هل يفعلها أوباما ويطلق سراح الشيخ عمر عبد الرحمن؟ سؤال ربما تكون إجابته نعم فى ظل إصرار إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما على تراجعه عن أمور كان البعض ينظر إليها على أنها من المستحيل حدوثها. فالرئيس المصرى محمد مرسى لا يكف عن الحديث عن رغبته فى أن تطلق الإدارة الأمريكية سراح عبد الرحمن، والذى اعتاد الإعلام الأمريكى إدانته لكونه العقل المدبر لمحاولة تفجير مركز التجارة العالمى فى 1993. فعلى الرغم من أن الرئيس أوباما كرر رفضه القاطع لتوسلات زعيم الإخوان السابق، ورئيس مصر الحالى محمد مرسي، بإطلاق سراح عبد الرحمن، إلا أنه حتى كتابة هذه السطور، لم يصدر أى بيان من هذا القبيل العامة أو إعادة صياغة للبيانات التى أطلقتها الإدارة الأمريكية من قبل. فإطلاق سراح الشيخ الكفيف، والذى يقضى حكماً بالسجن مدى الحياة فى سجن شديد الحراسة فى ولاية كارولينا الشمالية، كان مطلباً محورياً للحكومة المصرية منذ اللحظة الأولى التى وصل فيها مرسى للحكم، وسبق لعضو مجلس النواب الأمريكي "بيتر كينغ" أن أكد لصحيفة نيويورك بوست فى سبتمبر الماضى أن الحكومة المصرية طلبت إطلاق سراح عبد الرحمن وأنه يجرى النظر فى الطلب المقدم من إدارة أوباما. وبلغت الضغوط على الإدارة الأمريكية حد وزارة الخارجية الأمريكية بمنح تأشيرة لعضو فى الجماعة الإسلامية لكى يكون ضمن وفد كامل من المشرعين المصريين الذين التقوا وزيرة الخارجية الأمريكية ومسئولين كبار فى البيت الأبيض فى واشنطن، حيث ناقشوا معهم احتمالات الإفراج عن عبد الرحمن فى اجتماع حضره أحد مستشارى أوباما للأمن القومي. وفى أواخر شهر أغسطس، نظمت الجماعة الإسلامية احتجاجاً بالقرب من السفارة الأمريكية بالقاهرة بهدف تحقيق مزيد من الضغوط على الإدارة الأمريكة للإفراج عن عبد الرحمن، ولم يكن من قبيل الصدفة حصول الأمن الوطنى على شريط فيديو يرفع شعار "فليكن شعارنا.. لا للسفارة الأمريكية فى مصر حتى يتم تحرير شيخنا المحتجز." والآن يعاود مرسى ممارسة نفس الضغوط مع صبغها بصبغة إنسانية، من خلال حديثه عن كبر سن عبد الرحمن وأنه رجل عجوز يستحق الرعاية الكاملة، متناسياً أن عبد الرحمن دعا المسلمين إلى تدمير الدول الغربية وحرق شركاتها، والقضاء على مصالحها وإغراق سفنهم وإسقاط طائراتهم وقتلهم فى الجو أو البحر أو الأرض، وأصدر فتاوى دموية ضد الولاياتالمتحدة باعتبارها دولة كافرة، وهى الدعوة التى ألهمت منفذى عملية تفجير مركز التجارة العالمى فى عام 1993 بتنفيذ عمليتهم، كما ألهمت غيرهم بتنفيذ مذبحة السياح الغربيين فى الأقصر فى عام 1997، مثلما ألهمت غيرهم أيضاً بتنفيذ هجمات 11 سبتمبر. ولا اشك فى أننا سنسمع من البيت الأبيض أنه ليس لديهم خطط لإطلاق سراح الإرهابى الواعظ، لكن مكارثى أندرو، مساعد المدعى العام الأمريكى السابق، والذي حاكم عبد الرحمن، حذر فى الخريف الماضى من أنه لا توجد طريقة لتصديق أى شيء يقولون." فهذه هى الإدارة التى أيدت الإفراج عن عبد الباسط المقراحى المدان في تفجير لوكيربي، والذى نفذ عملية إرهابية أسفرت عن مقتل 189 أمريكياً، وقتها تظاهر "أوباما البيت الأبيض" بأنه فوجئ بقرار الإفراج عن المقراحي، لكن الوثائق التى حصلت عليها صحيفة صنداى تايمز البريطانية فى عام 2010 كشفت أن الإدارة الأمريكية نصحت سراً الوزراء الأسكتلنديين بأنه سيكون من الأفضل بكثير الإفراج عن مفجر لوكيربي". وهذه هى الإدارة التى خرجت على السجادة الحمراء لتستقبل عشرات من الزوار الذين ينتمون إلى مجموعات تخدم كواجهة لجماعة الإخوان المسلمين وحماس وغيرها من الجماعات الإسلامية المتشددة، وهذه هى الإدارة التى قصرت فى أداء الواجب الخاص لحماية قنصليتنا فى بنغازي. لقد حول أوباما دفة نهر الإنكار ليصبح مساره فى اتجاه البيت الأبيض، وهو ما يثير القلق بسبب المستقبل. نقلاً عن موقع روث فولي