تسببت موجة الطقس السيء التي شهدتها الأردن خلال الأسبوع الجاري في انحسار المسيرات المطالبة بالإصلاح الشامل ومكافحة الفساد ومحاكمة المفسدين والتي دخلت عامها الثالث. واقتصرت المسيرات الأسبوعية اليوم "الجمعة "على العاصمة عمان ومحافظتي الزرقاء والطفيلة فيما شهدت إربد مسيرة تركزت على دعم الشعب السوري والتنديد بالمجازر التي يرتكبها نظام بشار الأسد ضد شعبه. وكانت الأردن قد تعرضت لموجة شديدة من الطقس السيىء منذ يوم "الأحد" الماضي نتيجة منخفض جوي عميق مصحوب بعواصف ثلجية وتساقط كثيف للثلوج والأمطار الغزيرة والرياح العاتية والتي أصابت مظاهر الحياة في المملكة بالشلل التام وإن كانت قد بدأت في التحسن التدريجي اعتبارا من بعد ظهر اليوم "الجمعة". وشارك العشرات في مسيرة انطلقت من أمام مسجد جعفر الطيار في "حي الطفايلة" بالعاصمة عمان بعد صلاة "الجمعة" اليوم استمرارا للحراك المطالب بتحقيق الإصلاح الشامل من خلال تعديلات دستورية تعيد السلطة للشعب وتنهي تغول الأجهزة الأمنية على الحياة السياسية والاجتماعية. وندد المشاركون في المسيرة بتفشي ظاهرة الفساد واستشرائها في مختلف مؤسسات الدولة، مطالبين بمحاسبة الفاسدين واستعادة الأموال المنهوبة. وكانت موجة الطقس السيء التي ضربت الأردن والتي لم تشهد البلاد مثلها منذ سنوات طويلة قد فاقمت الأوضاع الصعبة للاجئين السوريين في مخيم "الزعتري" بمحافظة المفرق (75 كم شمال شرق عمان) بعد تعرض المخيم للأمطار الغزيرة والرياح العاتية والبرد القارس المصحوب بتساقط الثلوج بعد أن تدنت درجات الحرارة إلى دون الصفر. وتضررت عشرات الخيام داخل المخيم الذي يضم حاليا نحو 65 ألف لاجئ ولاجئة سورية من بين ما يزيد عن 300 ألف لاجئ يقيمون بالأردن منذ اندلاع الأزمة في سوريا منتصف شهر مارس 2011 وسط مناشدات لدول العالم والمنظمات الدولية بمد يد العون لهم لمواجهة الأوضاع الصعبة الناجمة عن سوء الأحوال الجوية والتي أضافت لمعاناة التشرد لهؤلاء اللاجئين الكثير بعد أن لاقوا الأمّرين من قتل وتشريد وتعذيب على يد النظام السوري وشبيحته داخل الأراضي السورية قبل أن يفروا صوب الأردن بحثا عن طوق النجاة من الجحيم داخل بلادهم.