في ذكرى ميلادها.. رحلة سعاد حسني من الأمية لمعجزة صنعت منها سندريلا السينما

علامة من علامات الفن فى الزمن الجميل، سفيرة الخفة والشقاوة والحب على الشاشة، حرصت أن تكون دائمًا سندريلا السينما حتى المشهد الأخير من حياتها، فقد انسحبت فيه بهدوء وصمت لم تشرك فيه جماهيرها الذين أحبوها منذ أن عانقت عيونهم وجهها الجميل فى فيلم "حسن ونعيمة" عام 1958 وحتى آخر أفلامها "الراعي والنساء".
فى مثل هذا اليوم 26 يناير 1943 وُلدت سندريلا الشاشة سعاد حسنى ذات الأصول الشامية، والدها فنان معروف فى الخط العربى، وهى شقيقة لستة عشر أخا وأختا من ناحية الأب والأم.
كانت فترة الستينيات هى الفترة الذهبية لنجوميتها حيث توهجها الفنى، فقدمت خلاله 54 فيلمًا انخفضت فى السبعينيات إلى 15 فيلمًا، وفى الثمانينيات 13 فيلمًا وفيلم واحد فى التسعينيات.
اختار النقاد تسعة من أفلامها فى استفتاء قائمة أفضل مائة فيلم فى تاريخ السينما المصرية هى: "الزوجة الثانية، غروب وشروق، القاهرة 30، الاختيار، زوجتي والكلب، الكرنك، أهل القمة، خلي بالك من زوزو، على من نطلق الرصاص".
بدأت موهبة سعاد حسنى فى الغناء من خلال برنامج الأطفال بابا شارو حيث غنت أغنية "أخت القمر" فى الخمسينيات وتقول فيها "أنا سعاد أخت القمر بين العباد حسني اشتهر"، كما غنت للأطفال أيضا أغانى تأليف وألحان زوج شقيقتها الكبرى محمد خيرت مدرس الموسيقى.
أول فيلم غنت فيه سعاد حسنى هو "ه 3" إخراج عباس كامل عام 1961 حيث قدمت ديالوجين غنائيين الأول من ألحان الموجى مع ماهر العطار "قوللى قالتلك إيه أمى ورأيها إيه"، والثانى مع المطربة طروب والراقصة طقطوقة تقول فيه "إحنا ثلاثة وهمه ثلاثة والحب أقوى من الثلاثة" ألحان محمد جمال.
وقالت سعاد حسنى عن بداياتها: بدأت فى الغناء مع الملحنين منير مراد وسيد مكاوى وإبراهيم رجب ومحمد الموجى الذى قدم لى لحن استعراض "الحلوة لسه صغيرة" فى فيلم "صغيرة على الحب" من كلمات حسين السيد.
وأضافت: "لم أكن أتخيل يوما أن أصبح ممثلة بل كنت أخطط لأكون مطربة مثل أختى نجاة، لكن الصدفة وحدها لعبت الدور لأدخل مجال التمثيل عن طريق أستاذي الكاتب الشاعر عبد الرحمن الخميسى حين اختارنى للقيام بدور أوفيليا فى مسرحية هاملت التى كان يعد لها فى المسرح، وإذا بالمسرحية لم تكتمل ويتم ترشيحى لدور الفتاة الفلاحة البسيطة فى فيلم "حسن ونعيمة" الذى عرفنى من خلاله المشاهدين".
من المعروف أنه بعد أن قدم عبد الرحمن الخميسى اكتشافه سعاد حسنى إلى المخرج هنرى بركات وقبل تصوير "حسن ونعيمة" أسند الخميسى إلى الفنانة إنعام سالوسة والفنان إبراهيم سعفان الذى كان أستاذا للغة العربية مهمة تعليم سعاد القراءة والكتابة، لأنها لم تلتحق بمدارس نظامية بسبب ظروفها العائلية، إذ ساعدها إبراهيم سعفان على تعلم اللغة العربية في 6 أشهر، بما يعادل درجة طالب في الإعدادية.