رزقه من الله تعالى دعوة صادقة من يد محتاج تمتد إلى السماء قاصدة إياه بالاسم بعد أن جاءوا إليه ووجدوا ما يحتاجون فوق سيارته ملابس للمنزل أو ملابس للخروج فوق سيارة بيضاء واقفة خلف سنترال الدقي في الحي الذي يحمل الاسم ذاته، مكتوب عليها عبارة "أي قطعة مجانا والشكر لله"، وحولها قطع كثيرة من الملابس لكافة الفئات العمرية وكذلك للرجال والنساء، ضمن مبادرة الشاب المصري الشيف محمد حسين لمساعدة وتوفير كسوة الفقراء والمحتاجين. received_894158864607915 received_672799480546394 received_1551605898548585 received_953544601940709
لما الشتا دق البيبان جاءت الفكرة لشيف الأكلات اليابانية من حوالي ثلاثة أشهر مع بدء موسم الأمطار التي ضربت العاصمة وضواحيها كان محمد يجلس في الكشك أو السيارة التي خصصها منذ سبع سنوات لبيع السوشي الياباني وبعض الأكلات اليابانية الأخرى والمشروبات الساخنة بعد أن ترك عمله في أحد المطاعم اليابانية لأسباب اقتصادية، وجد أحد المشردين يرتدي ملابس قديمة وخفيفة يشعر بالبرد الشديد، "أنا قلت إزاي أكون قاعد دفيان وغيري بردان لازم أساعده، جبت شوية ملابس فائضة عندي وحطيتها على عربيتي لقيت الناس جت وبدأت تحط الملابس وتتفاعل، مكنتش أعرف أنها هتتحول لمبادرة من الأساس". received_258880339601945 received_1637009403324290 received_960456828239568 هذا التصرف الفردي من محمد الشيف المصري صاحب النفس الياباني بامتياز لم يكن يعلم أنه سيتحول في أيام قليلة لعمل جماعي يقبل عليه كل من يستطيع من سكان حي الدقي مسقط رأس هذا الرجل الأربعيني، "كل يوم ألاقي ناس بتيجي وتحط لبس مش محتاجاه بدأت أفرزه والصالح للاستخدام أسيبه الناس جت وأخذت كل شخص محتاج كان بيأخذ اللي عايزه ويمشي".
received_469596747904036 received_347797433486851 محمد حسين صاحب كشك بيع السوشي في الدقي وصاحب مبادرة ملابس الفقراء في الوقت نفسه، استقى هذا السلوك من بعض سلوكيات اليابانيين الذين اختلط بهم في المطبخ الياباني الذي عمل به من عام 1996 حتى حلول عام 2012، انبهر بهذا الشعب وقوته وحبه لمساعدة الغير، "أنا كنت منبهرا بالشعب الياباني اللي قدر يقوم من كارثة زي حادث هيروشيما وناجازاكي، كمان شفتهم إزاي كل حد قادر يساعد غير القادر وقلت ليه مكونش زيهم وأتعلم منهم!". بالسيراميك والانترلوك.. شباب يطلقون مبادرة لترميم المقابر في طنطا|فيديو 10 نصائح للوقاية من حرائق الدفايات في الشتاء| إنفوجراف ينتقل محمد بسيارته من مكان لآخر لا يقف هناك عند سنترال الدقي فحسب، ففي بعض أيام الجمع يذهب إلى العديد من المناطق الشعبية وسيارته البيضاء الصغيرة محملة بالملابس التي تبرع بها هو سكان منطقته وبعض المناطق المجاورة "رحت السيدة عائشة والسيدة نفيسة ووزعت الحمد لله ملابس"، يحلم حسين بأن تعمم تجربته ومبادرته تملأ كل حي وكل شارع فكل محتاج أو كل فقير يجد ما يريده من ملابس دون عناء البحث وبعيدا عن ويلات البرد القارص.