ضحايا يتساقطون يوما وراء يوم.. دماء طاهرة تسيل على أرض مصر، لكن يبدو أن هذه الأرواح لا تكفى قيادات جماعة الإخوان التى تصر على تحويل مصر إلى النموذج السورى وربما الأفغانى. وأعدوا «خطة جهنمية» لإحراق مصر؛ ووفقا للمعلومات التى حصلت عليها «فيتو» فإن خطة الجماعة أعدها الدكتور محمود عزت، نائب المرشد العام للجماعة، الذى بدأ فى تنفيذها رغم هروبه خارج مصر؛ فالثعلب الإخوانى الذى مكث فى العريش أكثر من أسبوعين أدرك منتصف الأسبوع الماضى أن بقاءه داخل مصر بات مهدداً خاصة وأنه علم أن الأمن أوشك على تحديد موقعه ومعرفة خط سيره فقرر الانتقال مباشرة للخطة البديلة. الخطة البديلة التى نفذها «عزت» بدأت بتكثيف العمليات الإرهابية فى سيناء والتى تستهدف المواقع العسكرية وبعض عناصر القوات المسلحة، تبعها بعد ذلك تعليمات تلقاها الدكتور محمد البلتاجى القائد الميدانى للجماعة فى اعتصام «رابعة العدوية»- «البلتاجي» بمثابة رئيس الأركان فى الجيش-، وهى التعليمات التى نصت على ضرورة قيام البلتاجى بحشد بعض عناصر الجماعة للقيام بأعمال تدفع قوات الجيش والشرطة للاشتباك مع أنصار المعزول، حتى إذا استدعى الأمر مجزرة جديدة يكون ضحاياها من الجانبين، وهو ما حدث فعليا فى شارع النصر بالقرب من اعتصام رابعة فجر السبت الماضي. وبالتوازى مع هذه التعليمات كان «عزت» قد حزم أمتعته متوجها إلى محافظة الوادى الجديد؛ حيث استقبله أحد أتباعه ووفر له طريقة آمنة للسفر إلى محافظة قنا ومن هناك انتقل «عزت» إلى «النوبة» ومنها سلك طريق الجبال متوجها إلى السودان، واختار أن يكون «السودان» هو ملجأه المؤقت انتظارا لتنفيذ مخطط «الخيانة». إدارة الصراع بالتوازى مع هذه الخطة التى تنطبق عليها كافة أركان جريمة الخيانة العظمى وضع «عزت» بإشراف مباشر من التنظيم الدولى للإخوان - الذى يحظى حاليا بدعم من رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركى - خطة محددة لإدارة الصراع داخل مصر، وهو الصراع الذى يرى «عزت» و«أردوغان» أن المنتصر فيه سيكون صاحب النفس الطويل والخطط المحكمة. الصراع الافتراضى الذى حدده «عزت» و«أردوغان» سيكون بين ميليشيات مسلحة تتبع الإخوان وبين قوات الجيش والشرطة وهو كفيل من وجهة نظرهما بإعادة الإخوان للحكم مرة أخرى؛ إذ تعتمد الخطة على الدفع بميليشيات تكون مهمتها واضحة وهى إثارة القلاقل فى مصر عبر القيام بعدة تفجيرات فى المدن بالقرب من الميادين الكبرى والمنشآت الحكومية المهمة؛ لتعزيز موقف «حكومة الجماعة» التى يشكلها الإخوان بعد الأحداث. وكانت الجماعة قد اختارت «عزت» منذ وصول الرئيس المعزول محمد مرسى لرئاسة مصر ليصبح رئيس لجنة «المواجهة» التى يشغل المهندس خيرت الشاطر منصب الأمين العام لها وتضم فى عضويتها: الدكتور محيى حامد، عضو مكتب الإرشاد وزير الاستثمار السابق، والدكتور محمد عبد الرحمن عضو مكتب الإرشاد، بهدف وضع الخطط الخاصة بإفساد أى ثورة مستقبلية أو «تمرد» ضد النظام الإخوانى الجديد الذى حل بديلًا عن نظام الحزب الوطنى، وكان أول القرارات التى اتخذتها هذه اللجنة هو فض اعتصام «الاتحادية» بالقوة فيما عرف بالأربعاء الدامى فى ديسمبر الماضي. «عزت» أعطى أوامره منتصف الأسبوع الماضى للفرق التابعة للجنة المواجهة بالتحرك لتنفيذ مهام خاصة جدا ضد قوات الجيش والشرطة، وتدير هذه اللجنة فرقتان مخصصتان لاستخدام القوة المفرطة من جانب الإخوان وهما الفرقة «95 إخوان» وفرقة أخرى