سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصر تشتعل في 30يونيو.. أريك تراجر: بديع لا يستطيع الذهاب لمسقط رأسه ببني سويف.. ومحاولات مميتة من الجيش لتجنب استخدام الإسلاميين للسلاح.. والحزب الحاكم يدعم الجماعات الأكثر عنفًا
إريك تراجر، زميل الجيل التالي في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، قام بتحليل الوضع السياسي المصري في "30يونيو"، وبعدها من خلال تقرير له نشر في مجلة "NEW REPUBLIc" نيو ريببلك بعنوان "مصر تشتعل في 30 يونيو". قال "تراجر": "إذا كانت محافظة بني سويف معقل التيار الإسلامي وخاصة إنها المحافظة التي ولد بها مرشد العام للإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع، لكن المرشد لم يزر منزله في المحافظة منذ أواخر مارس 2012، وذلك عندما رفع النشطاء لافتات مناهضة للإخوان وحاصروا المسجد الذي كان من المقرر أن يقول فيه خطبة الجمعة". وليد عبد المنعم، إخواني منشق ويملك مقهى الاشتراكي، قال ل"تراجر": "الناس خططت لمهاجمة بديع والإمساك به في المسجد"، مؤكدًا أن نجل المرشد الأعلى يغلق بوابة المنزل وكوادر الإخوان تقوم على حماية منزله، كلما تم الإعلان عن تظاهرات في "فيس بوك". وأشار "تراجر" إلى أن الحركات المعادية للإخوان تجبر بديع لعدم القدوم لبني سويف، وذلك نتاج تصاعد الاحتقان الشعبي بشأن الإدارة الفاشلة للمنظمة من مصر في السنة الأولى لتولي مرسي الرئاسة، مشيرًا إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، والوقوف بطوابير الوقود لساعات طويلة، وانقطاع الكهرباء عدة مرات يوميًا، وضع ذلك المصريين وسط صيف حارق حافة الهاوية. وأكد على وقوع اشتباكات بين الإخوان والنشطاء المناهضين للإخوان الآن أصبحت سمة مشتركة في الحياة السياسية المصرية، وهذه الاضطرابات قد تزيد بدرجة منخفضة في "30يونيو"، في ذكرى مرور عام على تنصيب الرئيس مرسي، حيث ينظم نشطاء المعارضة احتجاجات في أنحاء البلاد تحت شعار "التمرد". وقال "تراجر"، إن "حملة تمرد تدعي أنه جمع ما يقرب من 15 مليون توقيع تأخذ هذه الأرقام على أنها كتلة ضخمة تعبر عن العديد من الإخفاقات، والتي تمثل قائمة بالنسبة لمرسي منها انهيار الاقتصاد وتباعية مرسي للأمريكان، ما دعاهم لطلب انتخابات رئاسية مبكرة، مشيرًا إلى أنه إذا كان هذا الطلب يبدو غير واقعي، وأنه لا يوجد أي أساس قانوني لاستخدام محرك التماس لإجبار رئيس منتخب من مصر إلى الدعوة إلى انتخابات مبكرة. وذكر "تراجر" من خلال تحليله السياسي أن الكثير من أنصار تمرد اعترفوا أن لديهم هدف آخر يضعوه في الاعتبار، وهو توجيه السخط الشعبي على رئاسة مرسي إلى احتجاجات واسعة، من شأنها أن تجبره وحكومته - التي يهيمن عليها الإخوان - الابتعاد عن السلطة. وأضاف "تراجر": "إننا سوف نترك بيوتنا يوم 30يونيو ولن أعود إلا إذا أسقط النظام، وإلا فسوف نموت"، ذلك ما قال عبد الفتاح صبري، رئيس اللجنة المنظمة لتمرد بالمحلة الكبرى، وتوقع تدفق الملايين على الشوارع قائلًا: "هذه الثورة تحطم كل الأرقام القياسية". قال صبري لتراجر إنه يجب الإطاحة بمرسي، بعد ذلك الجيش يعين مجلس رئاسي مؤقت يتألف معظمه من غير الإسلاميين، وستقوم بإدارة انتخابات جديدة. ويقول "تراجر": "بالطبع، هذا ليس واردًا، فالطريقة الوحيدة التي من المنظور بها أن يطيح الجماهير في الاحتجاجات بمرسي، سيكون بحدوث عنف حتى بعد 30 يونيو، ويجبر