لا تزال قرية "عزيز حنا"، بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية، غارقة فى أحزانها، ونيران الغضب لا تزال مستعرة بين الأهالى، والسخط على الحكومة والرئاسة وصل إلى عنان السماء، منذ شهر رمضان الماضى، الذى اغتيل فيه جنود مصر فى رفح، ومنهم الشهيد ثروت سليمان محمد، أحد شباب القرية. الحاج سليمان محمد -والد الشهيد– يقول: ابنى ثروت هو ثالث إخوته الأولاد وبعده بنتان، وكان ثروت محبوبا من جميع أهالى القرية، وكأنه كبر محبوبا ليموت صغيرا، كنت أتمنى أن أموت قبل استشهاده، كى لا أرى هذا اليوم، ففى لحظة وجدت ابنى فى صندوق دم، ولا أستطيع النظر إليه نظرة الوداع. وأضاف والد الشهيد ثروت: حتى الآن لم نسمع عن أى تطورات فى قضية قتل الشهداء، ولم يتم كشف القتلة، ودماء أبنائنا فى رقبة محمد مرسى، وأطالبه بالبحث عن المجرمين، وعدم إغلاق القضية، وأين وعوده التى قطعها على نفسه بمعاملتنا كأسر شهداء ثورة 25 يناير، فحتى الآن لم يوظف واحد من أبنائى، أشقاء الشهيد ثروت، ولم يتم تقديم أى مساعدات لنا، رغم أن زوجتى "اعتماد محمود" -والدة الشهيد ثروت- مصابة بسرطان الثدى، وطالبنا أكثر من مرة مساعدة الحكومة لنا، فأنا عامل زراعى باليومية، وتكاليف العلاج الكيماوى فوق طاقتنا، وشكونا ولم يستمع إلينا أى مسئول، كما طالبنا بتغيير اسم القرية وإطلاق اسم الشهيد ثروت عليها ليظل ذكرى خالدة وفخرا لأهالى قريته، وطالبنا بتوفير ماكينة لرفع المياه لأهالى القرية، وذهبت طلباتنا أدراج الرياح. محمد سليمان - شقيق الشهيد ثروت سليمان– يقول: منذ شهر أغسطس الماضى ونحن لم نعرف إلا طعم الحزن، فاستشهاد ثروت كسرنا جميعا، وعندما علمنا باستشهاده اجتاحنا إعصار الحزن والألم، ووصلنا إليه، ولم نره، كل ما شاهدناه كان مجرد صندوق دم، ورغم كارثتنا الفادحة إلا أن الحكومة لم تهتم، وحتى الآن لم يلقوا القبض على قتلة الجنود البواسل الذين راحوا ضحية الحفاظ على الوطن، ومحمد مرسى أعلن –آنذاك- أن شهداء رفح سيعاملون معاملة شهداء 25 يناير، لكنه لم يتقدم لنا حتى ببرقية عزاء ولم يقدم لنا أى شيء من حق شقيقى الذى راح دمه هدرا، فدم هؤلاء الشهداء فى رقبة مرسى الذى تهاون فى حقهم ولم يحاول الوصول للمجرمين ومحاسبتهم. ويضيف محمد أن الحكومة حتى الآن لم تقدم لنا أى شيء مما وعدونا به، قالوا إنه سيتم توظيفنا وتوفير شقة لنا، ولم يحدث شيء، وأيضا أعلنت بعض الصحف أن زوجة الرئيس قامت بزيارتنا، وهذا غير صحيح، فمنذ استشهاد ثروت لم يزرنا أى مسئول، ولم تصلنا برقية عزاء من الرئاسة أو الحكومة، ويتساءل: ألهذا الحد أصبحت دماؤنا رخيصة لديهم.. حسبنا الله ونعم الوكيل..