني يؤكد أننا نحتاج إلي التسلح بكل عناصر القوة والتي تكمن في التقدم العلمي والاقتصادي بالأساس لكي نجعل «لحمنا مراً» ولا يهيمن علينا أحد لأن ما يحدث في العالم الإسلامي اليوم أصبح شيئاً مهيناً.. لذلك أعتبر العمل دعوة صريحة للقوة والنهوض والتعليم. هل تقصد من خلال الأحداث أن التاريخ يعيد نفسه؟ - بالتأكيد لأن سقوط الدولة العثمانية حدث عندما تخلفت عن عصرها وبدأت تتآكل من الداخل بالإضافة لأن الدول الغربية الطامعة بدأت تخطط لإسقاط السلطان عبدالحميد ولكن من الأشياء التي تحسب له وتم ذكرها في أحداث المسلسل أنه وقف في وجه الدولة الصهيونية ورفض مطالب هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية، فبعد أن تراكمت ديون تركياً أرسل له هرتزل شخصاً يدعي «إيمانويل» يطلب منه أن يسدد له ديون تركيا في مقابل السماح بتهجير الصهاينة لولاية فلسطين التي كان يحكمها لكنه رفض وكان هذا سبب ضعفه وسقوطه حتي تم عزله وبعدها تسلم الحكم شقيقه رشاد لكنه كان ضعيف الشخصية فقضي عليه كمال أتاتورك الذي أسس الدولة الحديثة. هل حاولت الربط بين موقف السلطان عبدالحميد و«رجب طيب أردوغان» وموقفه من «شيمون بيريز»؟ - هناك فرق كبير بين الرجلين فالموقف الذي أخذه رجب طيب أردوغان بالرغم من أنه مشرف لكنه للأسف ليس له أي تأثير ولن يغير أي شيء من الوضع الراهن خاصة أن كل ما قام به هو الانسحاب أمام «بيريز» ولكن السلطان عبدالحميد أخذ موقفاً تاريخياً مؤثراً جداً ضد تحرك الصهاينة نحو فلسطين ورفض التفريط فيها لدرجة إنه قال «لن تدخلوها إلا بعد موتي» وهذا ما حدث بالفعل. البعض يري أن هذا المسلسل يندرج ضمن حملة كبيرة لتجميل الحكم العثماني والدولة التركية لتتمكن من تحقيق أهدافها في الشرق الأوسط؟ - ليس تجميلاً للخلافه العثمانية أو لتركيا والدليل أنني أسميت المسلسل «سقوط الخلافة» وليس عصر القوة وهذا لا ينفي احتواء أحداثه علي بعض الإنصاف وفي النهاية أنا قمت بكتابة دراما لمشاعر إنسانية وحب وكراهية وكل ما يعيشه البشر وليس تاريخاً فقط كما أنني غير معني بما يحدث في تركيا الآن ولا أسعي لدعمها لتنفيذ أجندتها في الشرق الأوسط ولكن الدرس هنا لنا كعرب وكمسلمين والدعوة بضرورة أن ننهض وينهض العالم الإسلامي وهذا ليس مستحيلا فهناك دول حققت ذلك بالفعل مثل «ماليزيا» التي أصبحت قوة يعمل لها حساب. وهل ستظهر السلطان عبدالحميد بشكل مثالي؟ علي العكس التزمت بالأمانة والحيادية في كتابة الأحداث التي استندت فيها علي مراجع وأبحاث مهمة حتي لا أخون التاريخ فالوقائع السياسية كما هي وذكرت ما له وما عليه وسوف يكتشف المشاهد عيوباً وأخطاء ارتكبها هذا الرجل طوال فترة حكمة فهو لم يكن معصوما من الخطأ وهذا كان ضروريا حتي نؤكد ضرورة إعادة النظر في كل شيء.