سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دبلوماسيون وسفراء عرب: "30 يونيو" كانت الثورة الأكثر إبهارا في العالم.. والجيش المصري مثال يحتذي به.. نتمنى تحقيق المصالحة الوطنية.. ومرسي هدد الأمن القومي للبلاد.. الإخوان عجزوا عن إدارة الدولة
تنوعت آراء الدبلوماسيين والسفراء العرب المقيمين بالقاهرة حول "ثورة 30 يونيو"، والتي رآها الأغلبية بمثابة حالة من الإبهار، يستمر فيها المصريون في مسارهم المفاجئ للعالم، ليؤكدوا على أن المصريين شعب لا يقهر، ولا يمكن أن يرتضي لغير العزة بديلا. وفي المقابل وقف دبلوماسيون آخرون موقفا رافضا للتعليق على الأحداث، معتبرين أن ما يجري في مصر شأن مصري لا يمكن التدخل فيه، وهو ما تبنته دولة السودان، والتي أعلنت أن ما يجري في مصر هو شأن داخلي، يخص الشعب المصري، وهو ما تبناه الدبلوماسيون السودانيون في مصر رافضين التعليق على الأوضاع المصرية. كما أن نفس النهج اتخذه سفير لبنان بالقاهرة الدكتور خالد زيادة، والذي رفض التعليق على الأوضاع في مصر، مؤكدا على أن الأوضاع بالنسبة له لازالت غير واضحة، وأنه يحتاج وقتا حتى يمكنه الفهم. وعلى جانب آخر أكد السفير "ضياء الدباس" سفير العراق في القاهرة على أن ما يجري في مصر تعتبره العراق إرادة شعب هو الشعب المصري العظيم، وأنهم يقفون مع إرادة الشعب المصري. وأكد الدباس أن ما جرى خلال الأيام القليلة الماضية، ونزول المصريين في 30 يونيو كان أمرا ملفتا ومفاجئا للجميع، قائلا:" كان شيئا ملفتا حتى إنني على المستوى الشخصي، أعجبتني وطنية الشعب المصري وإرادته، فما جرى شيء ملفت وتجربة رائعة، وأنا على المستوى الشخصي، ومن متابعتي للشارع المصري رأيته مهرجانا في الديمقراطية خرج فيه الشعب طلبا لتحقيق رغباته، وبالمقابل كان موقف الجيش المصري وطنيا، أتمنى من كل الشعوب العربية أن تضع الموقف المصري في نظرها، ومن الجيوش العربية قاطبة، أن تنظر إلى موقف الجيش الوطني المصري ووقوفه إلى جانب الشعب". وأعرب السفير عن تمنياته بأن يتحقق البرنامج الذي سعى إليه الشعب المصري، بجميع القوى، وأن يتم تحقيق النظام الديمقراطي، الذي يقود مصر إلى مستقبل واعد. وحول الموقف العراقي الرسمي من الثورة في مصر ومدى دعمه لها يقول: "بالنسبة للحكومة العراقية، صدر بيان مجلس وزراء العراق، بارك للرئيس المصري المؤقت، وعبرت الحكومة عن اطمئنان بأن القيادة الجديدة ستحقق ما يطمح إليه المصريون، أما عن علاقة العراق مع مصر، فإن الحكومة العراقية تسعى لأن تكون العلاقات إستراتيجية مبنية على تعاون كبير بالاستفادة من إمكانيات البلدين المتنوعة، والعراق ملزم بهذه العلاقة، ونحن مستمرون في تعاونا مع مصر". وفي الوقت الذي حذرت فيه اليمن أعضاء السلك الدبلوماسي لها في مصر من التصريح حول الأوضاع في مصر، برغم أن الرئيس اليمني هادي منصور قدم التهنئة للرئيس المصري الجديد المستشار عدلي منصور، فإن المستشارة الإعلامية والثقافية للسفارة اليمنية "عائشة العولقي" آثرت أن تعلق بصفتها الشخصية لا الدبلوماسية. وأكدت على مقدرة الشعب المصري على إبهار العالم باستمرار، إضافة إلى دور "الجيش المصري" الذي وكما تقول "جيش يتباهى به الجميع، يضرب المثل دائما، وهو كما يقال (جند الله على الأرض)، وذلك كونه جيش الشعب وللشعب، والحقيقة فنحن لم نتفاجأ بموقف الجيش المصري، فقد عودنا على انحيازه للوطن وللشعب بالمقام الأول". وأضافت: "حركة التغيير التي جرت في مصر هي نتاج للشارع المصري، والذي رأيناه يخرج