ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية فى عددها الصادر، اليوم السبت، أن ثمة مخاوف باتت تلوح فى الأفق من إمكانية أن تؤدى المعارك القتالية الدائرة فى سوريا إلى نزوح اللاجئين الفلسطينيين إلى لبنان أو الأردن. وأوضحت الصحيفة - فى تقرير لها بثته على موقعها الإلكترونى- أن هذه المخاوف تستند إلى واقع يتمثل فى استضافة لبنان والأردن الجارتين لسوريا أكبر أعداد للاجئين الفلسطينيين إلى جانب مئات الآلاف من السوريين الذين فروا من الحرب التى اندلعت فى بلدهم. وقالت الصحيفة: "إن احتمالات نزوح أعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين فى سوريا إلى دول الجوار تعيد إلى الأذهان السيناريو المرير الذى وقع فى سبعينيات القرن الماضى إثر اندساس مسلحين بين الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين متسببين فى اندلاع الحرب الأهلية فى لبنان واحتجاجات واسعة ضد الحكومة الأردنية". ولفتت الصحيفة، إلى أنه رغم قبول الأردن تدفق السوريين إلى أراضيها، فإنها اعتبرت فى الوقت ذاته أن دخول الفلسطينيين "خط أحمر" لها؛ نظرًا لاحتمالات أن يؤدى ذلك إلى نزوح المزيد إلى جانب حتمية تحمل إسرائيل مصير هؤلاء، مشيرة إلى قول رئيس الوزراء الأردنى عبد الله النسور إن: "الأردن لا تعد مكانًا لحل مشاكل إسرائيل". وفى لبنان، لفتت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية إلى قيام الحكومة بفرض تأشيرة دخول وقيود أخرى حول مدة إقامة الفلسطينيين الحاملين لوثائق سورية، وهو ما يمثل تحولًا فى سياسة دخول الفلسطينيين إلى الأراضى اللبنانية مجانًا، مما اضطر عشرات الأسر الفلسطينية فى شهر ديسمبر الماضى إلى الرجوع مجددًا لعدم تمكنهم من الدخول مجانًا "بحسب ما أعلن مسئولون لبنانيون". كما تناولت الصحيفة دعوات الزعماء الفلسطينيين اللاجئين فى سوريا بالبقاء فى البلاد حتى حل المشاكل التى تتعلق بقضية "حق العودة" من خلال التوصل لتسوية فى هذا الصدد مع الجانب الإسرائيلي. وكشفت الصحيفة، أن ما يقرب من 17 ألف لاجئ فلسطينى فى سوريا فر إلى لبنان خلال الفترة الأخيرة. ووفقًا لبيانات أصدرها مسئولون فلسطينيون، فإن نحو 90% من اللاجئين الفلسطينيين بمخيم اليرموك بدمشق، الذى يسكنه قرابة 180 ألف شخص، قد تم طردهم، وإن العديد منهم قرر الذهاب للمخيمات الفلسطينية الأخرى فى سوريا فى حين يحاول البعض منهم الفرار من البلاد. وذكرت الصحيفة الأمريكية، أن العديد من اللبنانيين حذروا من أن دخول قاعدة كبيرة من السنة الفلسطينيين من شأنه إذكاء نار التشدد بالمجتمع السنى فى لبنان، مشيرة إلى حقيقة عيش الفقراء من اللبنانيين جنبًا إلى جنب مع الفلسطينيين فى مخيمات مكتظة فى ظل ظروف يغلب عليها الطابع المسلح وتقل فيها القبضة الأمنية.