الجيش على التدخل لوقف سفك الدماء الذي لن يكون له مثيل". وأشار "تراجر" إلى أن الأمور لن تتوقف عند هذا الحد، ولكن سيكون من المحتمل أن تكون هناك نوع من المواجهة المباشرة بين الجيش والإسلاميين، مضيفًا أن بعض الإسلاميين كان على استعداد لاستخدام الأسلحة قبل عام عندما اعتقدوا أن المجلس العسكري قد رفض إعلان مرسي رئيسًا لمصر، وأن الجيش قام بعمل محاولات مستميتة لتجنب هذا السيناريو، وأن هذا هو السبب الذي سيجعل مرسي رئيسًا مصر في 1يوليو. وأكد "تراجر" أن استخدام السلاح لا ينبغي أن يكون مصدرًا للعزاء لمرسي أو الإخوان، لأنهم سينحوا السياسة جانبًا، والبلاد قد تقع تمامًا خارج سيطرتهم. ذاكرًا ما قاله محمد هيكل، أحد الخمسة المؤسسين لتمرد: "سوف تبدأ مسيرات من أماكن مختلفة، وسوف تصل إلى القصر الرئاسي"، مضيفًا: "إننا سوف نحيط أيضًا بأماكن أخرى مكاتب المحافظة وحتى السفارات المصرية في الخارج، بما في ذلك في واشنطن". إن نشطاء يعتزمون الجلوس في هذه المواقع لأجل غير مسمى، وربما تحصينا لموقفها، وفي الوقت نفسه، نشطاء العمال في المناطق الصناعية في مصر يخططون لإضرابات لإغلاق النشآت الاقتصادية حتى يرحل مرسي، وسوف يتم إيقاف المصانع في المحلة الكبري في 30 يونيو – حسبما قال رئيس العمال في أكبر مصنع للغزل والنسيج في المحلة الكبرى لتراجر. وقال "تراجر"، إنه غير معروف ما إذا كانت احتجاجات 30يونيو ستحقق الأرقام التي تتوقعها، والغضب ضد الإخوان سيكون على نطاق واسع. أما الإخوان، ففي حالة إنكار تام لهذا، ويتعامل قادة الإخوان وأعضاءها على أن مرسي كان رئيسًا ناجحة، وينظرون الاحتجاجات على أنهم لا يريدون للمشروع الإسلامي وبناء دولة إسلامية في مصر أن يتحقق. وقال محمود رشاد، رئيس الإعلام في حزب الإخوان في محافظة الغربية، ل"تراجر": "لذلك أنا لست قلقا، ولكن واثق من أننا نسير على الطريق الصحيح"، ومن وجهة نظرهم أن تمرد قلة يقومون بعمل مؤامرة، سيفضحون من خلال التعبئة"، وأضاف "رشاد": "إننا سوف نذهب قبل 28 يونيو في جميع المحافظات للاحتفال بمرور سنة من حكم الرئيس الشرعي المنتخب". وقال رضا غانم، المسئول الإعلامي للإخوان بالغربية، إن جماعة الإخوان ستجري من يوم الجمعة سلسلة من المسيرات المليونيات لحماية الشريعة"، وأنها قد أبدت مرارًا استعدادها لمواجهة تمرد بشكل مباشر. وأشار "تراجر" إلى أن الإخوان قد واجهوا معارضيهم بعنف من قبل وكانت النتائج كارثية، في 5 ديسمبر 2012، وأرسلت جماعة الإخوان كوادرها لمهاجمة احتجاج المعارضة الجماهيرية خارج القصر الرئاسي في الاتحادية، والعديد من الناشطين يؤكدون أن استخدام الحزب الحاكم للعنف ضد خصومهم كان النقطة التي قررت أنها لم تعد قادرة على تحمل رئاسة مرسي. وقال "تراجر" حتى الآن لا يزال الإخوان يرون أن التعبئة في ديسمبر هي الخطوة الصحيحة، مؤكدًا على ما قاله له مدير مكتب الأقصي التابعة لحماس الإخواني أحمد سبيع "أن قيادة جماعة الإخوان ما تراه هو الحق، ونحن سوف نطيع"، وأكد أنه بدلًا من أن يعمل مرسي على تهدئة الأجواء السياسية في هذه اللحظة الحرجة، فإنه يضاعف باستمرار من المواجهة، حيث قام مؤخرًا بتعيين 7 من المحافظين الإخوان، والذي خالف مطالب المعارضة للحكم الأكثر شمولية. وأشار إلى أن الحزب الحاكم بمصر يدعم العناصر السياسية الأكثر عنفًا، والمعارضة تسعي لانتفاضة جديدة، وأيًا ما سيحدث في 30يونيو لكنه لن ينتهي بشكل جيد.