توصف مدارس المعاهد القومية، بالكنز الثمين، لما تحويه من تحف نادرة، إضافة إلى أن عددا كبيرا منها جاوز ال100عام، ودخل فى دائرة المبانى الأثرية. فى مصر 39 مدرسة قومية تابعة لقطاع المعاهد القومية بوزارة التربية والتعليم، تزيد قيمتها على 60 مليار جنيه، ولكل واحدة منها حساب بنكى، بل هناك مدرسة لديها 16 حساباً، لذا تضاهى الدراسة بها، أكبر المدارس الخاصة. يسيطر على هذا الكنز، مجلس إدارة مكون من 7 أفراد، والمجلس الحالى 6 من اعضائه ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين، على رأسهم رئيس المجلس المهندس حمدى عبد الحليم، فضلا عن الدكتور السيد أحمد عبد العال بدوى، وهو صاحب مجموعة من المدارس الخاصة. وبحسب "عبد الحليم" تم الاستعانة بالدكتور بدوى لخبرته السابقة، بديلا للدكتور كمال مغيث الذى استقال على الهواء احتجاجا على ممارسات القيادى بجماعة الإخوان، والمتحدث الرسمى باسم وزارة التربية والتعليم، محمد السروجى. وأيضاً بحسب المهندس حامد عبد الوهاب، الأمين السابق لصندوق مجلس إدارة المعاهد القومية؛ فإن وزير التربية والتعليم الدكتور إبراهيم غنيم، نقض عهده مع المجلس القديم، بعدما أبرم اتفاقا بمجىء الدكتور كمال مغيث على رأس مجلس الإدارة الحالى، وألا يضم المجلس فى عضويته شخصيات إخوانية، وفى النهاية فوجئ الجميع بمجلس ينتمى للجماعة. ووفقا لرئيس مجلس إدارة المعاهد القومية، فإن القيمة المادية لتلك المدارس تأتى من خلال امتلاكها لمجموعة من الأصول ذات القيمة المرتفعة، لأن جميعها مدارس تقع فى مناطق راقية. مجلس الإدارة السابق، تم اتهامه بالفساد المالى والإدارى، وإهدار المال العام، وأحال المجلس الجديد ملفين لفساده بتلك المدارس، وتقدر قيمة الأموال المهدرة بحوالى 10 ملايين جنيه. وأغلب تلك المدارس تقع فى القاهرة التى تضم وحدها 20 مدرسة قومية، وبها مقر مجلس إدارة المعاهد القومية، والجمعية العامة لتلك المدارس، يليها الإسكندرية 9 مدارس من تلك النوعية، ثم الجيزة ب 7 مدارس، وفى كل من المنيا وبورسعيد مدرسة واحدة. وأشهر المدارس ليسيه الحرية بباب اللوق، وكلية النصر بالمعادى، وليسيه الحرية بالزمالك، وليسيه الهرم، وليسيه مصر الجديدة، وليسيه الفرنسية للغات بشبرا. وفى الإسكندرية تشتهر وفيكتوريا كولدج بميدان فيكتوريا، ومدرسة النصر للبنين بمنطقة الشاطبى، والتى ظلت مملوكة للحكومة البريطانية حتى 1 نوفمبر 1956، وكذلك ليسيه الحرية بسموحة، ومحطة الرمل. وأقدم تلك المدارس على الإطلاق، مدرستا ليسيه فيكتوريا بالإسكندرية، وكلية النصر بالمعادى، ويتجاوز عمر كل مدرسة منهما ال100 عام، ثم ليسيه الحرية بالإسكندرية، ويصادف هذا العام العيد المئوى للمدرسة، التى تأسست عام 1913، وأضيف إليها أقسام المعامل والمسرح والملاعب، يليها مدرسة ليسيه الحرية بباب اللوق. وفى عام 1957 تم تأميم تلك المدارس، وضمها فى هيئة رسمية تحت مسمى المعاهد القومية، ولما كان التعليم الرسمى فى مصر بالمجان طبقا للدستور فلم يكن ممكنا أن تحول هذه المدارس إلى رسمية، ولم تكن المدارس التجريبية قد أنشئت بعد.