عن بكرة أبيه، بأغلبية تطلب العدل، وأنه كان لابد من الانحياز له، وما أتمناه الآن هو مصالحة وطنية حقيقية، لكافة أطياف الشعب، فلابد أن تجتمع كلمة الشعب المصري من جديد بدون أي إقصاء، وأن يعود الإخوان إلى صفوف الشعب المصري، لبناء مصر التي نحبها جميعا، فلابد أن تكون مصر فوق كل شيء وأهم من كل شيء عند المصريين". أما السفير الدكتور قيس العزاوي – مندوب العراق لدى جامعة الدول العربية- فقال:" نحن مع الشعب المصري بكل ما يحلم به ويتطلبه من عهد ديمقراطي، يرفع رأسه أمام الدول، ونرى أن مصر وهي أم العرب، وهي البلد الوحيد القادر في التأثير على العرب، ونحن نحيي مصر في ثورتها، ونتمنى للقائمين على الأمر في مصر أن ينصاعوا لإرادة الشعب المصري". وأضاف:" هي مرحلة جديدة في عمر الأمة العربية ككل؛ فالأمة العربية لا يمكن أن تتطور بدون مصر، بل وإن مصر هي القائدة، وشعب مصر أثبت للعالم أنه قادر على التغيير وقادر على إنفاذ كلمته وإرادته بسلمية بهرت العالم". وأوضح السفير أنه تفاجأ بالأعداد الكبيرة غير المسبوقة من المصريين الذين خرجوا بالملايين إلى الشارع، بصورة كانت مجال دهشة للعالم أكمل. وأكد أنه كانت لديه ثقة في أن الشعب المصري سيخرج إلى الشارع لأنه عاش في مصر 10 سنوات في شبابه وتخرج من الجامعة المصرية، وناضل وحارب من أجل مصر في 1967، وكانت لديه ثقة في خروج الشعب، لكن الأعداد الغفيرة فاجأته. الكاتبة والدبلوماسية الإماراتية "ظبية خميس" والتي قضت ما يقارب العشر سنوات سفيرة بالجامعة العربية، وتدرجت فيها إلى أن أدى مقال انتقدت فيه الأداء فيها إلى إقالتها من الجامعة تقول: كمواطنة عربية عاشت وتعيش في مصر منذ ربع قرن وأكثر شهدت معظم مرحلة حكم مبارك وثورة يناير وما تلاها وفترة مرسي، لقد أهان مرسي والإخوان المسلمون ثورة مصر والشعب المصري وأساءوا إليها بكافة الأشكال وكان الاستيلاء على مصر وتبويرها إنسانيا وسياسيا وقوميا ووطنيا منهجا مكثفا مارسوه في إدارة شئون مصر". وأضافت:"يكفى استيلاؤهم على كافة مناصب الدولة وعجزهم عن إدارتها والتخلف المعيشي الذي عانت منه مصر بانقطاع الكهرباء والماء والسولار والمؤن والتجهيل كسياسة ومحاربة الثقافة والحداثة وتمكين القتلة والتكفيريين من المنابر وخطابات التهديد بالقتل والإقصاء". وتابعت:"لقد كان مرسي رئيسا مرتبكا وعاجزا، ومصر كانت كبيرة عليه ووجوده على رأسها كان تهديدا لموارد مصر لأزمة النيل وإثيوبيا والطائفية التي أشهرت ضد الشيعة والأقباط وفشله التام في السياسة الخارجية والعلاقة مع العالم والدول العربية تؤكد مسيره بمصر كدولة عريقة وذات مكانة إلى الكارثة المحققة! وأكدت على أن ثورة الشعب المصري جبارة ومبهرة ولحظة تاريخية عميقة، وأن عبقرية ومبادرة تمرد بشبابها أعادت الوجه الحقيقي للثورة في مصر بعيدا عن ثعالب السياسة والانتهازيين الذين زاحموا الشباب بعد 25 يناير بأطماعهم وتسببوا في ذلك الخيار المر بين الفلول والإخوان الذي قدم مصر على طبق من ذهب لجماعة الإخوان المسلمين وحكم المرشد ومشروعهم الغيبى بدولة الخلافة والقائم على إقصاء الديمقراطية ومضاد للقومية العربية وتطور مفهوم الدولة بالمعنى التاريخي.. فالتحية من القلب لتمرد ولشعب مصر العظيم". وقدمت خميس التحية لجيش مصر وقائده الفريق أول عبدالفتاح السيسي، ووقوفه مع أمته المصرية والاستجابة لإرادة الشعب المصري ومطالبه ومسيراته، معتبرة أن هذه الخطوة صححت مسار الأحداث في مصر فالديمقراطية بدت مغتصبة على يد مرسي وجماعته