يبدو أن الشيخ «ياسر برهامى» نائب رئيس الدعوة السلفية يصر على افتعال المعارك مع كافة القوى السياسية ومؤسسة الأزهر دون سبب، وآخر هذه المعارك دعوة برهامى لإنشاء هيئة للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وهو ما رفضه السياسيون وعلماء الأزهر وأكدوا أن الشعب متدين بطبيعته ولسنا كفارا حتى نشكل مثل هذه الهيئة و أنها محاولات لفرض الهوية والفكر الوهابى على مصر. وفى هذا السياق أكد «حافظ أبو سعدة» رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، أن المجتمع المصرى ليس فى حاجة لهيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر؛ لأن الشعب متدين بطبيعته، ولسنا كفارًا حتى نشكل هيئة للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر. وأشار «أبو سعدة» إلى أن مثل هذه الدعوات تثير الفتنة داخل المجتمع المصرى، وبمثابة محاولة لفرض الفكر، والثقافة الوهابية عليه. وشدد أبو سعدة، على أن أبسط حقوق الإنسان أن يعيش داخل وطنه بحرية، وأمان، ولا يجد شخصًا يمارس دور الوصاية عليه، دون مبرر، فالله سبحانه وتعالى ترك الحرية للإنسان فى الإيمان، أو الكفر، والدعوة؛ لتدشين مثل هذة الهيئة، بمثابة فرض وصاية على المجتمع. وأكد الدكتور «أحمد كريمة» أستاذ الفقه وأصول الدين بجامعة الأزهر أن هناك محاولات من قبل السلفيين وعلى رأسهم الشيخ «ياسر برهامى» لفرض الفكر الوهابى وتغيير الهوية إلى الوهابية فى مصر عن طريق تدشين جماعات الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر «بالقانون». وأضاف «كريمة» أن مصر ليست فى حاجة لهذه الهيئة.. فنحن شعب متدين ولسنا منحرفين حتى يحاول البعض فرض هذه الظواهر الغريبة علينا. وشدد على أن الحديث عن إنشاء هيئة للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر يهدم المجتمع ويشيع الفتنة بين أبنائه وأيضا بمثابة محاولات للقضاء على وسطية الأزهر الذى ظل منبرًا للدعوة ويجب على "برهامى" التوقف عن مثل هذه التصريحات التى تشعل فتيل الأزمة وبمثابة محاولة لتغيير هوية وفكر المجتمع. واستنكر «خالد تليمة» الناشط السياسى دعوات السلفيين لإنشاء جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، قائلًا: "لم نكن قبل الثورة وأثناء حكم مبارك نعبد الأصنام أو نشرب الخمر حتى نصحح هذه الأوضاع الآن، كما أننا لم نقم بثورة حتى تتولى جماعة فرض رأيها على وطن بأسره". وأضاف أن مثل هذه الدعوات محاولة لجعل مصر إمارة إخوانية سلفية حتى يتم قتل المعارضين باسم الدين ونكون استبدلنا دكتاتورية «مبارك» بديكتاتورية ب«ذقن وعصاه تضرب المواطنين». وشدد «تليمة» على أن هذه محاولات من قبل السلفيين لشغل الناس عن المعركة الانتخابية المقبلة ومحو هوية المجتمع.