اسمها فرقة «الردع» وهى المعلومات التى انفردت «فيتو» بنشرها منذ أكثر من 8 أشهر مضت. الفرقة 95 تردد اسم الفرقة «95 إخوان» كثيرًا خلال الشهور الماضية وعلى الرغم من نفى الإخوان لوجود هذه الفرقة إلا أن المعلومات التى حصلت عليها «فيتو» تؤكد أن هذه الفرقة موجودة بالفعل وهى فرقة مخصصة لأعمال «القنص»، وتلقى أعضاؤها تدريبات مكثفة على إطلاق الرصاص وبعض أفرادها كانوا يمارسون رياضة الرماية فى أندية مختلفة منها أندية مدينة نصر ونادى الصيد ونادى الشمس ونادى سبورتنج بالإسكندرية، فى حين تلقى بعض أفرادها تدريباتهم فى غزة وخان يونس، والعدد الأكبر منهم ذهب إلى هناك بعد ثورة يناير وظلوا شهورًا تلقوا خلالها تدريبات مكثفة فى الرماية والقنص والأعمال القتالية. ووفقًا للمعلومات المتاحة فإن هذه الفرقة أوكلت لجنة المواجهة لها مهمة قنص بعض الرموز مثل: الشيخ عماد عفت، والدكتور علاء عبد الهادى، ومحمد جابر «جيكا»، والحسينى أبو ضيف، ومحمد قرنى الشهير بكريستى. فرقة الردع الفرقة الأخرى التى تديرها لجنة المواجهة هى فرقة «الردع»، وهى فرقة مدربة منذ زمن على الالتحام وتلقى أفرادها تدريبات فى ألعاب المصارعة والتايكوندو والجودو والكاراتيه قبل الثورة، وبعد الثورة تلقوا تدريبات مكثفة فى «القنص»، فى معسكر سرى أعدته الجماعة بمنطقة الواحات، وكذلك تلقت قيادات هذه الفرقة تدريبات مكثفة فى "وادى أرحب" باليمن وهو يقع تحت سيطرة القطب الإخوانى اليمنى الكبير الدكتور عبد المجيد الزندانى. والقائد الميدانى لهذه الفرقة هو أسامة الطويل، وهو شاب إخوانى خريج كلية التجارة بجامعة عين شمس دفعة عام 2005 ويبلغ من العمر 32 عامًا، وتقول المعلومات إن: «عزت» أصدر اوامره إلى هاتين الفرقتين قبل هروبه خارج مصر بالتحرك لإثارة الفزع فى القاهرة وبعض المحافظات التى تشتعل بالأحداث كالإسكندرية والغربية. للقاعدة دور تنظيم القاعدة ليس بعيدا عن خطة «عزت» و«أردوغان»؛ فالتنظيم له دور كبير فى الانتقام للإخوان ومحاولة إعادتهم للحكم مرة أخرى، وحصلت «فيتو» على معلومات فى غاية الخطورة تشير إلى أن «40 عنصرا من تنظيم القاعدة فى العراق تسللوا إلى مصر يوم الجمعة الماضية ليشكلوا تنظيم القاعدة فى مصر». عناصر القاعدة التى دخلت مصر جاءت من الجنوب من «السودان»، وهذه العناصر كانت قد سافرت من العراق إلى «اليمن» ومكثت يومين فى وادى «أرحب» اليمنى الخاضع لسيطرة القطب الإخوانى البارز «عبدالمجيد الزنداني» وأنصاره، ومن «أرحب» سافرت هذه المجموعة إلى السودان. وهذه العناصر متخصصة فى تفجير السيارات عن بعد وزرع العبوات الناسفة وتفجيرها بتوقيتات زمنية، ويبدو أن مهمة هذه العناصر ستكون القيام بعدة تفجيرات فى المناطق المزدحمة عبر زرع عبوات ناسفة مثلما تفعل فى العراق. تكتيك جديد قالت مصادر أمنية إن جماعة الإخوان لجأت لتكتيكات جديدة فى استنزاف قدرات قوات الشرطة والجيش من خلال تنظيم مسيرات غير معلومة الاتجاه، بغرض حرق مصر وإشاعة الفوضى فى البلاد وتنفيذ عمليات إرهابية بالاستعانة بعناصر ليبية وكتائب عز الدين القسام، وأوضحت أن هذه الخطة بدأ تنفيذها بعد مليونية 17 رمضان التى سميت بجمعة الفرقان. وكشفت المصادر ل «فيتو»، عن أن جماعة الإخوان تخطط لإحراق المنشآت العامة والخاصة واقتحام وحرق بعض أقسام الشرطة والمنشآت العسكرية وهو ما رصدته التقارير الأمنية منذ أسبوع عقب رصد تحركات مريبة فى صفوف جماعة الإخوان على المستويين المحلى