وعشيرته ووسيلة للوصول للحكم والتنفيذ لتحقيق مشروعهم "المتخلف". وأشارت إلى أن مرسي هدد الأمن القومى بكافة الأشكال من تواطئه الغامض مع قتلة الجنود المصريين في سيناء في رمضان الماضى إلى التهديد الحيوى في إثيوبيا لموارد النيل في مصر إلى الخطاب الطائفى ضد الشيعة وسوريا والأقباط إلى فتحه لمصر لتكون مرتعا للإرهابيين والتكفيريين والجهاديين وتهديده للصناعة والسياحة والعلاقات العربية والدولية. وأكدت أن مرسي كان جاهلا بأبسط مبادئ الدبلوماسية الدولية وإدارة الحكم وأن أفضل ما فعله الجيش هو إعادة مصر إلى أهلها الحقيقيين، وهم كافة الشعب المصرى وليس أهل مرسي وعشيرته من الإخوان المسلمين وغيرهم. وأوضحت أن:" الخليج والعالم سيعود إلى مصر، فالأذرع الإخوانية والجهادية كان لديها مشاريعها في الخليج والعالم أيضا، وكل ذلك يبدو مخيفا وخصوصا للدول الصغيرة في الخليج كما أن قناة الجزيرة والسياسة القطرية الداعمة للإخوان المسلمين تسببت في مشاكل كثيرة في الخليج.. وعموما لا غنى لدولة عربية واحدة عن مصر فهي الجسد الحقيقي للأمة العربية ودورها في المنطقة والعالم حيوي وهام ولا بديل لها لذلك كان غيابها مهددا للمنطقة ومسببا للكثير من القلاقل فيها". وأشارت إلى أن الثورة ليست هدفا ولكنها وسيلة لإعادة بناء المؤسسات والدستور والتنمية على أسس وطنية وعلمية وتفتح الأبواب لكنز مصر الحقيقى وهم طاقة الشباب كى يملكوا مستقبلهم بالعمل والقيادة، وعلى مصر أن تدرك حجمها الحقيقى والتاريخى وقدراتها الهائلة وإمكانياتها المهدرة في أسرع وقت. وأوضحت أن الأهم هو ترك المشاحنات جانبا وعدم تمكين الرعيل الانتهازى القديم من القبض بالسلطة بل تكون الواجهة والقيادة للشباب وليقم من يظنون أنهم حكماء مشورتهم، كما لا يجب السماح للخارج عربيا كان أو دوليا باللعب بمصير مصر من جديد عبر الأموال المدفوعة أو المخططات الكارهة لطبيعة مصر الحقيقية وتاريخها القومى والوطنى والعروبى. وأكد السفير "نوري عبدالرزاق" سكرتير منظمة التضامن للدول والشعوب الأفرو أسيوية أهمية هذا الفعل المصري الخالص الذي أحدث حالة من الإبهار لدى الجميع، مشيرا إلى أن المنظمة أصدرت بيانا لها تشيد فيه بدور الشعب المصري، وتهنئه على ثورته وانتصاره الذي حققه في 30 يونيو، والتي تعد استكمالا لثورة يناير وتصحيحا لمسارها. وأشار عبدالرزاق إلى أن ثورة 30 ويونيو ستكون أول نموذج للثورات المناهضة للاضطهاد، مؤكدا أنه لم يكن يتوقع هذه الحشود الهائلة من الشعب، الذين خرجوا للميادين، ومن قبلها لم يكن يتخيل أن يصل شباب تمرد إلى 22 مليون توقيع، ولكن الشعب المصري أذهل الجميع، وكذلك الجيش الذي أذهل العالم بانحيازه للشعب. وأكد: "هي ثورة كبرى وهامة في التاريخ الإنساني، وأعتقد أن البيان الذي صدر وشارك فيه قطبا الأمة "شيخ الأزهر والبابا" بمثابة حالة متميزة من الديمقراطية، فنحن نرى أن هذه ثورة ساندها الجيش، لكنه لم يقم بها، وليست انقلابا عسكريا بل على العكس". وأضاف:" في الاجتماع رأينا أن تمرد كان لشبابها وجود، وأن تيار الإسلام السياسي كان ممثلا بحزب النور ثاني أكبر أحزاب الإسلام السياسي، وغيرها من القوى، وهو ما يعني أن القوى الإسلامية أيدت هذه الخطوة، كما أن إعطاء رئيس المحكمة الدستورية كافة السلطات تؤكد أن ما يجري هو خطوات لحكم مدني وأنه لا يوجد أي حديث عن انقلاب عسكري على الإطلاق". وشدد عبد الرزاق على ضرورة أن تكون مصر المستقبل متاحة للجميع، مع التأكيد على عدم الإقصاء لأي من الأطراف.