كشف اللواء طيار محمد عكاشة، الخبير الإستراتيجي خلال خيمة "فيتو" الرمضانية تفاصيل هزيمة 67 وملحمة عبور 6 أكتوبر 1973، وذلك في ندوة حضرها المحافظ على عبدالرحمن، محافظ الجيزة، وعصام كامل، رئيس التحرير، وصحفيو الجريدة. عكاشة قال إن هزيمة 5 يونيو1967 تسببت في غضب المصريين وإحداث خسائر بالغة داخل صفوف القوات المسلحة وعتادها، وهو ما دفع الزعيم جمال عبد الناصر للخروج للشعب في خطابه الشهير معلنًا تنحيه عن الحكم وعمله كجندى في صفوف القوات المسلحة، ولكن الشعب المصرى رفض تنحى الزعيم وفاجأ العالم كله بعبقريته وتمسكه بقائد مهزوم فخرج الشعب يوم 9 و10 يونيو1967 في تظاهرات كبيرة تكدست بها شوارع وميادين مصر لتعلن رفضها التنحى وتمسكها بعبد الناصر. وأضاف: في تصورى أن هزيمة 67 كانت نتيجة الاعتماد على أهل الثقة فكانت هناك مثلا استخدامات كثيرة لأجهزة الدولة ومنها المخابرات العامة بصورة شخصية وخرج عبد الناصر للشعب يوم 11 يونيو ليضع مبدأ مهمًا، وهو أنه سيتم الاعتماد والاستعانة بأهل الكفاءة في المرحلة المقبلة وهذا المبدأ كان بداية انطلاقة لمصر وقواتها المسلحة. اللواء عكاشة أكد أن الجيش خاض معارك ليثبت عدم الاعتراف بالهزيمة بدأها في 30 يونيو، منها القيام بعدة طلعات جوية تخللتها بطولات كبيرة، لكن هزيمة 67 تسببت في عدم إبراز هذه البطولات. وبعد الهزيمة وخطاب عبد الناصر -بحسب كلام عكاشة- تم البدء في إعادة تأهيل للقوات وعمل تدريبات شاقة منها القيام بعمل مظلات جوية لمدة 14 ساعة في إطار تقوية خبرات الطيارين. وكان يوما 14 و15 يوليو 1967 هما أول ظهور للطيران المصرى بعد نكسة يونيو وذلك تنفيذًا لأوامر صدرت لهم بضرب مواقع إسرائيلية في شرق قناة السويس وقد استشهد 45 طيارا خلال تدريبات الاستعداد لمعركة أكتوبر، وذلك نتيجة التدريبات الشاقة التي كان يؤديها الطيارون. "في ديسمبر 1968 قمنا بعمل كمين جوى للطائرات الإسرائيلية فأرسلنا طائرتين كطُعم لسحب الطائرات الإسرائيلية وكان هناك 4 طائرات أخرى لنا تطير على مستوى منخفض حتى لا ترصدها رادارات العدو، وتم هذا الكمين بقيادة اللواء ممدوح طبلية وحقق نجاحا كبيرا "، هكذا قال عكاشة، مؤكدا أن الطائرات المصرية أسقطت 4 طائرات إسرائيلية دفعة واحدة ولم تصب أي طائرة مصرية بأذى. ويحكى عكاشة قائلا: عندما جاءت ساعة العبور كنا مستعدين لها جيدًا فقمنا في نصف ساعة بعبور الضفة الشرقية للقناة وأعقبتنا قوات المشاة التي أتت في زوارق وقامت الطائرات والمدفعية بتغطية دخول جنود الصاعقة والمشاة والمظلات عن طريق ثغرات في خط بارليف، وكان الفضل في فتح هذه الثغرات للواء مهندس باقى زكى يوسف بالفرقة 19 مشاة التي كان اللواء سعد زغلول يرأسها وكان اللواء باقى زكى، قائد وحدة الميكانيكا، يمر كل فترة بجوار خط بارليف، وخبرته السابقة ألهمته بفكرة اقتراح طلمبات المياه لإزالة الساتر الترابى وتم عمل 85 ثغرة عبر منها الجنود والمدرعات، وكان ما فعلناه محل إعجاب في كل دول العالم.