والدولى. وأوضحت المصادر أن الإعداد لهذا المخطط الشيطانى بدأ منذ يوم27 يونيو ولوح به خيرت الشاطر نائب المرشد العام للجماعة خلال الاجتماع الذى أشار إليه الفريق أول عبد الفتاح السيسى فى خطابه الأخير أثناء مراسم الاحتفال بتخريج دفعتين من الكلية البحرية والدفاع الجوى حينما قال «جلست مع اثنين من قياداتهم وهددانى بعمليات تخريب وعنف» وكان القيادى الآخر هو الدكتور سعد الكتاتنى رئيس حزب الحرية والعدالة، مشيرة إلى أن دعوة السيسى المصريين الشرفاء الأمناء للنزول إلى كل ميادين جاء لإعطاء القوات المسلحة والشرطة تفويضا وأمرا لمواجهة العنف والإرهاب المحتمل ومشاركة الشعب مع قواته المسلحة والشرطة المدنية فى تأمين المنشآت العامة والخاصة. وأشارت المصادر إلى أن الجماعة طالبت التنظيمات الجهادية التابعة لتنظيم القاعدة فى سيناء بزيادة الهجمات الإرهابية ضد كمائن الشرطة والجيش ومنها: كمين الصفا، وكمين إدارة المرور، وكمين الشرطة بحى الصفا برفح، ومعسكر الأمن المركزى برفح، وكمين إدارة المرور بضاحية السلام، وكمين الشيخ زويد، ومبنى قسم ثان العريش، ومبنى النيابة العسكرية، وكمين البنك الأهلى بالعريش، وبرج تأمين إذاعة شمال سيناء، وكمين الجيش المكلف بتأمين الرقابة الإدارية بالعريش. وفى حالة عدم التمكن من تنفيذ هذا المخطط فإن عناصر القاعدة وكتائب القسام ستنفذ خطة أخرى لتهريب قادة جماعة الإخوان خارج البلاد كى يستعدوا لجولة أخرى. فى المقابل ضاعف الجيش من استنفاره وهجماته المباغتة على الأنفاق الحدودية بين مصر وغزة تدعمها تحليق طائرات الهليكوبتر على الشريط الحدودى بصفة مستمرة؛ تحسبا لدخول عناصر إرهابية من كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة حماس، وتكشف المصادر استخدام بعض العناصر الإرهابية للقنابل اليدوية لتفجير المنشآت الشرطية والمدنية فى سيناء. اللواء محيي نوح، الرئيس الأسبق لفرع المنظمات الدولية بإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع والقائد السابق للمجموعة 39 قتال، قال إن العناصر الجهادية التابعة لتنظيم القاعدة فى شبه جزيرة سيناء بدأت تطور من تكتيكاتها فى عملياتها الإرهابية ضد أفراد القوات المسلحة والشرطة المدنية؛ حيث بدأت استهداف أفراد الشرطة والجيش بطريقة القنص مما أدى إلى قتل وإصابة أفراد الشرطة، مشيرا إلى أن ذلك يدل على أن هناك عناصر مدربة فى سيناء تعتلى البنايات بمساعدة آخرين وتصوب على القوات بعد فشل عملياتهم الإرهابية فى تفجير كمائن الجيش والشرطة ومعسكر الأمن المركزى نتيجة استخدام القوات المسلحة لطائرات هليكوبتر. ولفت «نوح» فى تصريحات خاصة ل «فيتو»، إلى أن عددا كبيرا من أهالى سيناء المقيمين بجوار كمائن الشرطة بدأوا فى مغادرة منازلهم بعد إصابة بعضها بضربات العناصر الإرهابية، مشيرا إلى إمكانية اشتعال عمليات كر وفر بين جماعات جهادية مسلحة ونقاط تابعة للجيش المصرى على الحدود المصرية الفلسطينية. بينما كشف العميد برهامى عزمى، خبير كشف المفرقعات والمتخصص فى فحص مسرح الجريمة، ل ل «فيتو»، أن هناك قنابل يدوية ضبطت وبعد فحصها تبين أنه تم تصنيعها فى غزة من البلاستيك والحديد، وتتميز بشدة الانفجار حيث تعد أقوى من قنابل «الملز» و«أف 1» بينما جرى تطوير قاذف لهذه القنابل مستوحى من قاذف القنابل المسيلة للدموع، بما يجعل مدى القنبلة المقذوفة تصل إلى 150 مترًا على الأقل وهى تفوق فى قوتها القنابل اليدوية العادية.