فتحت حادثة قطار البدرشين ملف الإهمال بالسكك الحديدية، فى مصر، والتى تهدد أرواح المصريين يوميا، وسط تصريحات حكومية تلقى باللوم على النظام القديم وتركته، وتحمل القدر ذهق الأرواح على القضبان المتهالكة. "فيتو" رصدت حالة قطار عين شمس– السويس الذى يمثل حالة جميع السكك الحديدية فى مصر، والتى أطلق عليها نشطاء فيس بوك "حضيض مصر". فرغم أن المسافة لا تستغرق سوى ساعة ونصف بحسب المسافة المقطوعة بين عين شمس ومدينة السويس إلا أن الرحلة بقطار الركاب لا يقل وقتها عن ثلاث ساعات أو أكثر . انطلق القطار وبدأت رحلته بعد خروجه من محطته الأولى عين شمس يقابل أول مزلقان وهو مزلقان "عين شمس" حالة من عدم الانضباط والالتزام بالقوانين المرورية؛ حيث ينتشر على المزلقان الباعة الجائلون والسيارات المارة بالطريق، وكل هذا يسبب أزمة كبيرة لسكان حى عين شمس؛ لأن القطار يسبب تلوث البيئة، وإزعاجا لأهالى المنطقة من خلال صوته المرتفع جدا حتى فى أوقات الليل المتأخرة والتى يضطر سائق القطار لإحداثها لافتقار المزلقانات للإشارات الصوتية والضوئية ، كما يتسبب فى الزحام الشديد فى عين شمس حيث يعبر على 3 مزلقانات. بعد مزلقان عين شمس يأتى مزلقان العشرين ، والذى يحمل تاريخ حوادث سيئ للغاية حيث يتكرر عليه الحوادث بشكل كبير يوميا، ويذكر أن ذلك المزلقان حدث به واقعة لا تقل تقل بشاعة عن حادث قطار أسيوط حيث اصطدم القطار بأتوبيس مدارس عام 1987 وراح ضحيته ما يقرب 46 طفلا . والحل كما يراه سكان عين شمس لعدم تكرار تلك الحوادث هو نقل المحطة الرئيسية للقطار من عين شمس إلى الهايكستب أو العبور للحد من الزحام والتلوث وحماية حياة المواطنين من المخاطر التى يسببها القطار فى المناطق السكنية وهدم سور القطار، أو أن يحل مترو الأنفاق محل هذا القطار داخل عين شمس إلى العبور. ويفتقر القطار ومحطاته للخدمات العامة، مثل عدم وجود حمام أو نظافة أو إنارة، حيث إن القطار يسير ليلا فى وسط الصحراء ويقف لفترات طويلة وسط صحراء مليئة بالبلطجية .. فالركاب فى ذلك الوقت يكونون معرضيين لأضرار كبيرة، ولا يوجد حتى شبابيك، والمقاعد متهالكة وغير صالحة للاستخدام الآدمى نهائيا . ووصلت الأمور بالركاب إلى أنهم يحملون "بطانية" معهم لاستخدامها فى فصل الشتاء لتحميهم من البرد القارص والأمطار؛ لأن سقف القطار أكله الصدأ، وفى فصل الصيف يحملون كيسا من البلاستيك ليرتديه فى رأسه ليحميه من تراشق الرمال والحصى ؛ نظرا لمرور القطار فى طريق صحراوى. ويرى محمود محمد سليمان أحد ركاب القطار ، أنه لا بد من تطوير خط القطار وأن الشركة هى المسئولة عن الإهمال وعما يحدث فى القطار ، ويجب أيضا تأمين خط القطار وتأمين القطار من الداخل. أما عن سائقى القطار، فأوضحوا أن الجرارت لا تصلح إلا لرحلة واحدة فى اليوم فقط ، ولكن الذى يحدث أن القطار يقوم ب6 رحلات يوميا . وقال "س.م" السائق: "إن هذا القطار قام بإنشائه الإنجليز وقت الاستعمار ، ولا يضيف له المصريون أى شيء منذ أكثر من ستين عاما ؛ حيث كان يستخدمه عساكر الإنجليز لنقل البضائع والأسلحة الخاصة بهم ". وأضاف قائلا : " نعانى كثيرا من سرقة شريط الحديد، والركاب مهددون بالموت فى أى وقت، ويؤكد أن العرب الذين يعيشون فى الصحراء يسرقون "البندرول" الذى يربط القضيب بالقطع الإسمنتية الثابتة بالأرض. فالطريق من عين شمس إلى السويس لا يستغرق أكثر من ساعتين، بالسرعة العادية ولكن بعد سرقة البندرول، يضطر سائق القطار للسير على سرعة 8كم للساعة فى بعض الأماكن وعلى مسافات طويلة . أما عن مساعد سائق القطار ويدعى "على " فيقول : "إنه منذ سنتين تم ترقيته على أن يكون سائق ولكن الشركة حتى الآن تعامله على أنه مساعد سا ئق وتعطيه أجر مساعد السائق". ويرى أن كل ما يحدث من حوادث فى السكك الحديدية يرجع للإهمال الزائد فى الهيئة .